إلى أين تأخذون الأردن؟!

mainThumb

24-07-2011 01:52 PM

فساد في البر والبحر، فوق الأرض وتحت الأرض، فساد طال البشر والحجر والشجر،  1154 قضية لعام 2010 يناطحها بينو وحده، والمخفي أعظم، فساد إداري ومالي بالمليارات وضمائر مرتاحة!، تهريب لفاسدين، وبراءة لآخرين، وحصانة لعديدين، وإخفاء لكثيرين!

فساد بالميارات ونتوسط لاستدانة 100 مليون يورو مذكريننا بالمرأة (أم خراب) تُهلك زوجها وأولادها في جلب المال، ثم تبذّره على ما هو غير مفيد للأسرة، وتبدأ بعد ذلك باللهاث لأجل غذاء يوم، مُوقعة أسرتها في ذل الحاجة.

مجلس نواب فُرغ من قيمته منذ يومه الأول، وقُزّم من أول قرار اتخذه! وألقاب لبسته تحرج شعبا يفترض أنه انتخبه، ومن ثم يمثله! ألقابه باتت تحرج الأردنيين في مخادعهم، وأمام الآخرين من الشعوب المتحضرة وغير المتحضرة! مجلس يحاول الانتفاض على التقاعس في الاردن، فتراهم يتراشقون التصريحات والاتهامات التي توحي بفساد أكثر من البيض الفاسد نفسه، فالثقة مفقودة بالوزارة وبمجلس الأمة، استقالات تترى لوزراء، وأخرى للنواب.

هيبة الدولة في خطر، الدرك يتدخل لإخراج وزير الصحة السابق من مستشفى السلط! ومواطنون يحتجزون سيارة وزير البلديات الحالي في عجلون!

عبارة يتكئ عليها الفاسدون –تعليمات من فوق- ومن هم فوق: لا تصدقوا من يقول لكم  تعليمات من فوق! والشعب تائه بين تحت وفوق!

تقديس للوحدة الوطنية، ورفض للوطن البديل، ورفض لإعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد! سحب جنسيات للحفاظ على ثبات الأشقاء على أرضهم، وتجنيس للآلاف لتفريغ الأرض من أصحابها! والشعب من شتى المنابت والأصول بات حائرا وقلقا على وطنه وجنسيته،  وفلسطين الحبيبة تنادي أبناءها إلى أين تذهبون وتتركوني وحيدة؟ّ! ألم يعد أحد منكم يريد جنسيتي؟!

أسماء مشبوهة تتردد هنا وهناك  تاتاناكي وهاكان ودحلان، لا يعرفها الأردنيون ولا يريدون؛ لأنها تذكرهم بالفساد والسلب والنهب، وقتل الأبرياء والتآمر على الأوطان، ومحالفة الطاغوت والطغيان!

أكباش فداء، ومتى ما تمكنت فكرة أكباش الفداء من الشعب مَن سيثق بمَن؟! ومن سينفّذ قرارا لمن؟! سيسود الشك والتمرد بين الرئيس ومرؤوسه، بل ربما بين الابن وأبيه!

 حرية سقفها السماء، وفخر بمنجزات الوطن، وتعظيم لها، ثم تسقط جريدة العرب اليوم  بالضربة القاضية، فقد كشفت الفاسدين... ويُلاحق الإعلاميون ويضربون، ويسجنون، ويستقيل وزير الإعلام السابق!

 نعم، لا لاغتيال الشخصيات النظيفة، فماذا عن تلك التي تقطر فسادا، التي اغتالت الوطن، والشعب كل الشعب؟!

جُمع متلاحقة ملئية بالشعارات  تتلاحق متصاعدة جمعة بعد جمعة؛ من....إلى حشد إلى عار إلى كفى! وكفى.

 شباب 24 آذار، واعتصام 15 تموز، وحملة جايين، ولا أحد يعرف إلى أين رايحين!

 مظاهرات واعتصامات ومطالبات، ومسيرات انتماء وولاء، ثم ضرب وتكسير أيد، وسكين في خاصرة الأمن، وسكاكين كثيرة في خاصرة الوطن!  وألف لا للأمن الخشن.

 

والشعب منه الفاسد الذي استمرأ الفساد وعايشه، ورد عليه بمثل جنسه، فتراه يمارس الفساد المالي والإداري ويتفاخر بأنه بذلك أصبح في صف الكبار! وقسم حائر يتساءل ماذا فعلنا حتى نصل إلى ما وصلنا إليه؟!

لقد أحب الأردنيون الطيبون قيادتهم الهاشمية وآمنوا بها، وأخلصوا لها أيما إخلاص، وبنوا وطنا يفاخرون به الدنيا؛ بهمتهم ونشاطهم، وعملهم الدؤوب، وقدموا ما أمكنهم لأشقائهم في فلسطين  وغيرها، وهم الآن يتساءلون لماذا نُساق إلى الحفر؟! ماذا فعلنا لنحمل كل هذا الدين؟! وهذا الفساد ؟! وهذا القلق على مستقبلنا ومستقبل وطننا؟! إلى أين تأخذوننا؟! إلى أين تأخذون الأردن الحبيب؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد