صحيفة السوسنة الأردنية

منذ زمن وأنا اتساءل : كيف وصل ثمن دونم الارض في كثير من مناطق عمان من 4-6 مليون دينار ... ومن هم هؤلاء الذين يشترون بهذا السعر ؟... ومن أين جاءوا بالأموال ؟... ولماذا لايشترون في شانزليزية باريس او بيكاديلي لندن او مانهاتن نيويورك ؟... فهي ارخص بكثير . وبعد البحث والتنقيب ...وكوني مهندس مختص بالأرقام ... وجدت أن معظم المباني التي بنيت في اشهر مناطق عمان ... لايمتلكها لاصاحب الأرض ... ولا الذي قام ببنائها ... وان اموال الشعب الاردني التي نهبت او الموجودة في البنوك هي المالك الحقيقي لهذة المباني .... فكيف تم ذلك ؟

 ولتبسيط الفهم على الجميع أورد مثال بسيط : (ص) هو صاحب هذة الأرض ... والفاسد (س) هو المستثمر المزعوم ... (س) يعرض على (ص) استئجار ارضة مقابل (100) الف دينار سنويا لمدة (15) عاما شريطة أن يقوم بتشييد بناء على هذة الارض بكلفة مليون دينار ويصبح هذا البناء ملك ل(ص) بعد انتهاء مدة ال (15)عاما .... طبعا يفرح صاحب الأرض (ص)عندما يتقاضى هذا المبلغ سنويا بالأضافة الى ملكية البناء بعد (15) عاما ... وبالطبع يتم عقد اتفاقية بذلك ,,,, هذا مع العلم أن هذا المستثمر الفاسد لايمتلك دينارا واحدا داخل الاردن وكل اموالة مستثمرة في الخارج وخصوصا في كندا التي يحصل فيها المستثمرون على جوازات سفر مقابل استثماراتهم .... ولهذا نادرا ماتجد فاسدا يمتلك فلسا واحدا داخل الأردن ...لكنهم على علاقة متينة مع مدراء البنوك جميعا ... يذهب هذا المستثمر الفاسد (س) بالأتفاقية الى البنك ويعرض عليهم تمويل البناء ... ومعظم هؤلاء المستثمرين يعرض على البنك فتح فرع لة في هذا المبنى لسداد مبلغ تمويل المبنى ... طبعا معظم الاتفاقيات الموقعة مع مالكي الاراضي يبداء سريانها من تاريخ أنتهاء البناء المقرر على هذة الأراضي .... معدل اجور المباني ذات تكلفة مليون دينار في شوارع عمان المشهورة حوالي مليون دينار سنويا ... وعادة ماتحتوي على فروع لبنوك وكوفي شوبات ومطاعم ومكاتب ومؤجرة لمدة (12-15) عاما من نفس هذا المستثمر الفاسد . طبعا ... لغاية انتهاء المبنى لايدفع هذا المستثمر فلسا واحدا من جيبة ... بل على العكس من ذلك فهو يقبض ايجارت على مدى الخمسة عشرة عاما يكون خلالها قد قبض (15) مليون دينار ويكون صاحب الارض قد قبض (1.5) مليون دينار ايجارات على مدى ال (15) عاما والبنك (1) مليون دينار بدل تمويل البناء ... اي أجرة (2.5) سنة للبنك وصاحب الأرض واجرة (12.5) سنة للمستثمر الفاسد أي (12.5) مليون دينار للفاسد . ولهذا لا أحد يدفع ثمن ارض (4-6) مليون دينار وانما يحصل عليها مجانا لتبيض لة ذهبا . وبهذا يحيا هذا المستثمر وابنائة منعمين الى الأبد مقابل لاشيء .... هل هذا فساد ام شطارة ....معظم مباني عمان بنيت بهذة الطريقة . كل هذا يحصل علية الفاسد عن طريق علاقتة مع مدراء البنوك الذين يسهلون لة الامر ويحولون اموالة للخارج ... بالطبع مقابل دفع مبالغ متفق عليها ... كما أن هذا المستثمر الفاسد لايسجل شيئا باسمة وانما باسم شركات مساهمة عامة ومحدودة يسيطر عليها اويمتلكها...حتى يغيب أسمة عن التداول وتلوكة الألسن ...ولهذا تجد أسمة مغيب بالكامل.... اما كيف يصبح لهذا الفاسد كل هذة العلاقات الطيبة مع اصحاب رؤوس الاموال والبنوك التي تسهل لة عملة فهذة قصة اخرى سنتطرق لها بمقال أخر ..... ولتحيا الأردن وتحيا عمان ... وليسقط الفاسدون .