بَعض الأطباء .. بَدهم ضَرب !

بَعض الأطباء  ..  بَدهم ضَرب !

07-02-2011 12:00 PM

 
الطب مهنة إنسانية ولها قدسيتها واحترامها , فهي التي تخلصك من الألم وتشعرك بالأمان وقد تعيد لك الحياة ( بإذن الله) بعد أن اقتربت نهايتك , وللطبيب احترام وإجلال من الجميع لان مهنته متعلقة بالصحة والحياة , ولكننا نسمع بين الحين والأخر حوادث اعتداء على الأطباء , وغالبا ما نرفض مثل هذه التصرفات ونستنكرها ,ولكن هل دائما يقع الذنب على المواطن الذي يقوم بهذا الفعل ؟



من المؤكد أن من يقوم بهذا الفعل مذنب ويجب أن يحاسب , ولكن يجب علينا أن نعي أصل المشكلة وبالتالي يكون حكمنا دقيق وصحيح , وأنا أعطي ما نسبته 10% هو خطأ من المراجع أو المريض أو المرافقين , ولكن النسبة الأكبر تقع على عاتق الطبيب والمستشفى !

إن كثرة المراجعين للطبيب الواحد هو مشكلة وزارة الصحة وليس مشكلة الطبيب والمريض , ولذلك لا يجوز أن نقول إن إهمال الطبيب للمريض هو نتيجة كثرة المرضى , ولهذا يجب على وزارة الصحة أن تقوم بتوسيع خدماتها وتوزيع مراكزها , لإعطاء عدد مقبول من المرضى لكل طبيب , أو زيادة عدد الأطباء المناوبين في الطوارئ وخاصة أن معظم الاعتداءات على الأطباء تجري في قسم الطوارئ .



هناك بعض الأطباء حقيقة لا يظهروا العناية والاهتمام المطلوب للمريض وهذا يعلمه الجميع لأننا جميعا تعرضنا لمثل هذا الوضع من حين لأخر , فمثلا قبل فترة قمت بمراجعة الطوارئ في مستشفى حكومي لعلاج ابني الذي يعاني من التهاب القصبات الهوائية حسب اعتقادي , قام الطبيب بإعطائه العلاج دون أي فحص أو حتى النظر إلى حلقة , ولقياس حرارته قام الطبيب بوضع يده على جبهة ابني كما يفعل العامة من الناس , وبعد يومين أعدته مرة أخرى لسوء حالته ووجدت طبيب أخر أخبرته بالقصة فأخبرني انه يتوجب علي أن انتظر حتى نهاية العلاج , ونحن جميعا نعلم إن العلاج الفعال يبدأ تأثيره خلال 24 ساعة , ولكرم الطبيب قام بإعطائه بعض الإبر من قبيل زيادة الخير , وبعد يومين آخرين أعدته وقد ازدادت حالته سوءا وطلبت عرضة على الأخصائي ولكن طبيب الطوارئ رفض وقال إن حالته لا تستدعي ؟ وكتب له علاج جديد (من قبيل التجريب ) ولكنني بطريقة وبأخرى تمكنت من عرضة على أخصائي وحينها قام بتغيير كل أنواع العلاج بعلاج أخر .. وحينها تندمت على عدم رجوعي لذلك الطبيب في الطوارئ وضربه , فقد أبقى ابني في معاناة لمدة 4 أيام وعرضه لمزيد من الألم والمضاعفات وعرضنا للقلق لمدة طويلة بالإضافة إلى إضاعة الوقت والجهد والمال .



كلنا يعلم أن الإمام الشافعي مع علمه الواسع كان إذا سئل عن شيء لا يعلمه يقول إني لا اعلم ! فكيف بطبيب تخرج منذ مدة بسيطة يتصور نفسه أبقراط الطب , ويصف العلاج بدون معرفة ولو فرضنا أن الطبيب فيلسوف زمانه فكيف يستطيع تشخيص المرض دون فحص أو تحليل أو حتى قياس درجة الحرارة؟؟؟



والمشكلة الأخرى في تنظيم المراكز الطبية أو أقسام الطوارئ فأنها عبارة عن عماره بدون بواب , فقد رأيت بعيني بعض الشباب موجودين في قسم الطوارئ من اجل الفرجة ؟؟ أو إن المريض معه 12 مرافق ؟ فلماذا لا يتم تنظيم الأمر بحيث يستقبل المريض ممرض خبير يقوم بتقدير حالته الصحية ثم قياس حرارته وضغطة (كما يجري في الدول المتقدمة) ثم يدخله إلى الطبيب مع مرافق أو بدون وحسب حالته , حتى يستطيع الطبيب القيام بواجبه .



يجب على وزارة الصحة والمستشفيات القيام بما عيها من واجبات تجاه المواطنين أولا , ومن ثم النظر في علاج مشكلة الاعتداءات على الأطباء , وحينها سيقوم الجميع بتفهم المشكلة ومساعدتهم بالتغلب عليها وعندما يقوم الطبيب بواجبه الكامل تجاه المريض فلا مانع من معاقبة من يعتدي على الطبيب واعدامه.

J_ama_l@live.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد