تباً للعرب

تباً للعرب

27-03-2011 05:59 PM

 
لقد كان قراراً تاريخياً عام 1970 عندما قرر العرب الوحدة فيما بينهم , ليصبحوا دوله عربية موحدة بأسم الاتحاد العربي , لقد كان قراراً كبيرا وعظيماً ومفاجئاً ولم يكن متوقعا وخاصة بعد الخلافات العربية التي حصلت بعد نكسة 67 , ولا احد يدري كيف ان الروح الملائكية قد تنزلت على القادة العرب في ذلك الوقت , وقرروا وفورا الاتحاد وازالة الحدود والتحول الى دولة عربية واحدة .



ولقد احسن العرب استغلال عائدات النفط التي كانت قبل ذلك تصرف بغير فائدة , فقد استغلوا مئات المليارات في التنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية , وليس غريبا الان ان يصل الاتحاد العربي الى المركز الثالث عالميا من حيث قوة الاقتصاد , ومع ان العرب وصلوا الى الدرجة الاولى من حيث معدل الانفاق الفردي الا اننا لم نصل الى المراتب الاولى من ناحية التكنولوجيا والصناعات الدقيقة , ومع اننا وصلنا الى مراتب متقدمة في الصناعات الثقيلة والصناعات العسكرية وصناعة الطائرات , فالطائرة العملاقة عباس 1 ما زالت الطائرة الاكبر عالميا , والمفاعلات النووية المخصصة لانتاج الكهرباء هي الاضخم عالميا ولكن مشروع ارسال صاروح فضاء مأهول ما زال يعاني مشاكل تقنية بسبب رفض اليابان والولايات المتحدة المساعدة بهذا المجال , وقد يلجأ العرب للتلويح بوقف النفط عن تلك الدولتين لهذا السبب , وحيث ان الاتحاد العربي يتنج حوالي 55%من النفط والغاز العالمي فإنهم يتحكموا بهذا السوق كلياً.



أما من الناحية الزراعية فأن معظم استهلاك اوروبا من الخضار والفواكه واللحوم هي عربية من ولاية السودان , والتي تكفي العرب وتزيد بكميات كبيرة , ولقد تم استثمار حوالي تريليون دولار في مجال الزراعة ولكنها عادت علينا بأضعاف ذلك المبلغ عند وصولنا لهذة الدرجة من نوعية وكمية الانتاج , ويقدر ان ما تصدرة الاتحاد العربي زراعيا يساوي 25% من الاستهلاك العالمي للغذاء, ولقد كانت توقعات منظمة الاغذية الدولية في بداية الثمانينات بحدوث مجاعات كبرى في العالم لولا الطفرة العربية الكبرى بهذا المجال , وقد اصبح استهلاك الفواكه متيسر لكافة الناس بسبب انخفاض اسعارة عربياً وكذلك اللحوم الحمراءوالاسماك , لقد احسن العرب انفاق عائدات النفط الهائلة للتنمية الزراعية في معظم الولايات العربية وخاصة السودان وسوريا .



ومع انشغال العرب بالتنمية في السبعينات والثمانينات واللحاق بركب الامم المتقدمة فقد نسوا القضية الفلسطينية , ومع قيام الاتحاد العربي بتجارب على صواريخ نووية ارض ارض و جو ارض في نهاية الثمانينات , فقد بدأ اليهود بالتراجع عن المدن والقرى العربية واوقفوا ممارساتهم التعسفية , وقد بدأ اليهود بالهجرة العكسية خارج فلسطين نتيجة للخوف من العملاق العربي المحيط بهم , ومع التفوق العسكري العربي النووي والاعتيادي , فقد ازدادت وتيرة الهجرة اليهودية خلال التسعينات بشكل كبير وبدأت عودة الفلسطنيين من الخارج والداخل الى جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها فلسطين48 , ولقد حاول القادة الاسرائيلين الحصول على دولة لهم معترف بها حتى وان كانت بمساحة ربع فلسطين 48 , ولكن دون جدوى فقد رفض العرب ذلك , ولا يعرف تاريخ خروج اخر اسرائيلي من فلسطين في عام 2000 مع ان العرب لم يضطروا لاطلاق رصاصة واحدة عليهم , لقد خرجوا خوفا على حياتهم املا في ايجاد بقعة اخرى ليستقروا بها , ومع انه كان رأي فئة كبيرة من العرب القيام بعملية عسكرية لتحرير فلسطين ولكن كان رأي الغالبية انه تحصيل حاصل ولا داعي لاراقة الدماء, وبالفعل حدث هذا , واخيرا حول المقدسيين الكنيست الاسرائيلي الى مسجد ومركز ثقافي اسلامي, وما زالت عمليات ترميم المسجد الاقصى جارية لغاية الان .



ومن ناحية سياسية فأن الاتحاد العربي يمثل الثقل ألاكبر عالمياً ، ومع عدم وجود حق فيتو عربي في مجلس الامن إلا انه لا يصدر اي قرار بدون موافقة الاتحاد العربي , كما وإن الاتحاد العربي قد حد كثيراً من التغول الامريكي على الدول الصغيرة وقد مثل العرب توازناً كبيراً بين مصالح الغرب والولايات المتحدة من جهة والعملاق الصيني من الشرق , ووقف العرب مع الدول الصغيرة المستضعفة والتي كادت ان تكون فريسة سهلة للأطماع الغربية , وتتجه الدول الاسلامية الغير عربية للتقرب من الاتحاد العربي والانضواء تحت لوائه للإستفادة من قوة ونفوذ دولة الاتحاد العربي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد