يا بني أينما جلست فانا في المقدمة

mainThumb

22-11-2008 12:00 AM

هذه الكلمات للشيخ الدكتور ناصر الدين الأسد قالها على ما اذكر في ثمانينات القرن الماضي في احد المؤتمرات في جامعة اليرموك .

حيث حضر إلى القاعة فجلس في آخر الصفوف في القاعة , فذهب إليه احد طلبة القيادة الواعدة المسؤول عن تنظيم الجلوس ليقول له أن له مقعدا في الصف الأول في القاعة ومحجوز باسمه فما كان من الدكتور المتواضع إلا أن قال للطالب : يا بني أينما جلست فانا في المقدمة ....وهناك قصة قديمة قريبة من هذه القصة في دلالتها كان صاحبها هذه المرة المرحوم الشيخ عبد الله كليب الشريدة ففي إحدى الصلحات العشائرية في لواء الكورة ذهب الناس إلى صلاة العصر وبعد إن انهوا الصلاة مضوا مسرعين إلى مكان الصلح بينما ظل هو في المسجد يقرا القران وقد رجع إليه احد الشباب يدعوه للذهاب إلى مكان التجمع حيث هو من سيقوم بإجراءات الصلح وأنه بدونه لن يتم هذا الصلح , فقال له : يا بني عندما يحتاجونني يعرفون مكاني . أسوق هاتين القصتين اللتان تزخران بالحكمة لعدة أسباب أولها : انك ترى الكثير من أصحاب الوزن الخفيف وزن الذبابة بالمصطلح الرياضي يتراكضون ويتهافتون ويتسابقون ويتزاحمون ويتسلبدون للوصول والجلوس في الكراسي الأولى وفي الصفوف الأولى , وكلما اقترب المصورون يمدون رؤوسهم أمام الكاميرات ويبتسمون لها , بغية الظهور والتسلق مع أنهم يعرفون حق المعرفة أن هذه الكراسي لا ينبغي أن تكون لهم , وهم غير مؤهلين للجلوس فيها .

وثانيها : انه في الليلة الظلماء يفتقد البدر , فكل الإضاءة الصناعية لا تغني التائهين في ليل الصحراء عن ضوء البدر الطبيعي , الذي يهدي وينير الطريق ويشعر الإنسان بالراحة والآمان والهدوء .

اما ثالثها فإن صاحب الاختصاص , ذو الهمة العالية المقدر في قومه , الواثق بنفسه وبربه ليس بحاجة إلى كرسي في الصف الأول فالناس لا تكبر بالكراسي إنما بأفعالها العظيمة وإخلاصها فيها على الرغم من إننا في زمن الرويبضة الذي تحدث عنه الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلم .

واخيرا , مع اول خيط ضوء في الصباح الباكر ننسى كل ساعات العتمة  .
 shraideh@ yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد