مبيد صراصير بنكهة الفراولة

مبيد صراصير  بنكهة الفراولة

01-02-2011 07:02 PM


في الماضي عندما كنت ترش مبيد صراصير في الغرفة... تموت الصراصير في الغرف المجاورة, وألان فإنك تلاحق الصرصور من غرفة إلى غرفة وأنت تصوب المبيد نحو أنفه, ولا يجدي ذلك نفعا... ثم انك تمسك به وتحشر الأنبوبة في حنجرته .. بلا فائدة وتتوسل إلية أن يموت .. فلا يفعل وأقصى حد قد تصل اليه انه قد يشعر بالنشوة من نكهة الفراولة الممزوجة معه.. ولكن لا بأس بالمبيد فأنك تستطيع قتل ذلك الصرصور بضربة بالعلبة المعدنية على أم رأسه.



وكذلك سائل الجلي .. فلا يفيدك أن تسكب بضع نقاط كما يحصل في دعاية فيري ..  بل يلزمك سكب نصف العبوة لغسل ثلاث صحون تبدو أنها كانت تحتوي على حمص وفلافل . وكذا في المحاليل الزراعية ..فأنا اذكر أبي عندما كان يقوم برش الأشجار , يلف رأسه وأنفة بالشماغ  . خوفا من الرائحة الضارة للمبيد   ويحرص على أن لا نقترب من تلك الأشجار لمدة 14 يوم بل يقوم بتعليق لافتات تحذيرية للجيران , أما ألان فأنك تقوم برش المبيد الحشري بينما تتناول فنجان من القهوة.



وينطبق هذا على العصائر ومختلف المواد الغذائية , حيث كانت تحتوي على طعم ولها رائحة زكية , فمثلا كنت تشتم رائحة السردين من ثالث جار , ورائحة الدجاج من عند سابع  جار , وكذا طعم الخضار والفواكه وغيرها , وعندما  تشرب عصير برتقال تشعر قطعا  بطعم البرتقال ولا تعتمد على ما هو مكتوب على العبوة .



هل تعتقدون أن هذا بسبب التقدم العلمي الذي حصل ؟  أو من اجل مصلحة المواطن وللحفاظ على صحته ؟ قطعا لا ... السبب بالتأكيد  هو الغش .. فمثلا في مصنع المبيدات الحشرية يجب أن تكون المادة الفعالة بنسبة لا تقل عن 25% (حسب رأي دائرة المواصفات والمقاييس الموقرة)



ولكن ماذا  يجري فعلا ... أن تلك المادة مكلفة على صاحب المصنع .. فيقوم بتخفيضها إلى 20% ( طبعا مع بقاء معلومات الملصق حسب التعليمات ),ثم لاحقا يشعر بالطمع  أكثر فيقوم مرة أخرى بتخفيضها إلى 15% ....  وهكذا,  وكلما شعر بضعف ألرقابه علية يزيد من التخفيض..



ونفس العملية تجري في مصنع المنظفات والصابون والعصائر وغيرها كثير .. وماذا تعتقدوا سبب ارتفاع سعر البندورة قبل شهور؟ انه لقلة المحصول وتضرره من الحشرات ؟ ولماذا يحصل هذا لقلة المادة الفعالة في المبيدات الحشرية  والسماد الكيماوي ؟ ولماذا .. لجشع أصحاب المصانع والتجار ؟



لماذا يستطيع  هولاء القيام بعمليات الغش هذة ,  اولا لقلة الدين  وثانيا  لعدم المراقبة  وان وجدت الرقابة ( فهناك الهدايا التي تُسكت الضمير ) , وهناك عدم قيام المسوؤلين بواجبهم ؟ ولماذا لا يقومون ؟ لعدم وجود محاسبة عليهم ؟ وان وجدت فإنها شكلية... وحتى أن وصل الأمر إلى السرقة والرشوة .. وثبت الأمر.. تشكل عندها لجان تحقيق .. ينبثق عنها لجان أخرى ثم لجان منبثقة عن المنبثقة  .. وفي حال وصول الأمر إلى الرأي العام ثم إلى القضاء ... فلا بأس فهناك سجن بخمسة نجوم يتوفر به التدليك والانترنت.


إذن العملية عبارة عن متسلسلة حسابية تبدأ من المسئول لتنتهي بغش المواطن .. والحل هنا هو عملية عكسية .. تبدأ بوضع مسئول يتوفر لدية ضمير حي.. والتسلسل التالي سيأتي   تلقائيا بنتائج جيدة .


أن من طبيعة البشر الطمع وحب المال , ويقولون المال السايب بيعلم السرقة , ومع إن الذي يغش أو يأخذ رشوة  مذنب ويجب إن يحاسب , ولكن المشكلة إن القوانين لا تطبق على الجميع ولا تنفذ كما يجب ... وهنا يأتي دور الحكومة التي لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد