مطلوب يوم فرح وعمل .. لا يوم غضب

مطلوب يوم فرح وعمل  ..   لا يوم غضب

23-02-2011 06:43 PM

 
يوم الجمعة في الإسلام هو أفضل الأيام وهو يوم عبادة ودعاء وفي الحديث الشريف " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة “, وقد ورد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة عن فضل يوم الجمعة وعن ما هو مٌستحب فيها ... فلماذا تنادي بعض القوى والجماعات بيوم غضب يوم الجمعة ... والغريب في الأمر اجتماع الإسلاميين والشيوعيين على هذا الأمر . ؟ حيث يختلفوا في كل شيء إلا في الغضب وفي يوم الجمعة تحديداً ! فنحن نعرف معاني يوم الجمعة للإسلاميين ولكننا لا نعرف معانيه لأصحاب الأفكار الأخرى.



الموضوع هنا لماذا نحن بحاجة ليوم غضب .. وغضب على مَن ؟ ومِن مَن ؟ وهل الغضب هو من سيحسن أمورنا وحياتنا ؟ نحن بحاجة إلى العمل والبناء وليس إلى الغضب .. ؟ لماذا التشدق بمصطلحات لا نعرف نتائجها وفوائدها ؟ فعندنا حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع , ومبدأ الإصلاح متفق علية وجاري العمل به .. والفساد عندنا حالات فردية يتم الكشف عنها واستهجانها وتحويلها للقضاء وليس كما هو الحال ببعض الدول الأخرى حيث يكون الفساد مستشريا ومقبولا ومباركاً من السلطة .



إن أعلى سلطة لدينا هو جلالة الملك وهو ينادي باستمرار بالإصلاح والتغيير الذي يؤدي إلى تحسين أوضاع الشعب ومشاركته بالعمل العام والتشريع .. وصحيح أن الحكومات السابقة قد أبطأت بهذا المجال ولكن المشكلة ليست فقط بالحكومة ولكن المشكلة بالأحزاب والفعاليات الشعبية ... فنحن لم نصل بعد إلى مستوى حزبي يمثل قطاعات شعبية واسعة.. إذا فكيف يريدون تمثيل حزبي في مجلس النواب بحيث يحصلوا على نسبة تؤهل لقيادة المجلس أو تشكيل حكومة ... فمن هو الحزب الذي يحظى بتلك النسبة الشعبية التي تؤهله لمثل هذا ... وما هوبرنامجة ؟ فنحن لم نسمع أو نقرأ أن حزبا واحدا لديه برنامج متكامل اقتصادي وسياسي واجتماعي وله القدرة على تسيير الأمور وقيادة السفينة في هذا البحر الهادر ؟ إنما هي أفكار متناثرة هنا وهناك لا تزن شيئا في الميزان ؟ فنحن لم نصل بعد إلى انتشار حزبي كبير كأمريكا مثلا .. حيث تجد عجوز سبعينية من الحزب الجمهوري تناقش جارتها الديمقراطية في برنامج كل من الحزبين لمصلحة الشعب والأمة.. ! فأين نحن من هذا .. لماذا لا تبدأ الأحزاب والجماعات بنفسها .. فتقوي قواعدها وتنشئ لنفسها قاعدة شعبية ثم تخرج علينا ببرنامج لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولا نريد الاستعجال بالتغيير حتى نكون جاهزين لذلك والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.



نحن في الأردن وبسبب دعمنا ووقوفنا وتضحياتنا مع أشقائنا الفلسطينيين منذ بداية النكبة الفلسطينية , أدى ذلك إلى اندماج نسبة من الشعب الفلسطيني في المجتمع الأردني وأصبحوا لاحقا أردنيين شرعا وقانوناً , وقد ساهموا ببناء الدولة ومؤسساتها ولهم الحق كأي أردني وعليهم أيضا واجبات وطنية ,وهم جزء رئيسي من مجتمعنا ونحن جميعا لا نقبل بتغيير هذا الوضع أو المساس به أو التقول عنه ... وإن من شأن من يدعون إلى التغيير غير المحسوب والمدروس أن يمس بتلك العلاقة الوطيدة وإضعافها وهذا سيجلب الضعف والخسارة لجميع الأطراف.



ومعروف عن الأردنيين كَشرتِهم التي تدل على الجدية والحزم والرجولة وان دلت أحيانا على ضيق ذات اليد , ولكننا مزهوين وسعداء بها ولا نريد تغييرها , ولكننا بنفس الوقت لا نريد زيادتها وتوسيعها بقضايا الغضب تلك .. فنحن أحوج ما نكون إلى الفرح والى العمل الجاد المخلص والى الأفكار الخلاقة المنتجة لا إلى الأفكار الجامدة السوداء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد