"علق المواطن آمالاً كثيرة يلتفها الخوف ، بحكم أن القرار لم يكن ليصيب يوماً من أجل مصلحة الوطن والإنسان ، حين سوّقَ عليه عبارة "أن الإصلاح قادم ولن نسمح لأحد أن يمنعه ، حينها ،، فقد كان المواطن على موعد ببعض المؤشرات الحقيقية التي تقول له قف؟! فدونك الفقر والذل والاستغباء -فأنت أيها المواطن لم تخلق لتعيش ، وإنما وجدت لتكون العبد ولا شيء سوى ذلك _فأتصور أن نظام الإقطاع حقيقة وليس خيال فتذكر ذلك؟!
يطرد مسؤول قد يصيب بنظرة سليمة حين يعالج خلل وتشوه في فارق من نمط الحياة والدخل بين الشعب ، وفجأة يستبدل بطبال وفاسد ليعالج التشوه برديف له في المعنى والواقع ، فيكتسب المواطن جراء ذلك ، إبرةً من المسكن حتى لا يهيج على المسؤول الذي سرق وباع ما في الوطن ، وأكسب نفسه الحصانة ليبعد نفسه عن أنظار الحراك الشعبي الذي سيتحول بعد ذلك لمصير محتوم كما حال الدول الشقيقة ، فإذا ما أراد المواطن التحرر من كل أشكال العبودية والقهر ؛ وجب عليه التحرّك إلى مظلة آمنة تحرره من عبودية ، عاشها وتجرعها ، ولا زال يتجرعها بشكل أسوأ من السابق , يمارس القرار الغاشم الفساد على المواطن ؛ من خلال زيادة أسعار الكهرباء والماء والضرائب والتأمين القذر من قذارة سابقة فرضت على المركبات ، ومخالفات سير جاهزة من أجل تعويض ما أعطي للمواطن من زيادة على الدخل ،فتستبدل الزيادة التي أعطاها للشعب بنمط قذر وقح _ يسمح للشعب إذا كان على مستوى المسؤولية القيام بالثورة ، وطرد هذا الشكل من أشكال المستعمر ، والذي يستبيح إفساد منظومة القيم والأخلاق واستباحة الدماء متى أراد ، لكن المعادلة الأهم أن الثورة عندما مورست في ليبيا ومصر وتونس ، قد كانت رد فعل حقيقي لاغتيال حرية المواطن وكرامته ولإفقاره ، وسرقة دواءه ومقدراته التي هي حقٌ طبيعي له وليست من عطايا هبل ، فقد كانت ثورةٌ كما أرادها الشعب الحر ثورةٌ طاردة للظلم ، وقاهرة للمستبد حين مارس عليه كل أشكال القضاء الذي يستحق جراء بطشه وظلمه (هي معادلة الانتقام من الظالم الكمبرادور ) ، ففي الأردن //المواطن يمارس عليه الجوع والقهر والظلم والاستغباء ، من فئة الجندي الحامي للبلاد ، إلى فئة المعلم الذي يبني الأجيال ، إلى المزارع الفلاح الذي يطعم الأمة //هل هناك ممارسة أقذر من ذلك يا أيها الشعب الكريم؟!
كل يوم يمارس عليكم قرار في الخفاء لإفقاركم وإذلالكم ، لقاء أن تكونوا متآمرين على ذاتكم وأمنكم ووطنكم فهل تتفكرون؟
مؤسسة الفساد في الأردن ماركة مسجلة وبامتياز ، تمارس العهر على الشعب الأردني كل فجر جديد ، وتعتقل الرأي ، وتصادر الحريات والدواء والغذاء والحقوق المشروعة ؛ مقابل شهوتها البهيمية (شهوة التملك ، وموت الفقير وتفكيكه), فحين تجعل من المواطن عدواً لأخيه في التعليق على المقال مثالاً حيّاً ، أو الرد عليه بطريقة غير حضارية فهي بالإجمال مؤامرة على الحقيقة ، وتجذيراً حقيقياً لحماية هذه المؤسسة التي بنيت على دماء الأردنيين وقوتهم ، وعمالة ممنهجة على مقدراتهم في كل بقعة من هذا الوطن المعطاء؟
المياه تسرق وتباع ، والتعليم يؤدلج على العهر ؟! ، وسطوة المسؤول الوسخ - تمارس بحماية أمنية -مبنية على الظلم والقهر والفساد والإفساد؟؟
لا يراهن المسؤول الفاسد على الجندي الأردني ؟ ، ولا المعلم ولا الطبيب ولا المزارع وغيرهم من مكون الوطن المجتمعي//فبطبعه هذا المواطن _ يحب الوطن والشعب ، ولا يمكن أن يؤذي أخيه إذا طلب منه ذلك ، ولن تمرر عليه معادلة الإصلاح الكاذب الذي هو حقٌ أ’ريد به الباطل ، فالإصلاح كذبة المسؤول على المواطن الأردني ، من أجل فساد من نوع آخر يمكن أن تأتي أ’كله بعد فرض السيطرة الأمنية من جديد فهي تحتاج لبعض الوقت..يمكن؟؟
المعادلة القادمة هي استمرار الحراك الشعبي بقوّة ، وعدم التدخل في التعليم بجوائز كاذبة لتمتص غضب الأردنيين //فالأردنيون لا يحبون التدخل من أحد في سياسة تعليم أبناءهم ، لأنها كانت رهن معادلة تجارية فقط مع الخارج -كان الهدف منها هو جيل يهوى الفجور ويبتعد عن الأخلاق والقيم وحب الآخر، وليست معادلة تعليم حقيقي لأجيال تحب الوطن وتسعى لتحرير الأمة من براثن العبودية والإذلال؟؟!