الوزير الشاب .. ومافيا الفساد

mainThumb

23-04-2012 11:25 PM

يكاد المواطن الأردني يتعجب من الحكومة الحالية كونها بادرت بخطوة نحو مكافحة الفساد وإذ بها تتراجع عشرات الفراسخ بعد ذلك حيث تركت المجال لأرباب الفساد وحماته في استهداف الشخصيات الوطنية التي كشفت وعرت الفساد الحاصل وقدمت لأولئك الفاسدين الفرصة تلو الفرصة لكي يقلبوا الحقائق بالتعاون مع حفنة من تجار الأوطان من خلال تبرئة بعض المسؤولين والوزراء من عدد من القضايا والتي يعد الفساد فيها بيّن وليس شبهة 
 
فالمواطن أخذ يشعر بأن الفساد محمي في هذا البلد وهو يدرك بأن المبرر لحماية الفساد هو أن من تلطخت أيديهم بالفساد هم من كبار مسؤولي الدولة وقد لا أبالغ إن وصفت هؤلاء بمافيا الفساد والتي الآن ترمي بثقلها لمقاومة محاربة الفساد والشارع الأردني يلمس الآن كيف نجحت هذه المافيا في دفع شبهة الفساد عن قضية الفوسفات وعن مشروع سكن كريم ناهيك عن موضوع الكازينو بالإضافة إلى طي صفحة تهريب خالد شاهين إلى غير ذلك من قضايا  
 
إن مافيا الفساد في الأردن لا تألو جهداً في محاربة المصلحين ومن المؤكد أن الوزير الشاب الدكتور محمد نوح القضاة لن يكون الأخير ممن تشن ضده حملة من أولئك الفاسدين فهذا الوزير وإن كنت بصراحة استغربت توليه حقيبة الشباب والرياضة إلا أن الرجل أثبت كفاءته من خلال أمانته فهو في خلال شهرين من الزمان تمكن من تسديد ديون وزارة الشباب وأن يحقق وفرة مالية تقدر بأربعمائة ألف دينار كما أن وعيه وحسه الوطني جعله يرفض العديد من العطاءات المشبوهة ومنها على سبيل المثال عطاء تنجيل ملعب مدينة الحسن في إربد وعطاء ترميم سقف قصر المؤتمرات   
 
إن النموذج القيادي الذي قدمه الدكتور القضاة في وزارة الشباب ينبغي أن يقدم كمشروع اصلاح نهضوي يعمم على جميع الوزارت لكي يطبق لكن هذا لم يحصل وقد لا يحصل وهذا يطرح التساؤل حول جدية الاصلاح لدى الحكومة كونها لا تستفيد من التجارب الناجحة على أرض الميدان 
 
 
بالطبع مافيا الفساد والتي تضررت من رفض الوزير محمد القضاة لبعض العطاءات المشبوهة حاولت طرح الثقة فيه مستخدمة في ذلك أحجارها لكن بحمد الله لم تتمكن من حجب الثقة عن الوزير لكن لا أحد يعلم ما تخفي الأيام لهذا الوزير الشاب وأرجو أن لا تحاك ضده الدسائس 
 
وهذا الوزير يختلف عمن سبقه من وزراء فهو قد جاء إلى وزارة الشباب يحمل فكراً متوقداً ورسالة يريد أن يقدمها للشباب خاصة وللمجتمع الأردني عامة فهو لا يريد من وزارة الشباب والرياضة أن تحصر اهتمامها ونشاطاتها بالجانب الحركي للشباب بل يريد من الوزارة أن تهتم أيضاً بتقديم أنشطة ومبادرات فكرية وسلوكية  للشباب بحيث تكرس في ذهن الشباب الحس الوطني النابع من الدين وترقى بفكره وسلوكه الإنساني
 
كم نحن بحاجة إلى أمثال هذا الوزير الشاب ممن يشعرون بمسؤولية الأمانة فيحملونها ويؤدونها حق الأداء وكم نحن بحاجة إلى من يصلح الأفكار ويحرص على تنوير الأذهان وتخليصها من العوالق والعوائق التي تحول دون التطور والتقدم المجتمعي ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد