هكذا يكون الفساد

mainThumb

24-01-2012 02:14 PM

 كل صباح كانت النملة الصغيرة تصل الى مقر عملها مبكرا لتبدأ عملها بهمة ونشاط ودون تلكؤ أو أضاعة للوقت، وكانت سعيدة تقوم بواجباتها بدافع ضميري وحب للمكان الذي تعمل به وانتماء له وكرامة لرئيسها( الأسد) الذي كان سعيدا بعملها مبهورا بنشاطها ومن باب حرصه على راحتها وزيادة نشاطها قرر أن يعين لها مشرفا وأشار عليه مستشاروه أن يعين (صرصورا ذا خبرة واسعة وشهرة وتاريخ مشهود )….وتم تعيين الصرصور وبراتب مجزي.

وتسلم الصرصور مهام العمل وكانت اولى قراراته هو وضع نظام صارم للحضور والانصراف واحتاج الأمر لشراء جهاز حديث للبصمة ..فطلب شراءهه ثم شعر بحاجته إلى سكرتيرة تساعده في ضبط المواعيد وكتابة التقارير فعين (عنكبوتا) يقوم بالتنظيم والاشراف واعمال السكرتارية الأخرى .

كان الاسد مهتما بالتقارير التي يعدها الصرصور عن سير العمل ولكن الصرصور في كل مرة كان يطلب أشياء أخرى بحجة زيادة معدلات الإنتاج فطلب أجهزة ومعدات لاستخدامها في الاجتماعات  وأجهزة أخرى للرسوم البيانية الأمر الذي دفع الصرصور لاستحداث قسم تكنولوجي وتعيين (ذبابة ) معروفة بامكانياتها التقنية العالية .

لم تستسغ النملة كل هذه الأعمال الورقية والتقنية الزائدة وكرهت الاجتماعات التي كان يعقدها الصرصور وتستهلك وقت العمل وتعطل النملة عن العمل 

رفع الصرصور تقريرا يطالب فيه بتعيين مدير للادارة بعد ان تشعب العمل فيها واصبح بحاجة لمن يضبط ايقاعه فكان له ذلك وعين (دبورا يحمل درجة الدكتوراه في الادارة والتخطيط ) من اعرق الجامعات الغربية .

وما ان تسلم الدبور مهامه حتى  طلب مكتبا فخما وكرسيا ذا مواصفات خاصة وأجهزة حاسوب و..الخ..وعين مساعدا له وسكرتيرة  ووضع ميزانية للخطة الاستراتيجية المتكاملة التي ينويها…واصبح مكان عمل النملة مكانا كئيبا ومزدحما بأشباه الاداريين الذين ساهموا بإرهاق الميزانية وخفض الإنتاجية 

لاحظ الصرصور انخفاض الانتاج وارتفاع التكاليف فرفع تقريرا للأسد  فقرر ان يجري دراسة على بيئة العمل  فاسندت المهمة الى (بومة ) ذات مكانة عالية وعينت براتب خيالي وعمولة مغرية وبدلات صعوبة عمل طبعا …وصورت البومة للجميع ان المهمة ليست سهلة وشكلت اللجان وصرفت الميزانيات ونقبت في الدفاتر  وتوصلت الى العلاج الوحيد لهذا التضخم الوظيفي وهو التخلص من موظف ….. أتعلمون ممن تخلصوا…….تخلصوا من  النملة المخلصة 

ملاحظة :هذه الحكاية منقولة بتصرف... شخصياتها كلها من نسج خيال كاتبها واي تشابه بينها وبين ما يجري بمؤسساتنا ودوائرنا ليس الا صدفة …..فقط صدفة ...مجرد صدفة 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد