بناء الدولة كيف يكون ؟!

mainThumb

24-03-2012 06:07 PM

عندما تحاور معادلة الإصلاح في دولة ما ، لا بدَّ من وجود أبجديات يستند’ عليها نظام ، ففي كل المجتمعات التي تعايشت مع أنظمة القمع والتحرر والبيروقراطيا -وكل المفاهيم السياسية المتحولة والتي استطاعت بفعل النفعيين في كل دول العالم ، أن تكون سياساتهم قائمة على تجارب ربما بتشاركية مع المكون الديمغرافي ، وربما بمعزل عن الكل ، وذلك بممارسة الألوهية العفنة؟!
 
إن الأنظمة العربية والتي تشكّلت على أساس حماية هذا العدو المتمترس تحت حماية عربية مجتمعة ، وسيطرة مطلقة على كل مجموع هذه الشعوب من الاقتصاد ، كانت هزيلة نوعاً ما والذي أضفى عليها نوعاً من فساد مؤسسي يحاكي كل النفعيين "أن كل مواطن هو فاسدٌ تحت الطلب؟!
 
لم تأخذ الأنظمة العربية أي شكل سياسي تتعامل من خلاله مع بناء دولة مدنية قوامها العدل والمساواة ، لتؤسس من خلاله نظاماً توافقياً يعطي الأولوية للهوية الوطنية التي من خلالها تحفظ كيان الإنسان صاحب الحق وديمغرافيته  المتكونة منذ زمن بعيد ، والسبب أنها تشكّلت بوهميتها بقرار خارجي خارج عن سيطرتها لأنها لم تملك الحق في حكم هذا البلد أو ذاك "" فهل من وجود عوامل تساعد على تصحيح المسار؟!
 
عندما تعصف بالمنطقة متغيرات تخرج’ أحيانا عن مسارها الذي تعايشت معه بسطوة القوّة ؛ فلربما أنه العين على الحقيقة التي غيّبت بفعل سياسي قذر مارسه’ لصوص طارئين على شعوب المنطقة من أجل ضياع أمة ومقدراتها ، ولتهميش تاريخ رسمه’ أحرارٌ ضحوا بدمائهم الزكية من أجله ، وليكون الشاهد عليهم وعلى من خانوهم ، وليتشكّل أمام ذلك فيما بعد مخرج طبيعي مفاده أن الوفاء للوطن واجب مقدس ، ومن هنا ظهر كتّاب وأحرارٌ دافعوا عن فلسطين والأردن وكل الوطن العربي الخصب بقوّة بعيداً عن كل المفاهيم الذي تعايش عليها النظام السفسطائي في شراء الو لاءات والانتماءاتّ؟!
 
إن المجتمع الأردني هو مجتمع متجانس بكل حيثياته وبكل معتقد ، فقد ساقت له العمالة وليس الظروف مسؤولون يحملون بداخلهم لصوصية المعتقد وتخاصميه العقل ، ما أدى إلى نشوء ثقافة السيّد والعبد ، والأسوأ من ذلك هو ضرب لكل التيارات بعضها ببعض وحتى تفكيك الثقافة التي ألفها المجتمع في مد يد العون لكل من مرَّ بمظلمة أو عانى من عثرات الدهر ، ولربط كل هذه المفاهيم بحكم الفرد الواحد صاحب الحق بالمكرمة والمظلمة والضحكة المزيّفة؟!
قيادات مفتعلة مليئة بمفارقات المواقف وفي داخلها لصوصية وفي خارجها الحملٌ الوديع ، يمارس كل أشكال العهر على شعبه دون تفكير من محبيه ومسحجيه ؟! ويمارس كل فساد أمام كل مجالس الإفتاء الفاسدة ، ولا يستطيع أحدٌ أن يقول له كلمة حقيقية تردّه عن خطأ ، وتمنعه من اتخاذ قراره المشؤوم.
 
كل مواطن يهوى وطنه ، ويعيش من أجل بقاءه حرّاً  آمناً ،  يحاور نهجاً سياسياً حقيقياً حتّى لو كان فاشيّاً ، فحتماً هو ليس بزنديق ولا لص فإذا ما أردت أن تعيد بناء دولة عربية ، فأنت بحاجة إلى قانون موجود وقيادة لها نهجها السياسي ، وحتماً سيكلفك الكثير من الوقت والجهد وربما الدماء ولماذا الدماء ؟ لأن كل الأنظمة التي قامت على أساس واهن مفاده شراء الولاءات وحكم الأصنام وقانون السيّد والعبد سوف تمرّ’ بهذه المعادلة الصعبة ، وسوف يعرف الشعب وقتها أنه على مفترق طريق مع لص ؟ أهوى وأتمنى التخلص منه بعيداً عن كل الاعتبارات ، ووقتها ننتهي من معادلة السياسة للوطن المحتل ، والعمالة العربية البراغماتية (النفعية)، وسياسة حكم الفرد الواحد(هبل) والدستور الأوحد؟!
الحضارة"هي أن نؤرخ جميعاً للإنسان الحقيقي والوطن الموجود -لا أن نؤرخ لفرد ليس له من تاريخه ومن معه ووالاه سوى اللصوصية والعبثية؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد