الابن الروحي للخميني في عمان

الابن الروحي للخميني في عمان

29-01-2012 08:06 PM

قام رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل بزيارة تاريخية إلى الأردن تحمل بين طياتها بوادر انفراج القطيعة السياسية بين الحكومة الأردنية والحركة ومن المؤكد بأنه لولا تفجر الثورة السورية لما حصل هذا التقارب فالحركة خسرت رصيدها الشعبي في الداخل السوري وذلك نتيجة تحالفها الوثيق مع النظام الأسدي العلماني مما جعلها في مصاف الأعداء بنظر غالبية الشعب السوري وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر  .

فحركة المقاومة الإسلامية تعاني من سياسات خالد مشعل التي أبعدت الحركة عن البعد العربي وجعلها تقع في حضن سوريا وإيران حتى وصل الأمر بأن يقوم خالد مشعل عند زيارته لقبر الهالك الخميني بوصف حركته الإسلامية حماس بأنها الابن الروحي للخميني وهذا منزلق حرج للحركة لا تبرره أي مصالح سياسية إذ أنه يتناقض مع المبادئ والمعتقدات الأساسية التي قامت عليها الحركة الإسلامية وقد كان الأولى بخالد مشعل أن يمدح سياسية إيران الداعمة له لا أن يمدح فكر الخميني.
من المعلوم بأن إيران لم تدعم القضية الفلسطينية عبر عدة عقود سابقة لكنها في الحقيقة رأت في حركة حماس ورقة تستطيع أن تلعب بها في المنطقة لذا قامت بدعم الحركة مادياً وعسكرياً ليس حباً في فلسطين أو القضية بل لتجعل في يدها نقطة مساومة تساوم بها الغرب فلا يخفى على أحد أن إيران لم يكن لها أي دور في القضية الفلسطينية قبل سقوط بغداد فهل احتلت فلسطين بعد سقوط بغداد ؟ أم كان ملالي إيران لا يعلمون باحتلال فلسطين ؟ الإجابة متروكة لأنصار إيران .

إن إيران لا تدعم إلا مصالحها وقد كان لإيران الدور البارز في تقسيم الفلسطينيين من خلال دعمها لفصيل فلسطيني دون غيره وهذا فيه مخالف للأعراف الدولية والعلاقات بين الدول فإيران فعلت ما عجز عنه الاحتلال الإسرائيلي عبر ستة عقود وهو تقسيم الفلسطينيين حتى أصبح لهم حكومة في رام الله وحكومة في غزة وكل هذا بفضل الدعم الإيراني ومن المؤسف بأن البعض لا يريد أن يرى الحقيقة وأنا لا أنكر بأن هناك دعم أمريكي لسلطة رام الله لكن هذا الدعم الأمريكي لم يفعل في الفلسطينيين فعل الدعم الإيراني ثم لو قامت السعودية بدعم عرب الأحواز في إيران فكيف ستنظر إيران إلى هذا الدعم ؟ هل ستوافق عليه أم تعتبره تدخلاً في الشأن الداخلي الإيراني ؟
 
وعلى كل حال حماس أدركت بأن العالم ليس إيران وسوريا وأن لعبة الأمم لا تدار بعقلية إيران وسوريا لذا كان عليها الخروج من فكرها القديم وأن تكون أقرب إلى الواقع السياسي بعيداً عن السياسات غير المدروسة وغير المحسوبة النتائج فالناس لن تتحمل مرة أخرى أن تتهدم بيوتهم ويقتل أطفالهم من أجل إيران أو سوريا دون تحقيق مكاسب سياسية على أرض الواقع للشعب الفلسطيني

فهناك فرق بين النهج المقاوم وبين الممارسة السياسية وهذا ما أدركته حماس بعد دخولها اللعبة السياسية ففي السابق كان محمود عباس يصف صواريخ المقاومة التي تطلق على إسرائيل من غزة بأنها حقيرة وبعد تسلم حماس لغزة قام محمود الزهار بوصف الصواريخ التي تطلق على غزة دون إجماع وطني بأنها صواريخ عميلة وأنه سيتم اعتقال مطلقها وبالطبع اختلف الوصف لكن النتيجة واحدة وهي رفض إطلاق الصواريخ إذ متى كان هناك إجماع على إطلاق الصواريخ ؟ بالطبع تقوم حماس بين فينة وأخرى بإطلاق بعض الصواريخ لكن ذلك مرهون بمصالح الحركة الضيقة وبرغبات الممول الإيراني للحركة فعندها لا تسأل حماس عن أي إجماع .

وبالنسبة لزيارة خالد مشعل إلى الأردن فهي تأتي في ضوء التطورات السياسية التي تمر بها الحركة في ظل الربيع العربي كما أنها في الواقع تعد صفقة أكثر منها زيارة حيث يبدو أن الحكومة الأردنية تسعى من خلال هذه الزيارة إلى كسب ود الإخوان المسلمين في الأردن بالدرجة الأولى بالإضافة إلى المكاسب المادية التي ستقدمها قطر للأردن جراء هذه الصفقة ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد