واقع المواطن في الدولة الأردنية

mainThumb

17-09-2011 09:05 PM

إذا لم يكن التغيير هو السنة في المجتمعات ، فحتما هي سنة التطوّر ، ولا من فارق بين الاثنتين .
إن المواطن في الدولة الأردنية يعيش حالة من اليأس ، فلا بد أن تتغير الظروف من صدقة ومكرمة إلى حق طبيعي وشرعي ، يُـعطى للمواطن , لا يشكر عليه أي مسؤول في دولة المؤسسات والقوانين ، وإذا ما نظرنا إلى الحال المتردي الذي يعيشه الإنسان في الأردن , مترافقاً في تخاصمه مع نفسه ومتنافراً مع غيره ، فهذا مؤشر أن المواطن خُـلق ليعاني من ويلات الكمبرادوريين السماسرة ، ومن متآمرين على مصالحه ، والتي باتت في مهب الريح ، وغيبت عنه الحقوق التي لم تُصغ في أن تكون ولو لحلم ، وسوقوا عليه العطف والصدقة , لأن الطبقة الاوليجارشية المسيطرة عليهم قررت// أن الشعب هو حقل التجارب في ضرب مصالحهم بالاثنيات المختلفة ، فكان شراء الولاءات هو الحقل الأول منذ فجر التاريخ ، وسيطرت بعد ذلك القوة بمساعدة الأيدي الغادرة الصهيو-أمريكية ، والتي احتلت بدورها الإنسان ، وفلسطين العروس البكر ، وسيطرت على ممتلكات الأمة العامة ، حتى أصبح المواطن بلا حق وهوية واضحة المعالم .

لا زال الإنسان , وفي هذا الظرف الحرج مُستغبى من قبل المسؤول في الأردن ، فقد سوق عليه الكرم والكذب في مختلف المجالات , بدءا بوجوده وانتهاءً بحقوقه المشروعة في الحياة , إذ لا يوجد للمواطن الحق في التعليم ، ولا الحق في الغذاء الجيد ، وفي مظلة آمنة من النقل والصحة ، ولا الحق في مدرسة آمنة , أيضا لا يوجد للمواطن الحق في المطالبات الخدمية ، وان هي وجدت , إنما الشعار يقول: طالب بحقك ونحن من يقرر—فها هم الاوليجارشيون ، وهم حكم القلّة المتنفّذة صاحبة القرار يهبونك متى يريدون// أن الدولة عند حقوقها تعاملنا على أننا أمريكان ، أو مواطن من الدرجة الأولى ، وعندما تتعامل معنا في القضايا التي تخص حقوقنا ، تعاملنا على أننا مواطنون صوماليون ، أو أفريقيون أو شحاذون ، وذلك من خلال الهبات ، أو المكرمات , فهذه ازدواجية بغيضة ومقيتة في التعامل مع شعبنا الذي وصف بقبوله الآخر .

فالطبيب كيف يبدع وكيف يصرف للمريض الدواء ، إذا لم يجد الرعاية التي تؤهله للعيش بسلام , والمعلم لا زال يعاني الفقر والذل وغلبة القانون البائد عليه, -فالأنظمة التي عفا عليها الزمان لا زالت تطبق ، حتى وان عدل عليها ، فالمخرجات ستصبح أسوأ من الأول من جراء قانون عفا عليه الزمن وتعثر سير التعليم على أثره وأصبحنا في وضع مزري لا نحسد عليه  ، خدمات متردية داخل المدرسة للطالب والمعلم ولا من مجيب ، موازنات تأتي في نهاية العام ولا تكفي لسد الحاجة ، تعيين للبعض في مراكز على أساس ضعيف لا منطق فيه ولا عقل ، تدريس مواد من غير المتخصصين ، بالنهاية واقع مميت ، لا يمت للعقل بصلة ، واستهتار ممنهج للإنسان تجاوز عمره الأيام والسنون لمؤسسات أفسدها المسؤول المؤتمن ، وبيئة بيعت وشوهت بقذارة العملاء ، وضرائب تسرق من جيب المواطن ، وفساد في المال العام ، وكذب يمارس على الشعب بأكمله دونما رادع ، ومشاريع متعثرة من طبقة السماسرة ، وحقوق ذهبت وحوّلت لمكارم ، ولا زال المسلسل مستمر .

ننظر والأمل يجمعنا بوطن مؤسسي خال  من المكاره  الصحية ، ومن النفايات المقيتة التي نصحو على رائحتها في كل يوم في إعلامنا المشوه المزيف الذي يردد كما رددت الببغاء ،  متعمدة من قبل المسؤول //أين البيئة ، أين وزارة البلديات ، أين سلطة المياه التي تتعمد بقرار عالي المستوى على حد تعبير المسؤول القاصر في النظر ، أن الجميع يعطش إلا الاوليجارشيين ، والجميع يصرف له العلاج الهش الذي وصف بالطحين وبلا فائدة ، إلا الاوليجارشيين ، الجميع يطبق عليه القانون  ويتساوى الجميع في الحقوق والواجبات ، إلا الاوليجارشيين الأموال تنفق من أجل الولاءات ، ومن أجل الرحلات ، ومن أجل الرفاه وأعياد الميلاد المزيف ، ومن أجل الرضاء ومن ، ومن ، ومن // فساد بلا حدود ...، وإصلاح بلا إصلاح ، ودولة بلا قانون وبلا مؤسسة ، وبلا محتوى ..........

الجميع يعرف أن المواطن في هذا البلد يعاني ، ويُستغبى ، ويُضرب بإنسانيته ومصالحه عرض الحائط //- والمال يسرق ، والتقاعدات للمتنفذين ، وهيكلة هشة مبتورة يضحك بها ومن خلالها على الشعب الطيب ، ونفط مجاني ولا زالوا يمترسونه تحت القانون والهبات بلا حدود // والدليل أننا في دولة المؤسسات والقوانين// هم يقولون ذلك ، (السماسرة ، والنفعيون ، والليبراليون الجدد)

ونِعْمَ القول //فهذا يدل أن الدولة تحترم وتجل المواطن وتعنى بحقه أيا كان ومتى يكون// فعلا إننا نعيش مرحلة ما قبل الدولة.....

أيا وطني جعلوك... مسلسل رعب نتابع أحداثه في المساء...فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء , قلت سابقا في إحدى المقالات : أن الوطن معادلة صعبة لمن يعرف ، فعلى المواطن أن يعرف ماذا يفعل حتى يكون رقما يقرأ ، وتسمى باسمه الأشياء ، فولادة الحرية والكرامة ، تحتاج إلى تضحيات ومن أولى من المواطن في أن يطالب بحقه ؟..!


في الوطن متناقضات معقدة ، وإرهاصات وتفاعلات عجيبة من خلط في المفاهيم ، وسلوكات قد أصفها بالجنون //لا يقوى المواطن على استيعابها// لذا فعليه أن يسعى جاهدا لنزع حقه إذا لم يكن بالقانون والسلم ، فبالقوة وهي التي تحددها الشعوب //-الإنسان يولد حرا له حقوق وعليه واجبات، فليس من حق لأي أحد مهما كان ، أن يمارس السلب ، والقهر ، والظلم عليه ، وليس من حق أي مسؤول أن يعطي كما ومن يشاء دون مشاورة مصدر السلطات الحاكم (الشعب)، فالوطن نعمة الله علينا ، ولا من نعمة  لأحد علينا –

لنتذكر سويا أن الإنسان هو ابن الدولة وليس ابن الشارع... نعم فالحقوق تعطى كاملة له , تعليم ، وغذاء ، وماء ، وبيت للستر عليه ، ودخل يساعده على متاعب الحياة //-وعرفنا أن ذلك غير موجود ، والمواطن لا ينعم بأبسط حقوقه السابقة الذكر  وهي من ضرورات الحياة//-فالدولة شعارها غير المعلن والمعلن أن من لا يملك لا يستحق العيش ، ولا يملك الرأي إلا على نفسه , هذا إن استطاع أن يملكه ، فيجب على الدولة أن تحدّد تعاملها مع الشعب إما شحاذ ، وإما غني .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد