فلسطين هي مشروعهم ؟!

mainThumb

24-04-2012 10:44 AM

 لا تفرح كثيراً أيها العربي ، عندما يدلي وزير اعلام بعدم سحب الجنسيات من المواطنين والاخوة الفلسطينيين ، فالكلمة تكون بمنتهى الثقة عندما تحمل المضمون الأبعد من ذلك وهو الاستقرار بشتّى أنواعه -السياسي والديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي الحيوي ، والكثير من الانواع المتفرعة عن ذلك ، فالحديث عن قوننة فك الارتباط ليس عدائي كما يتصور المأزومون ، والمأجورون النيوليبراليون من كلا الطرفين --فمعادلة الوطن البديل القادم هي تصفية فلسطين ببعض الدراهم من قطر وكل الفلك الخليجي الشيطاني ، عندما تعهد الخليج وبطلب من شرطي العالم (الولايات المتحدة الامريكية ) بأنكم ستكونون الدول المانحة للمشروع التوطيني في الاردن ولبنان وسوريا ، فهذا يدل وبكل بساطة أن فلسطين قد صودرت بأمر غربي وعربي مبارك ، وأن الفتنة هي اللاعب الرئيس لنجاح المشروع القادم ، وأن الإرث الكيسنجري هو من يتحقق حتّى في الحلم العربي ولو جاءك كل الانبياء لعدم صحة هذا الحلم أو ذاك ؟

 
الفتنة حدثت من الأنظمة عليكم ، وقد قبضوا سعرها ، وترجمت على أنها الثقافة الأزلية بين الطرف الأردني والطرف الفلسطيني --فلا تتأثروا كثيراً ، ولا تتأملوا كثيراً ممن لا يوثق بتصريحاته المطمئنة --فالوطن فلسطين سيصبح في طي النسيان ، وسوف تصادر من نفوس الشعب الاردني وكل مكونه ، أن التحرير قادم ، وأن فلسطين وطن محتل ، وقد مارسوا عليه كل أشكال الكذب والأمراض ؟
 
للأسف الكثير قد تربّع على نعمة الاستقرار كما يعيشها هو وليس كما يعيشها الأحرار ، فمعادلة الاحتلال لا يقابلها سوى المقاومة ومن كل الأطراف وبالأخص من يسكن الأرض وهو صاحبها ، بيدَ أن الناظر للمشهد العربي يرى أن فلسطين عبارة عن مشروع قادم " مفاده أن الأرض  لساكنيها ، فمتى صودرت منهم بطريقة لصوصية ، ودفع ثمنها من لا يعرف ما هو الوطن ، وقتها سيصبح من الصعب الوقوف بجانبك من تخليتَ عن نصائحهم ، وضحوا من أجلك في كل أشكال الدعم  سابقاً ولاحقاً ، وستمحى من ذاكرة الشعوب كلمة تحرير لوطن سرق بكذبة وحفنة من الدراهم .
 
أيها الأشقاء الفلسطينيون ، في الاردن ثلة من السماسرة ، مارسوا عليكم كل أشكال العهر لتفريغ وطنكم من الإنسان ، وسوّقوا عليكم أن الأردنيين هم أعدائكم ، وأن فلسطين قد تآمروا عليها  .. الخ،  فالحقيقة كل من تسلّم الحكم في السابق لكل الدول العربية قد تلوثت يداه في مؤامرة البيع ، وبث الكره بين الطرفين والسبب يعود إلى أنهم نفعيون فقط ، لا يعرفوا ما هو الوطن ، وليسوا من مكونه الديمغرافي الأصيل  ، وأن معادلة الأوطان وبيعها بالنسبة لهم كمسؤولين- هي سياسة احترفوها  من صانع الخيانة  من العدو ،  إلى أن يصل الإنسان وبقرارة نفسه أن الأمة واحدة ، وأن فلسطين بلا مكون عربي جامع  حقيقي سوف يلقى الضياع إلى أن يسخّر الله لهذه الأمة رجالاً ، مبصرون-- وبأن الوطن البديل هو الهدف الشرعي الوحيد لدولة اسرائيل ، ووقتها سيتخلى الجميع عن هذا الشعب المنكوب بكذبة ""أن فلسطين وطن محتل ولا بدَّ من الوقوف بجانب هذا الشعب ؟!، وليتنبه الأشقاء الفلسطينيون أن من باع فلسطين هي الانظمة العربية ، وأن الشعب الاردني وكل مواطن حر شريف قد استشهد على ثراها يوم عزَّ  وجود الابطال حين ذاك ، وكل من تحدّث عن خطورة الوطن البديل من الصحفيين وبالتحديد الكاتب المناضل ناهض حتّر ، ما هو إلا من الشرفاء الأحرار الذين يدافعون عن شعب وأرض يتعرض وتتعرض لمؤامرة عنيفة -أسمها التجنيس الناعم -؟!، باستبدال وبيع أرضه ، وإفقاره من كل ذاته ووجوده
 
الوطن البديل سيكون على حساب هوية فلسطين ، وهوية الأردن الداعم الرئيس كشعب لأشقائه الفلسطينيين على أرضه ، وفي كل الظروف ، فتبصّروا جيداً أيها الشعب الاردني ، فلم يخسر رئيس في السابق لعبة الطاولة مع شعبه ، والسبب أن لهذا اللص مستشارون نيوليبراليون قد تمَّ بموجب تصفياتهم --اللعب بعاطفة الشعوب ، واستبدال أوطانهم مقابل مبلغ من الدراهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد