ثورة البسطات والخرز

ثورة البسطات والخرز

02-09-2011 05:05 PM

 من انتبه في رمضان لهذا العام لاحظ وجود ثورة من نوع اخر في مدننا وشوارعنا , فوضى عارمة في الشوارع والاسواق , لا وجود للنظام والتنظيم والقانون , فوضى كبيرة وان فسرها البعض بانها شفقة وحنية زائدة من الحكومة على المواطنين الباعة منهم والمتسوقين , لتسهيل الامور على المواطن ليشتري ما يريد ولتوفير مصدر رزق للشباب اصحاب البسطات , ولكنها تدل على الفوضى وعدم الانضباط والتغول على القانون كما وانها اسائت للوجة الحظاري للاردن , وضيقت على المواطن الطريق والرصيف للحركة بسيارتة او على قدميه , وفتحت الباب للشجارات والتلفظ بألفاظ بذيئة في الشهر الكريم , وعادت بنا عقودا الى الوراء من ناحية تطبيق النظام .


لقد استقر رأي الاردنيين على الاصلاح والتغيير بالعقل والرأي والحوار , وعلى تطبيق نظرة القيادة الهاشمية للتقدم والتغيير , لكن ان تسمح الحكومة لكل من هب ودب ان يتصرف بالطريق العام كما يريد من مبدأعدم التعرض للمواطن فهذا شيء مرفوض تماماً, ان تسمح الحكومة بقيام ثورة تقوم على الفوضى والاذى والضرر فهذا شيء مستهجن ومستغرب, ان تسمح الحكومة بوجود البسطات على جانيي الطريق وعلى الارصفه , بل واغلاق بعض الطرق بشكل كامل امام حركة السير , امام مرأى من رجال الامن ومراقبي الامانة والبلديات , فهذ يعد من الفوضى وليس من الحرية والتيسير على الناس .




لقد سألت عدة اصحاب بسطات في الشارع فقالوا انه هذا العام لم يتدخل احد لمنع او لتنظيم البسطات في الشوارع بل ترك الامر لقوة العضلات , فكلما كانت عضلات البائع اكبر ولسانة ازفر كانت بسطتة اكبر, حتى وقوف السيارات بشكل مخالف للسير اعتبر من فضائل الشهر الكريم , والمشجارات والسباب بين الباعة المتجاورين على مرأى ومسمع من الجميع اعتبر شيء من الترويح عن النفس .



اما موضوع بيع مسدسات الخرز الموذية والفتاش المتفجر فحدث ولا حرج , فالمسؤلين يقولون انه اية لعبة اطفال من هذا القبيل تعتبر مؤذية للاطفال لا يسمح بدخولها الاراضي الاردنية , اذن فما سبب وجودها بشكل كبير في الاسواق ومع الاطفال , اما ان من يدخلها للبلد فوق القانون او انه هناك ضعف وثغرة في نظامنا الامني والجمركي , ولا يمكن ان تكون هذة الالعاب المؤذية والضارة والمزعجة قد دخلت بشكل فردي وقليل لانها موجودة بشكل هائل ولا يوجد رقابه على بيعها واستخدامها .



فاذا كانت تلك الالعاب الممنوعة تباع على البسطات امام الجميع وليس في الخفاء , فاننا نخاف ان نصل الى يوم تباع به الحبوب المنشطة والمخدرة والاسلحة واشرطة الفاحشة بنفس الطريقة , ومع اقتراب المدارس فأننا نؤكد على الانتباه والتشديد على بيع تلك الحبوب المخدرة في المدراس كما سمعنا أنه تم كشف عدة عمليات من هذا النوع في السنوات السابقة .




وعودة على موضوع الفتاش المشتعل او المنفجر , وهذة قريبة من الالعاب النارية التي سمعنا قبل فترة انه تم منع استيرادها واستخدامها , اذن ما سر استمرار وجودها واطلاقها في المناسبات , اننا نؤكد على مناعة ومهنية الاجهزة الامنية وقدرتها فرض النظام وتطبيق القانون , ولكن تبقى هناك بعض القرارات الحكومية الخاطئة التي قد تسمح ببعض الانفلات بدعوى التيسير على الناس ولكنها حتما تؤدي الى اضراركبيرة على الناس , فعلى الحكومة توفير فرص العمل الكريمة الحقيقة المنتجة للشباب وليس السماح لهم بعمل بسطات تعيق حركة الناس وتشوة المظهر العام وتسبب الشجارات واحيانا القتل بين الباعة انفسهم , وعلى الحكومة ايضا التركيز على منع استيراد كل ما يضر بصحة الناس ومنع كل من تسول له نفسه الاغتناء عن طريق ضررالناس وايذائهم , وان تطبيق القانون والنظام في أي بلد يظهر من الشارع وليس من التعليمات والقوانين حبيسة الادراج والخزائن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد