إلى الزعماء العرب: مليار واحد يكفي!

mainThumb

14-08-2011 02:52 AM

يتساءل كثيرون لماذا يحتاج الرئيس المخلوع مبارك وزوجته كل هذه المليارات التي تناقلت وسائل الإعلام أرقامها وقد بلغا من العمر عتيّا، وحتى لو لم يكونا كذلك، فهذه أموال طائلة تصلح لموازنات شعوب لا لجيوب أفراد، فمهما أنفق الإنسان وبذخ وأسرف -والله لا يحب المسرفين-  فإن العمر لن يسعفهما لإنفاق كل هذه الأموال الطائلة، لاسيما أن المدد  كان مستمرا من رواتب الدولة.

ومثلما ليس في العمر بقية، فإنه ليس في الوقت كفاية حتى ينفقا كل هذه الأموال وهما اللذان كانا منشغلين بأمور الحكم! ولا أظن أنهما كانا قلقين على مستقبل أبنائهما مثلما هي عادة الأهل الطيبين، فقد غلب الأبناء آباءهم في السرقة والنهب لأموال الشعب الذي يتضوّر جوعا، ويأنس إلى الأموات فيجاورهم في السكن، ويدفن تحت أنقاض عمارات الجشعين، ويقضي من يسلم منهم في مياه النيل غرقا في سفن مهترئة، وإهمال دائم، أما مستقبل الأمة من شبابها، فترك نهبا للفراغ بلا عمل ولا أمل – والفراغ مفسدة- إلا هذه المرة، فقد كان ثورة ضد الظلم والبغي.

 مليار واحد يكفي، رغم أن كل من سمع هذه العبارة رفضها مستهجنا بأنه كثير وكثير جدا، لكني عللت ذلك بلزوم حاجات الرئيس ورفاهيته في كل مكان يكون فيه، وحتى يشبع حد التخمة، فإن فعل، ربما ترك الشعب بحاله، وأراحه من جشعه؛ عله يستطيع هو الآخر أن يُشبع أولاده ولو نصف بطن.

مليار واحد يكفي، احتياطا، حتى إذا جُمّد المال لأي سبب كان من قبل أمريكا وغيرها لا تُجمَد مقدّرات الدولة بكاملها، ويذهب كل ريعها هباء منثورا، لا سيما أن ذاكرة الحكام فيما يخص المال لا بدّ أنها قوية وحاضرة، فلا أموال شاه إيران، ولا أموال ماركوس الفلبين... أعيدت لشعبيهما.

مليار واحد يكفي، وليذهب إخوانه من المليارات الكثيرة للإنفاق على الوطن وأبنائه استثمارا وإعمارا وتوظيفا للشباب ...فتكون نهاية مبارك  وعقيلته على أكتاف أبنائهما المحبين  لهما لا في السجن!

مليار واحد يكفي؛ لأن جلّ الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر بدولارين في اليوم، ويجب أن تكفي لمصاريف الأكل والشرب والعلاج والسكن....!  ويصنف الحاكم في البلاد العربية بالراعي المسؤول عن رعيته! والأب الحاني على شعبه! ولكنه كان السارق الأكبر لوطنه، والخائن الأكبر لأمته، وتسمى زوجته السيدة الأولى النموذج والمثال، فكانت الأولى في السرقة والطمع، وأصبحت الأخيرة القابعة في سجن الطمع والحرام بعد أن سجنت هي وأسرتها شعبا بأسره في سجن الفقر والحرمان.

مليار واحد يكفي؛ لأن القادة يجب أن يكونوا بعيدين عن التجارة والاستثمار، فالتجارة والإمارة لا تجتمعان، وصناعة المال ليست مهنة القادة، فالقادة يليق بهم صناعة التاريخ، ومستقبل الأمم، والصناعة الأولى فانية في حين أن الثانية خالدة. amalnusair@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد