تحذيرات الملك .. وجانحة الارهاب القادمة

mainThumb

20-04-2020 09:57 PM

لأن جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب فكر استراتيجي استباقي ، فقد تمكن الاردن والاردنيون من احتواء جميع الجانحات ، التي ضربت المنطقة ، واخرها جانحة الارهاب ،حين اشتعلت النيران في بعض دول الجوار ،لتاكل الاخضر واليابس ، وتدمر الانسان والحجر والنبات ، وبقي الاردن آمنا مستقرا صامدا ، رغم انه لم يسلم تماما من السنة اللهب المتصاعده منها .
وحين بدأ الاردن يتعافى من الاثار غير المباشرة التي لحقت به بسبب الارهاب ، جاءت جانحة كورونا ، التي قد ثهدد نتائجها السلبية الاقصتادية والاجتماعية ،بعودة الارهاب وممارساته السوداء للمنطقة ، بعد ان بدأ الاردن وسائر دول المنطقة تتعافى من اثاره التدميريه الدموية.
اذ كان من المتوقع، حسب البنك الدولي ان يشهد الاردن هذا العام ، نسبة نمو قدرها 2.2 % وهي نسبة عاليه مقارنة سيما وانها تعادل تماما النسبه الدولية المتوقع ان تبلغها دول مجلس التعاون الخليجي ، واقل من معدل النمو العالمي المتوقع بقليل والمتوقع ان يكون 2.5 بالمائه ... الا ان جانحةكورنا، اخلت بكل التوقعات الدولية ، وجعلتها خلفها .
من هنا جاء التحذير ا لاستباقي لجلالة الملك عبد الله الثاني للمجتمع الدولي ،بضرورة تحقيق تعاون دولي فعال ، ليس للقضاء على كورونا فخسب ، بل للنهوض تنمويا واجتماعيا ،بالدول التي ضربتها جانحة كورونا للحيلولة دون حدوث جانحة اخرى ، اكثرخطرا وتدميرا ، خلال الاعوام القادمة ، وهي جانحة الارهاب التي لاتنمو الا في مستنقعات الآفات الاقتصاديه والاجتماعيه .
اطلق الملك هذا التحذير امس عبر شبكة CBS الامريكيه ،حين اكد ان الاردن "قلق كثيرا " من ان " تستغل المجموعات المتطرفة واخرين من امثالهم الوضع الحالي" ،وذلك بعد ان " تخطى الاردن الصدمات الاقليمية التي نتجت عن الحروب ، وتعرض لتدفق اللاجئين بشكل كبير ،" " وينفذ حاليا برنامج اصلاحات صارم مع صندوق النقد الدولي"
صحيح " لم يعد الاردن قلقا من فايروس كورونا " - كما قال الملك ،، بل انه قلق مماستجلبه لنا الايام في الاعوام الثلاث القادمة " ,في اشارة الى انعكاسات هذا الفايروس ، على مجمل الحياة الاقتصاديه الاجتماعيه ، في الدول التي ضربها ،ومنها الاردن ودول المنطقة ،التي يتاثر الاردن بمايجري فيها دوما .
وتساءل الملك : هل سنكون مستعدين للمواجهة التالية خلال السنوات القادمة ،؟" واجاب الملك على هذا التساؤل بالقول :".هذا ليس ممكنا دون ان نساعد بعضنا البعض " .
وكعادته في كل مره في مواجهة القادم الاخطر : طرح الملك خريطة طريق ستنقذ العالم ليس من كارثة كورونا ،بل من اية كارثة محتملة جديدة ، قد تضرب المنطقة والعالم ، في السنوات القادمة ، وفي مقدمتها " جانحة الارهاب ."

قوام هذه الحريطة -،جسب الملك - بناء منظومة تعاون دولي انساني بغض النظز عن تركيبتها السياسيه والاقتصادية والديمغرافية ، على ان تتبنى هذه المنظومة ، برنامج عمل تنموي انساني دولي مشترك ، للنهوض بالدول التي ضربتها جانحة كورونان، خاصة العربية منها ، حتى لايستغل الارهابيون ،تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها بسبب هذه الجانحة ، ليعودوا للمنطقة من جديد، 


هذا هو الفكر الاستباقي للملك ،الذي انقذ الاردن من جانحة كورونا ، وكان يمكن ان ينقذ العديد من الشعوب العربية ، التي تعاني من ازماتها ، لو استمع العالم لتحذيرات اطلقها جلالته منذ سنوات طويلة ، ولما تعقدت القضايا التي دعا لحلها سلميا من خلال التعاون الدولي ، والتي اصبحت اليوم تهدد السلم العالمي ، وتشكل خطرا حقيقيا على البشرية ، تستنزف الارواح ،والاموال، والبنية الاقتصاديه والاجتماعية ، لدول المنطقة دون ان يلوح في الافق حل انساني مقبول ، يعوض شعوبها عن معاناتها ، نتيجة للاعتداءات الاستعماريه ، التي تعرضت لها على مدى فرون ، وما زالت تعاني من اثارها الضارة حتى اليوم ..
واليوم في الوقت الذي يتصدى فيه الاردن والعالم لفايروس كورونا ، فان الاردنيين واثقون ، بانهم بدعم من اشقائهم واصدقائهم ، وصلابة عزيمتهم ،قادرون على تخطي هذه الجانحة ، كما تخطو وعلى مدى العقدين الحالي و السابق ، "كل الصدمات الاقليميه " التي ضربت الاردن والمنطقة في عهدجلالته بما فيها جانحةالارهاب الدموي .
وحتى يكون الاردن قدوة للعالم في تنفيذ خريطة الطريق هذه، ، فقد اقرن القول بالعمل ، كعادته دوما ، اذ اعلن الملك ان" الاردن يتواصل حاليا مع اشقائه واصدقائه لنرى كيف بامكاننا مساعدتهم كما ساعدونا" بتزويدهم بما ينتجه الاردن من مستلزمات طبيه وادوية علاجيه ، بما في ذلك ارسال اطباء وممرضين وممرضات.
فهل يكون ذلك بداية لتعاون وتحالف دولي حقيقي تنموي انساني الطابع ،، للاجهاز على فايروس كورونا، وحماية العالم من اية جانحة اخرى قادمه ، وفي مقدمتها واكثرها خطورة جانحة الارهاب ، بهدف اجتثاثه الى الابد ، عبر تنمية اقتصادية شامله ، في الدول الاكثر تضررا من الاثار السلبيه لجانحة كورونا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد