يا ابن هزاع .. بمثلك ننتخي

mainThumb

16-05-2010 08:12 AM

 
         لا اسم لأردني ، يدخلني غيبوبة الزهو ، وقشعريرة الفخار ، كاسم هزاع .  ولا اسم لأردني يهزّ كياني ، ويسيل دمعي ، كاسم وصفي .  وكأني  بالليالي وقد ارتهنتني أسيرة ذكراهما .   يفرحني سماع الاسمين ،  وتبهج نفسي ملامح الوجهين ، بقسماتهما الأردنية السمراء ، وبالعيون الناطقة الذكية ،  يتملكان مني الإرادة ، ويتلاعبان بخيالي ...  أتيه معهما . أسترجع الزمان...  أبني ممالك وأنظم ولايات .  فارسان اسطوريان . تملكا قلمي .  وكأن مداده لا يسيل إلا بحروفهما ، فما أذكر أني كتبت صفحة ، دون أن أمر  بهما، أقرئهما السلام .  أجتر وقائع وأحاديث جهدت بنقلها  لأبنائي .  قرأت لهم البطلين  حرفا حرفا ،  وسافرت بخيالي مع أحلامهما ، وسجلت بذاكرتي نبساتهما ، وفرحهما ، وغضبهما ، وحلمت معهما بالوطن الأعز.




       ولا أبالغ القول ، أني أمارس كل وسائلي على العائلة الصغيرة ، لزيارة الكمالية كل سنة ، في الثامن والعشرين من تشرينها الثاني ،  اجمعها  عند قبر وصفي ، لأقرأ على مزاره  ما تيسر من الذكر الحكيم ، وأرش على النصائب التي نسيها الصحب ، قطرات ماء استسقيتها من (ماء راحوب ) ، وامسح أطراف القبر بهُــدْبِ شماغي ، وحين يرتشف ليل البلقاء شفقها ، أعود  لأستجمع ما في الذاكرة  المجهدة ، لأحدثهم عن شقيقه ومثله الأعلى هزاع .




سيدي الباشا :

على ملامحك  أقرأ  تقاطيع الوالد ، ومن نضارة الغصن أرى أصالة المنبت ،  ومن بريق العينين يدهمني برق جلعاد ، ومن الهدوء والسمت الآسر ، أقرأ مهابة شيحان ، لمثلك سيدي الباشا دبة صوت النشميات ، حفيدات ( خضرا ووطفا وموزة ) . 




 يا باشا  ... سرق الوجع مني رمق الحروف ، واستلب الخوف  بوح الكلمات ، وتاهت أناملي عن أزرار حاسوبي ، حين طال انتظار موسم الرجال الرجال ، فقد ظننا أنهم ماتوا حين غابوا وتأخروا ،  خفنا سيدي الباشا  ،حين صارت قلعة أمننا ،ووقايته ، وجنايته ، وبيئته ونسائيته ، وخدمته و ... و ...و...   ، تركة ،  وزعت للفروع والأصول  ، وأولاد العمومة والخؤولة والجيران ،  حينها انتظرنا موسم الرجال فما تأخروا .




باشا  . يا ابن هزاع . يا ابن الأكرمين الطيبين الرجال . خذنا إلى زمن وصفي وهزاع ...    إلى زمن الخيول  الضوامر ، إلى فوح القهوة السمراء ،  إلى زمن النشميات اللواتي دثارهن ثوب العز ، وعطرهن عبير الأرض . يا ابن هزاع بمثلك ننتخي .




قلها يا باشا : كما عاهدت سيد البلاد . قلها أعاهدكم بوأد الزيف والفساد قلها يا ابن هزاع : لكم العدل يا أهلي ، فأنت ابن الذي  مات شهيدا  لعدله .

                                       

T_obiedat@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد