بين حميَّة الكلب .. وخيانة الرويبضة

mainThumb

28-10-2020 08:41 PM

بعد وقعة عين جالوت، انحسر المد المغولي في بلاد الشام، فطلبت دوقوز خاتون زوجة هولاكو، وكانت تدين بالنصرانية، من هولاكو خان أن يستقطب بعضاً من قساوسة الصليبيين ليقوموا بالتبشير بين أفراد المغول، ففعل، فتَنَصَّرَ سونجق أمير مِنَ أمراء الْمَغُولِ، فأقاموا احتفالا بهذه المناسبة، فأخذ بعض القساوسة ينتقص من رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وَهُنَاكَ كَلْبُ صَيْدٍ عَزِيزٌ عَلَى سونجق فِي سِلْسِلَةِ ذَهَبٍ فَنَهَضَ الْكَلْبُ، وَقَلَعَ السِّلْسِلَةَ وَوَثَبَ عَلَى ذَاكَ النَّصْرَانِيِّ فَخَمَشَهُ وَأَدْمَاهُ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، وَكَفُّوهُ عَنْهُ وَسَلْسَلُوهُ، فَقَالَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ: هَذَا لِكَلامِكَ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَذَا مِنْ أَجْلِ كَلامِي فِي مُحَمَّدٍ؟ لا، وَلَكِنَّ هَذَا كَلْبٌ عَزِيزُ النَّفْسِ رَآنِي أُشِيرُ بِيَدِي فَظَنَّ أَنِّي أُرِيدُ ضَرْبَهُ فَوَثَبَ، ثُمَّ أَخَذَ أَيْضًا يَتَنَقَّصُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَزِيدُ فِي ذَلِكَ فَوَثَبَ إِلَيْهِ الْكَلْبُ، ثَانِيًا وَقَطَعَ السِّلْسِلَةَ وَافْتَرَسَهُ، ثُمَّ عَضَّ عَلَى حنجرتهِ فَاقْتَلَعَهَا فَمَاتَ من فوره.... روى هذه القصة الذهبي في معجم الشيوخ الكبير (2/ 55) وغيره .


الشاهد: إن الكلب انتقم ممن آذى النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، بينما نجد رويبضات العرب يخرسون، بل إنهم يؤيدون ذاك الوغد «الميكروب» ويعتبرون انتفاض المسلمين في أصقاع الأرض إرهاباً، وإسلاماً مسيَّسا...الخ


نعم ... هكذا ...


وذلك لحكمة أرادها الله تعالى لينكشف الزيف عن المنافقين، وتسقط الأقنعة عن وجوههم المكسوفة، ويصير الناس إلى فسطاطين؛ فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط كفر لا إيمان فيه، ويكونوا من جند الدجال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد