حريق الكرمل .. هل إسرائيل مستعدة للحرب المقبلة؟

حريق الكرمل .. هل إسرائيل مستعدة للحرب المقبلة؟

04-12-2010 08:49 PM

بالتزامن مع اتساع نطاق حريق جبل الكرمل وإجلاء آلاف الأشخاص من قرى ومناطق شمال إسرائيل اندلع جدل حاد داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية لمعرفة المسؤول عن التقصير في مواجهة الكارثة بينما شككت الصحف العبرية بجهوزية إسرائيل لخوض أي حرب مقبلة.



 صحيفة هآرتس العبرية الصادرة اليوم ذكّرت قراءها بحرب عام ثلاثة وسبعين وعقدت مقارنة بين عدم جهوزية الجيش الاسرائيلي للقتال في حينه وعدم جهوزية طواقم الاطفاء لمواجهة الكارثة الحالية الامر الذي يؤكد -بحسب هآرتس- عدم استعداد اسرائيل لمواجهة أي حرب أو عمل "ارهابي" كبير في المستقبل القريب ما يستدعي التساؤل عما اذا كانت تل ابيب ستعتمد على "كرم جيرانها" خلال أي حرب قادمة؟.



واعتبرت هآرتس ان هذه الكارثة تتوج سنوات من "الإهمال" والادعاء بان الوضع الداخلي بات متماسكا بعد المراجعة الشاملة ومسيرة التصحيح التي اعقبت اخفاقات حرب لبنان الثانية والتي استهدفت خلالها صواريخ حزب الله أحراش الكرمل وطلبت اسرائيل في حينها مساعدات من اليونان وقبرص لاخماد النيران كما تم اعداد التقارير حول جهوزية رجال واجهزة الاطفاء.



ومن بين ما اجري من مناورات وتدريبات على مدار السنوات الماضية (نقطة تحول ثلاثة) في حزيران الماضي والتي اعتبرت اكبر مناورة في تاريخ إسرائيل حيث شاركت فيها كافة أجهزة الدولة العبرية وسكانها بهدف فحص مدى جهوزية واستعداد الجبهة الداخلية لمواجهة حرب شاملة متعددة الجبهات. في الغضون كشفت صحيفة يديعوت احرنوت ان في اسرائيل رجل اطفاء واحد لكل سبعة الاف شخص وذلك خلافا للمعايير التي تستدعي وجود رجل اطفاء لكل الف شخص هذا بالاضافة الى النقص الفادح في المواد الكيماوية المستخدمة لاخماد الحرائق والتي اجرى وزير جيش الاحتلال ايهود باراك اتصالات لشرائها من فرنسا وبريطانيا بشكل عاجل.



من جهته وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي أزاح المسؤولية عن عاتقه بالقول ان وزارته كانت قد طلبت قبل عام ونصف رصد نصف مليار شيكل (الدولار الامريكي يعادل 3.64 شيكل) بهدف تعزيز امكانات جهاز خدمات الاطفاء وتزويد الاطفائيين بالمعدات الحديثة لافتا الى ان وزارته لم تتسلم سوى جزء يسير من المبلغ المطلوب.



ومن جانبه أشار وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى ان الحكومة الاسرائيلية ناقشت مراراً موضوع شراء طائرات ومروحيات اطفاء من الخارج الا ان المسألة لم تحسم وقد كان وقوع الكارثة أسرع منها بكثير. في هذا السياق اكدت الصحف العبرية ان حريق احراش الكرمل كان يمكن السيطرة عليه بواسطة طائرتين لاخماد الحريق لو انها توفرت في اسرائيل لافتة الى اقتراح لابتياع هذه الطائرات طرح منذ عشرة اعوام لكن الحكومة لم تخصص الميزانيات المطلوبة له في ذلك الحين.



 وبحسب تلك الصحف فقد تم إحضار طائرة جديدة لإخماد الحرائق بهدف عرضها على المسوؤلين الإسرائيليين قبل ست سنوات ورغم اقرار المسؤولين بقدراتها الكبيرة حيث يمكنها ضخ 6000 ليتر ماء دفعة واحدة الا ان السلطات المختصة في اسرائيل رفضت شرائها. في ضوء ذلك خلصت الصحف العبرية الى القول ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استنجد بدول المنطقة والدول الاوربية والولايات المتحدة فور اتساع نطاق حريق الكرمل لإدراكه بعدم قدرة الدولة العبرية على مواجة الكارثة بمعزل عن المساعدات الدولية.



 نتنياهو الذي وصف الحريق بالكارثة الكبيرة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ اسرائيل اعتبر ان الوقت الان هو لاخماد النيران ومساعدة المتضررين وليس لاجراء تحقيقات في القضية. لكن وزيرا الداخلية والبيئة انضما الى رئيس لجنة الشؤون البيئية في الكنيست الاسرائيلي دوف حنين الذي طالب الخميس بتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة اسباب اندلاع حريق الكرمل تمهيدا لاقالة المسؤولين عن هذه الكارثة بعد انقشاع سحب الدخان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد