حفلات التكريم بين الظاهر والمخفي

mainThumb

03-08-2021 11:47 AM

دابت العادة ان تقوم بعض المؤسسات بحفل تكريم للاشخاص الذين يغادروها اما بالانتقال الى موقع اخر او للتقاعد او السفر وغيرها من المسببات .

وهنا تتباين فكرة التكريم في الاهداف والوسائل، وتختلف النظرة الى  المغادرين تبعا للمواقع التي شغروها وطبيعة العلاقة في العمل مع المغادر سواء بالتعامل المباشر او التعامل بالتسلسل الوظيفي والمهني  ،لذلك تجد هناك تباين في النظرة اليهم وخاصة اذا كانوا ممن تولى مناصب ادارية ،فمنهم من انتفع منهم ويقبل على المساهمة بالتكريم بحماس واضح  ،ومنهم من لا يرغب ان  يراه على وجه البسيطة وقد كسر الجرة وراءه، ومنهم من يتردد في المشاركة وخاصة اذا كانت اختيارية ومدفوعة التكاليف .

ولذلك تبدا الحجج بالاعتذار لان العشرة دنانير مؤذية لجيوب البعض وقد تخرج باستخدام تعويذة او بالتنويم مغناطيسي ،وتبدا رحلة المعاناة لصاحب الفكرة والذي قد يضطر للدفع عن عديد من  القوم حتى لا تفشل فكرته، والكيس واللبيب من يستعيد ذاكرته عندما كان على راس عمله او لازال ، وعاصر ويعاصر مثل هذه الممارسات ،حيث ان بعضهم قد يختفي من المشهد شهرا كاملا حتى لا يدفع خمس دنانير  .

وهناك من يبدي حماسا لتكريم زميله حتى لو اختلف معه يوما ما ،وهذه اخلاق الفرسان ، ومن الممارسات العجيبة ان يقام حفل تكريم ل(س) ولا يقام ل(ص) ،وهذا قد ياتي ممن يتولى قيادة الدفة والمبادرة ،وفي كل الاحوال معظم هذه الحفلات كلمة حق اريد بها باطل ،فقد يكون الهدف منها اصطياد مسؤول اكبر لتكريمه قبل صاحب التكريم ،وقد يكون مناكفة مع احد او تزلفا لاحد .

وبعضهم قد  لا يدفع فلسا واحدا وقد يسرق ما تبقى من الجمعية او بطريقة الخصم المسبق كسمسرة ،  ولا باس من ديلفري للبيت على حساب المجموعة التي يحضر بعض افرادها بمذكرة جلب ،والذي عاصر ويعاصر مثل هذه الحفلات يعرف تفاصيل مخجلة ومحرجة احيانا.

واشرف وانقى انواع التكريم عندما يكون من القلب وبطيب خاطر من اصدقاء اوفياء والذين يحضرون ويساهمون طوعا مهما زاد او قل عددهم ، وفي المقابل هناك شخصيات تستحق التكريم لانها قدمت للوطن والمواطن في كافة المواقع التي مروا بها ،ولكنهم لا ينتظرون لوحا من خشب او من زجاج ممن يضمرون الشر لهم ،وانما يتمنون الاجر العظيم من رب العالمين ودعوات الصالحين لهم من الذين عملوا او تعاملوا معهم ،اما المنافقين فهم في الدرك الاسفل من النار ،ولله في خلقه شؤون ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد