مؤسسة الفساد ؟ ماركة مسجلة

mainThumb

27-02-2012 09:34 AM

"علق المواطن آمالاً كثيرة يلتفها الخوف ، بحكم أن القرار لم يكن ليصيب يوماً من أجل مصلحة الوطن والإنسان  ، حين سوّقَ عليه عبارة "أن الإصلاح قادم ولن نسمح لأحد أن يمنعه ، حينها ،، فقد كان المواطن على موعد ببعض المؤشرات الحقيقية التي تقول له قف؟! فدونك الفقر والذل والاستغباء -فأنت أيها المواطن لم تخلق لتعيش ، وإنما وجدت لتكون العبد ولا شيء سوى ذلك _فأتصور أن نظام الإقطاع حقيقة وليس خيال فتذكر ذلك؟!

يطرد مسؤول قد يصيب بنظرة سليمة حين يعالج خلل وتشوه في فارق من نمط الحياة والدخل بين الشعب ، وفجأة يستبدل بطبال وفاسد ليعالج التشوه برديف له في المعنى والواقع ، فيكتسب المواطن جراء ذلك ، إبرةً من المسكن حتى لا يهيج على المسؤول الذي سرق وباع ما في الوطن ، وأكسب نفسه الحصانة ليبعد نفسه عن أنظار الحراك الشعبي الذي سيتحول بعد ذلك لمصير محتوم  كما حال الدول الشقيقة ،  فإذا ما أراد المواطن التحرر من كل أشكال العبودية والقهر ؛ وجب عليه التحرّك إلى مظلة آمنة تحرره من عبودية ، عاشها وتجرعها ، ولا زال يتجرعها بشكل أسوأ من السابق  , يمارس القرار الغاشم الفساد على المواطن ؛ من خلال زيادة أسعار الكهرباء والماء والضرائب والتأمين القذر من قذارة سابقة فرضت على المركبات ، ومخالفات سير جاهزة من أجل تعويض ما أعطي للمواطن من زيادة على الدخل ،فتستبدل الزيادة التي أعطاها للشعب بنمط قذر وقح _ يسمح للشعب إذا كان على مستوى المسؤولية القيام بالثورة ، وطرد هذا الشكل من أشكال المستعمر ، والذي يستبيح إفساد منظومة القيم والأخلاق واستباحة الدماء متى أراد  ، لكن المعادلة الأهم أن الثورة عندما مورست في ليبيا ومصر وتونس ، قد كانت رد فعل حقيقي لاغتيال حرية المواطن وكرامته ولإفقاره  ، وسرقة دواءه ومقدراته التي هي حقٌ طبيعي له وليست من عطايا هبل ، فقد كانت ثورةٌ  كما أرادها الشعب الحر ثورةٌ طاردة للظلم ، وقاهرة للمستبد حين مارس عليه كل أشكال القضاء الذي يستحق جراء بطشه وظلمه (هي معادلة الانتقام من الظالم الكمبرادور ) ، ففي الأردن //المواطن يمارس عليه الجوع والقهر والظلم والاستغباء ، من فئة الجندي الحامي للبلاد ، إلى  فئة المعلم الذي يبني الأجيال ، إلى المزارع الفلاح الذي يطعم الأمة //هل هناك ممارسة أقذر من ذلك يا أيها الشعب الكريم؟!
كل يوم يمارس عليكم قرار في الخفاء لإفقاركم وإذلالكم  ، لقاء أن  تكونوا متآمرين على ذاتكم وأمنكم ووطنكم فهل تتفكرون؟
مؤسسة الفساد في الأردن ماركة مسجلة وبامتياز ، تمارس العهر على الشعب الأردني كل فجر جديد ، وتعتقل الرأي ، وتصادر الحريات والدواء والغذاء والحقوق المشروعة ؛ مقابل شهوتها البهيمية (شهوة التملك ، وموت الفقير وتفكيكه), فحين تجعل من المواطن عدواً لأخيه في التعليق على المقال مثالاً حيّاً ، أو الرد عليه بطريقة غير حضارية فهي بالإجمال مؤامرة على الحقيقة ، وتجذيراً حقيقياً لحماية هذه المؤسسة التي بنيت على دماء الأردنيين وقوتهم ، وعمالة ممنهجة على مقدراتهم في كل بقعة من هذا الوطن المعطاء؟

المياه تسرق وتباع ، والتعليم يؤدلج على العهر ؟! ، وسطوة المسؤول الوسخ - تمارس بحماية أمنية -مبنية على الظلم والقهر والفساد والإفساد؟؟

لا يراهن المسؤول الفاسد على الجندي الأردني ؟ ، ولا المعلم ولا الطبيب ولا المزارع  وغيرهم من مكون الوطن المجتمعي//فبطبعه هذا المواطن _ يحب الوطن والشعب ، ولا يمكن أن يؤذي أخيه إذا  طلب منه ذلك ، ولن تمرر عليه معادلة الإصلاح الكاذب الذي هو حقٌ أ’ريد به الباطل ، فالإصلاح كذبة المسؤول على المواطن الأردني ، من أجل فساد من نوع آخر يمكن أن تأتي أ’كله بعد فرض السيطرة الأمنية من جديد فهي تحتاج لبعض الوقت..يمكن؟؟

المعادلة القادمة هي استمرار الحراك الشعبي بقوّة ، وعدم التدخل في التعليم بجوائز كاذبة لتمتص غضب الأردنيين //فالأردنيون لا يحبون التدخل من أحد في سياسة تعليم أبناءهم ، لأنها كانت رهن معادلة تجارية فقط مع الخارج -كان الهدف منها هو جيل يهوى الفجور ويبتعد عن الأخلاق والقيم وحب الآخر، وليست معادلة تعليم حقيقي لأجيال تحب الوطن وتسعى لتحرير الأمة من براثن العبودية والإذلال؟؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد