ليست هذه المعارضة

ليست هذه المعارضة

02-09-2010 12:32 AM

آه يا وطني ، تكاثرت جراحك حتى أصبح لا يخلو جسدك من منطقة لا تنزف ، فبالرغم من الأوضاع الصعبة التي تنهش في هذه المنطقة ، والقوى الخارجية التي تضغط علينا بشتى الطرق ، أصبح بعض أبنائك ينهشون فيك من الداخل ، ففي جميع الأوطان تكون المعارضة أسلوب وأداة إصلاح وتغيير للأفضل ، ولكن المعارضة لدينا فقد هذه الوظيفة ، نعم للأسف أصبحت المعارضة لدينا عبارة عن أداة لإحداث البلبلة فقط ، فهاهي المعارضة الإسلامية لا تخدم إلا الجانب الفلسطيني ، لا نرى أي منهم أي خدمة للوطن ، ماذا قدمتم أيها الإسلاميون للأردن ؟ لم نجد منكم سوى المطالبة بسحب السفير الإسرائيلي .

 

وثمة العديد من الرجالات المحسوبين على المعارضة في الأردن يسطرون كلمات وعبارات براقة لا نتاج منها سوى إحداث الفوضى وإضعاف التماسك الداخلي ، لتعلموا يا إخواني أن المطالبة بإسقاط الرفاعي لا تحل مشاكل الوطن ، وتسطير المقالات للمطالبة بذلك .

 

لا يجب أن تكون المعارضة طريقا للشهرة على مبدأ خالف تعرف ، إذا كنت تود البحث عن الشهرة فلتشتهر بخدمة الوطن ، وهنالك من يعارض بشدة ويجسد المواقف البطولية بحثا عن المناصب وهذا الشيء واضح للعيان ويوجد العديد من الأمثلة القوية في ذلك ، وهنالك من يعارض ليعارض فقط ويكون كالإمعة لا يعرف هدفا لطريقه ، فقط هو لأن فلان يطالب بإسقاط الرفاعي يجب أن أطالب بإسقاط الرفاعي .

 

لماذا لا تكون معارضتنا فعالة ولها تأثير على أرض الواقع ، لا مجرد كلمات براقة ، لا نردي أن يكون شعار الأردن أولا مجرد شعار ننطق به ولا يتجاوز حدود شفاهنا ، بل يجب أن يكون الأردن أولا شيء عملي نطبقه على أرض الواقع .



وهذا لا يعني أنه لاوجود للمعارضة الصحيحة ولكنها للأسف قليلة ، يجب أن تكون المعارضة هي بمثابة جهاز لاملاحقة الفاسدين والمخربين في هذه الدولة من المسؤولين والإطاحة بهم قانونيا وليس التهجم عليهم بمقالات لا تسمن ولا تغني من جوع ، يجب أن تكون المعارضة هيئة أخرى لمكافحة الفساد ، وجميعنا تحكمنا نفس القوانين سواء المعارضة أو المسؤولين ، جميعنا نرضخ أمام القانون ،لنبدأ بملاحقة الفاسدين والمفسدين قانونيا ، لنطالب باستعادة أموال وخيرات الوطن المنهوبة قانونيا .



أعتز وأفتخر بأردنيتي ، وسأعارض كل من يحاول المساس بوطني بأي طريقة كانت ولن اعارض فقط بل وسأوقفه مهما كلفني ذلك ، وسأجعل أفعالي تنطق بشعار الأردن أولا .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد