مشاريع التنقيب والاكتشاف .. ذكريات مع الحسين
منذ المباشرة بتنفيذ المشروع الوطني للتنقيب عن البترول كان الحسين بن طلال رحمه الله يتابع عن كثب وباهتمام زائد الانشطة المتعلقة بالمشروع كافة. وأتذكر بعض المواقف التي جرت بحضور جلالته وكنت شاهدا عليها . ويسعدني ان اسردها للتاريخ ولابناء وبنات هذا البلد الطيب. وكان أولها في عام 1984 عندما اكتشف النفط في حقل (قرما) في حوض الازرق (والقرما تعني المرأة ذات الرقبة الطويلة وهذه صفة من صفات الوسامة لدى المرأة البدوية) . وجاء جلالته يومها وبرفقته الامير الصغير المحبوب لديه حمزة (أطال الله في عمره), وعندما قمنا بفحص البئر التي اكتشف النفط فيها عن طريق ضخه الى حفرة بعيدة عن موقع الحفارة ومن ثم حرقه حينها سيطر على جلالته فرح غامر. وبعد الانتهاء من تجربة البئر التمست من جلالته ان يسمّى الحقل بحقل حمزة تيمنا بوجود الامير الصغير ذي الوجه البشوش والمؤمل. لم يعلق جلالته حينها وعاد الى عمان.
وفي مساء نفس اليوم كنت في منزلي بعمان واذ بدولة الاستاذ فايز الطروانه يهاتفني ويبلغني النبأ بموافقة مجلس الوزراء الموقر على تغيير اسم حقل (قرما) الى حقل (حمزة) الأمر الذي اثلج صدري وابلغت ادارة السلطة ومنتسبيها بالامر.
من خلال اتفاقية التعاون الاردني العراقي التي كانت قد ابرمت مع وزارة النفط وشركة النفط الوطنية العراقية في عام 1981 زودنا الاخوة العراقيون بفرقة زلزالية تضم خبرات فنية مرموقة وعمالة ماهرة واجهزة حديثة متطورة. ابتدأت الفرقة العمل في حوض الازرق وبذلك غضضنا الطرف عن استئجار فرقة أجنبية تكلفتها الشهرية 350.000 دولار حينها.
كان جلالته رحمه الله يزور الفرقة بين الفينة والفينة متفقدا احوال العاملين فيها ويطمئن على اوضاعهم. وكلما كان يزورها يفرح العاملون فيها ويبذل منتسبوها والمسؤولون عنها جهدا فائقا ومتميزا . وكنت ألاحظ ارتفاع معنوياتهم وزيادة ساعات العمل الحقلي لتصل الى اكثر من 12 ساعة يوميا. وقد حققت الفرقة نتائج فنية فائقة الوصف.
أثناء التنفيذ حصلت ظروف وملابسات ادت الى اصدار اوامر من بغداد بعودتها الى ارض الوطن الامر الذي ترتب عليه اضطراب بسير العمل في مشروعنا الوطني للتنقيب عن البترول. وفي احدى جولات المرحوم جلالته الميدانية المعتادة لاحظ عدم وجود الفرقة وقام جلالة المرحوم بتوجيه سؤال مباشر لي مستفسرا عن عدم وجود الفرقة في الميدان وأخبرته بما جرى. ولحظتها قال لي (طيب الله ثراه) هذه الفرقة يجب ان تعود للعمل ثانية لدينا (لانني أثق بمصداقيتها خلافاً لغيرها). وهذا الكلام اسوقه بكل صدق وامانة لادلل على مدى عظمة المرحوم ونظرته القومية العميقة ومدى ثقته بأبناء امته التي ورد ذكرها في الآية القرآنية الكريمة (كنتم خير امة اخرجت للناس). وقد حدث هذا الامر في يوم جمعه. وفي يوم الاحد الذي يليه كنت في عملي في المكتب بعمان واذا بدولة الاستاذ فايز الطروانه يهاتفني ويبلغني برغبة جلالته بالحضور لمقابلته في مبنى الرئاسة الجليلة في الدوار الرابع. حضرت على عجل ودخلت مكتب دولة رئيس الوزراء حينها الاستاذ أحمد عبيدات اطال الله في عمره وابقاه ووجدت جلالته في المكتب صافحته وصافحت دولة الرئيس واذن لي بالجلوس معهما.
أبلغني جلالته بانه قد اوفد الامير المرحوم زيد بن شاكر الى بغداد ليقابل المرحوم الرئيس صدام حسين وابلغه برغبة جلالته بعودة الفرقة الزلزالية ثانية لمواقع عملها. واستجاب المرحوم الرئيس وامر فورا باعادة الفرقة للاردن.
اما الموقف الاخير فقد حدث في عام 1989 بعد اكتشاف غاز حقل الريشة وحرقه لتوليد الكهرباء , عندما قام جلالته بزيارة السلطة وكان بمعيته دولة الاستاذ زيد الرفاعي (زاده الله علما وصحة وشبابا). وأذكر يومها ان جميع العاملين بالسلطة استقبلوه بحرارة زائدة وفرح فطري. وقتها كان معالي الدكتور هشام الخطيب وزيرا للطاقة والثروة المعدنية وبحكم ذلك فانه يرئس سلطة المصادر الطبيعية وشقيقتها سلطة الكهرباء الاردنية.
قام معالي الوزير بالترحيب بجلالته وقدم شرحا عن انجازات السلطتين وامتدح كثيرا انجازات سلطة الكهرباء الاردنية وبررت له ذلك لانه كان مديرا عاما لها قبل تعيينه وزيرا ولم يعط سلطة المصادر حقها. على اثر ذلك قمت بوضع جلالته بصورة الانشطة التي نفذتها السلطة مع التركيز على الجانب النفطي منها وكنت اثناء حديثي لجلالته اشعر بمرارة من موقف معاليه تجاه سلطة المصادر وانجازاتها الوطنية المهمة جدا واهمها إنها المؤسسة الوحيدة في الوطن العربي التي اكتشفت النفط والغاز بأجهزة وطنية ذات خبرات محدودة محلية في مجال الحفر والتنقيب عن البترول. وأذكر انني وجهت كلاما لسيدنا طيب الله ثراه قائلا بالحرف الواحد (جلالة سيدي ومولاي , بالرغم مما ذكره معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية بان سلطة المصادر الطبيعية لم تحقق الامال الوطنية العريضة المرجوة منها بعد في مجال اكتشاف النفط والغاز بكميات مهمة. الا ان قناعتي الفنية حتمية واكيدة بان باطن الارض الاردنية الخيّر سيجود بما فيه من ثروات لان سطح هذه الارض الطيبة ما اعتاد ان يبخس قدر الساكنين فيها منذ فجر التاريخ) تأثر جلالته وتنفس الصعداء وقام باشعال سيجارة بكل ارتياح. وبعدها غادر السلطة بوداع يليق به كعظيم من العظماء الذين نذروا انفسهم لخدمة اوطانهم وشعوبهم. وعند وصول جلالته الى الرئاسة قرر مجلس الوزراء الموقر اعطاء جميع العاملين في المشروع الوطني للتنقيب عن البترول 120% على مجمل الراتب والعلاوات.
سردت ما ورد في اعلاه بكل امانة وصدق وموضوعية لادلل على مدى محبة جلالته لبلده وشعبه ومدى تعلقه بالاردن الذي كرس حياته له رحمه الله. اما انا فلا يسعني الا ان اقول (فليكن ذكره مؤبدا).
والله من وراء القصد
مدرب المغرب: الدخول الحقيقي في البطولة سيكون الجمعة
ترامب : أمريكا شنت ضربة قوية ضد داعش في نيجيريا
أمطار الخير تزور المملكة مع نهاية العام .. التفاصيل
رسالة إلى نفسي قبل نهاية عام 2025
هل ستفوز امرأة بمنصب الأمين العام العاشر للأمم المتحدة
معضلة القدس المفتوحة: بواطن تاريخ وحجر
نصائح نفسية لتبدأ بها عامك الجديد 2026
طليقة أحمد الفيشاوي تنعى والدته
إعلان الطوارئ في لوس أنجلوس الأميركية خشية وقوع فيضانات خطيرة
إصابة رضيعة فلسطينية بهجوم مستوطنين في الضفة الغربية
معتمر يلقي بنفسه من المسجد الحرام والسديس يعلق .. فيديو مروع
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
استيطان جديد في الضفة الغربية يفاقم الصراع
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025
تحذير .. أدوية يُمنع تناولها مع هذه الفواكه
ماسكات طبيعية لبشرة أكثر إشراقا
بث مباشر حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا اليوم .. القنوات والتوقيت


