يا نشمية .. هزّي

mainThumb

01-05-2010 07:00 AM

  يا نشمية ...هـــزّي !!

هـزّي رأسك واهتـزّي ... تيهي بالعـزِِِّ ... طيـري للشمس البكر ، بالثغـر الباسم ... بالغـرُّة ، صيـري للأرض فنارا ... نارا وسراجا .



يا بنت الأردن الحـرَّة ، يا أم الفرسان وحادية العسكر ، مـدّي شالك للضوءِ وللشمسِ ، من شط اليرموك المائج بالخصب لأطراف ( الدّرة ) . اختالي يا ابنة ( هزاع ) ، جـدُّك موسومٌ بالنبلِ وبالعزّ ، وعباءةُ خالك (نمر العدوان) صحيفةُ ذكرى ، ورسالةُ (وصفي) لا زالت فينا ُتتلى ، وسهولُ اربد لا زالت تنضح منها ، رائحة ُالأرض الحبلى بالغلة .



لون خدك يا حسون ديرتنا ، حمرة خد البتراء ، وجرار عطرك نفح التل ... رائحة الشيح وطعم المُرار ... جدولة شعرك دوريِّ البيدر . شَعرك يا نشميّة ، ميثاق مكتوب بالدم ... عهدٌ أبديٌّ ، يهتـزّ له فنجان الداخل فينا، وقنطرة الديوان .



( كالقمح لونك يا ابنة العربِ ..

كالفجر بين عرائش العنبِ ..

أو كالفرات ، على ملامحه

دعةُ الثرى وضراوةُ الذهبِ )*



يا بنت الأردن الغيداء : (هزاع) جدك موسومٌّ بالنبل وبالعـزِّ ، وعباءة خالك (ابن العدوان) صفحةُ ذكرى ، ورسالة (وصفي) لا زالت ُتتلى . عودي للأرض العطشى للضوء وللمجد . عودي واستسقي الغيم ، لعل الودق يتنـزَّل ، واختالي ببهاء الصبح الفاضح ، ما بين صهيل الخيل، وقباب الأهل ، وقبور الأجداد ، واتلي سفرا من قول الرب .



هـزّي بالعـزّ الرأسَ تحـدّي ، وبثوب الطهر اعتزّي ، لا بالخصر وحسن القـدِّ . يا بنت الأرض العطشى للضوء وللمجدِ : (شِيحي ) يا بلقاءَ الوجه ، يا ذات العيون ( العجرميَّة ) . (شِيحي) عن أبناء الليل المسخ ؛ هاهم ( يثـغـون ) كتيوس جرباء ، وراء بغاء هياكل عظمية . (شِيحي) عن لون الزيف ... عولمةِ العرض ، عن عهر الألحان ... عن حروف الغنج والغُـنَّة .



يا سيدة البرّ، يا ريماً يعدو مكحـول العينين ، أمام كلاب بريّة ، قـولي : هل دُجـِّن هذا الريم الجافـل ؟!. قولي : من علم (حمده ) هزَّ الأرداف ؟ مَن ْ علم (وضحى) نفخ الجاز وألحان (الراب) ؟ مَن أنسى (عليا) هزَّ الغربال ؟ قولي : مَنْ أنساها المنجل ؟ .



أُخيَّه:

(هذا زمان الشدّ... فاشتدّي ) ، عودي للإرث الماجد يا خنساء الحاضر ، حفيدة (خولاءٌ بنت الأزور) ... زنارك حمـّالة سيف أو خنجر ... وجراب فستانك قنبلةٌ ، خلخالك رمانة فولاذ محميـّة ، وعصابة رأسك سوسنة سوداء .


يا نشميـِّة : مديّ رجليك بقناة الغور الشرقية . حنيِّ أطراف قدميك ، بالطين المجبول بدماء (الدوريِّة) ، قولي للنهر الذي، ضلتْ البيد عن منابعه :


(( ... واستسقت الماءَ من صيفٍ بلا سحبِ

فكان ما كان

من قهرٍ يقود إلى قهرِ

ومن غضبٍ يُفضي إلى غضبِ ))*



جرار عطرك يا بنت الأردن ، نفح التل ... رائحة الشيح ... وطعم المُرارْ ... جدولة شعرك دوريِّ البيدر . شَعرك يا نشميّة ، ميثاق مكتوبٌ بالدم ... عهدٌ أبديٌّ ، يهتـزّ له فنجان الداخل فينا ، وقنطرة الديوان .

أم خالد

T_obiedat@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد