مجلس - 111 -

mainThumb

31-03-2012 12:34 PM

عندما يتحرر الوطن من فساد المسؤول ، وتخاصمه مع نفسه والآخرين يصبح’ حينها إنساناً يطبع في ذاكرته عشق الوطن وحبه ، وعندما يصبح بفطرته براغماتياً ، نيوليبرالي فاسد كما كان تحت الطلب من صانعيه ليبقى الوطن ينزف الألم والحسرة على إنسان يحبه’ ويخشى عليه حوادث الأيام وأزمات التاريخ المتغيرة؟.. مجلس النواب الأردني يهوى الفساد بطبعه ، ويسعى جاهداً لرسم سياسة النفعية بعيداً عن نهج سياسي يعالج أزمات وطن ، ويعتق رقاب الناس من الفقر ويحافظ على مكتسبات الفرد وحقوقه...
 
هذا الوطن الغني بمقدراته , والواعي بمسؤولياته بعيداً عن التدخل الأمني والرسمي العميل يستطيع’ أن يعيدَ بناءه من جديد ، ويعالج الأزمات المتأكسدة عبر سنوات خلت ، قد خلفها نفعيون لا يحسنوا سوى اللصوصية ، وشراء النفوس المريضة ، سواءٌ على مستوى الانتخاب بشتى أنواعه ، أو على مستوى استقطاب الولاءات من قبل أصحاب النفوس المتهالكة والمنكوبة بفقر الضمير ، وضآلة التفكير ، فأجدها تلك النفوس تعاني من مرض التفرد بالقرار والنفعية التي تعطي الفرد ، وتحرم الآخرين على حساب مقدرات وطن ، وعلى حساب ثقافة عشقناها من أجدادنا وآباءنا الشرفاء والذين سعوا بكل طاقاتهم من أجل تماسك بشري كعقد اجتماعي يحافظ على الموروث الحضاري ، ويرفض تدخل المتسارعات من ثقافات غير عربية ، استطاعت أن تقلب معادلة الأمن الاجتماعي والثقافي والاقتصادي على السواء.
 
في حارة ال -111- قد كشفنا عن مجلس لنواب  نفعيين ، مفسدين ،  تنم عن هشاشة انتخاب بطريقة مزيّفة ، هشّة ، نفعية -يريدون مصالح شخصية بعيداً عن الشعور الطبيعي لأي إنسان حقيقي -أن الوطن يعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية وثقافية -ولا يجب على نائب منتخب أن يعطى أية امتيازات كانت ؛ والسبب يعود على أنه من الواجب الحقيقي الملقى على عاتقه  هو-أمن وطن ومواطن ومعالجة أزمات تعصف من قبل اللصوص على كل النسيج الاجتماعي في هذا البلد , معادلة البناء والإصلاح القادمة تقتضي طرد المجلس الحالي  ، وعدم إعطاءه أية امتيازات على حساب الشعب المنكوب --بمسؤوله ، وأمنه ، واقتصاده المتهالك --س : هل مجلس النواب شرعي حتى يعطى حقوقاً؟
 
حاورت أحد النواب بأمر يهم الوطن وهو الفساد الذي يمارس على الشعب ، وأحد القضايا الهامة من أخرى وهي الفوسفات ، فقال لي : لا يوجد فساد في الفوسفات نهائيّاً وقال أيضاً بطريقة سطحية لا تحمل أي معنى لفكرة ، وهي أن المواطن يأخذ كامل حقوقه دون انتقاص؟؟!! وأن النجاح يكمن في حماية بلدنا وقائدنا من العابثين –لكي لا نصبح كالآخرين ممن حولنا؟!... للأسف الحوار مع النواب عقيم ، هزيل -يستسخفون ناخبيهم ، ويستقرؤون ما يريدون من القادم لحماية مصالحهم بعيداً عن الوطن والمواطن --فبئس ما انتخب المواطن ، وبئس الوطن حتّى أن يصبح بلا إنسان لا يعي معادلة الفساد التي تمارس عليه ممن حوله؟!
 
مجلس النواب --كالذي سبقه ومن قبله أيضاً --ضعيف ركيك --يعطى الشرعية من المسؤول الأضعف ، ويمارس كل أنواع الفساد بحكم القانون المطبّق على الضعيف ويستثنى منه القوي بفساده وأمراضه النفسية ، وتقلباته بين الحين والآخر في رسم طريق يحمي مواطن من عثرات الأيام ، ويعطيه حقّه الذي سلب منه وبرسم البيع القادم؟!... مجلس النواب يريد’ امتيازات كالوزراء؛ وكأن الوزراء معترف بهم ، أو أنهم أعلى قيمة من النواب ( فكلاهما يعمل من أجل مصالح شخصية، ومن أجل عبادة الأصنام ، ومن أجل رعاية الفساد وبكل أشكاله ،،، بعيداً عن عمله الرئيس والذي يجب عليه أن يكون أميناً وحريصاً على رعاية المواطن ، والحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته؟!
 
مجلس النواب يسعى لإسقاط كلمة نائب أمّة ومعناها الحقيقي ، ويريد استبدالها بمجلس استغفال الشعب ، وعبودية الفساد ، ليجهز على ما تبقى من أمل ، يعيش عليه المواطن لغد فيه نوع من الأمل؟.. الحديث عن هذا المجلس فيه الكثير من صفحات الكتب ، والكثير من المفردات التي تعطي كل أشكال الفساد عن هذا المجلس ، ولكن بقي أن نقول كلمة نهائية للشعب أولاً وهي --أسقطوا النوائب والنوائم سريعاً ، ولا تعترفوا بهم وبمن وضعهم، وأسقطوا الفاسدين والذين حاكوا ورسموا عليكم كل أنواع اللصوصية --حتى قالوها بالمعنى الصريح لكم؟؟!! من أنتم؟ فقولوا لهم من أنت أيها الشعب ، أو قل لنفسك --أنا ضعيف بلا قيمة ، وبلا قرار وبلا إنسان ، وبلا هوية. مجلس النواب ---مجلس فاقد لشرعيته وأهليته ، ولا يستحق أية امتيازات كانت ، وإذا أعطي أية امتيازات --فقل لنفسك أيها الشعب الكريم -لنسقط جميعاً ويحيا النواب ، ويحيا الفساد؟؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد