دورة حياة حكومة

mainThumb

30-04-2012 09:31 PM

سيناريوهات الحكومات في الأردن متشابهة جدا .... وبالمناسبه هي من فصيلة  اللوزيات حيث تتميز بقصر عمرها وسهولة تسوسها ومرضها  ولا تؤتي أكلها الا بعد مئات عمليات التطعيم والتركيب  ...تبدأ القصة حين يعين دولته وتقرأ رسالة التكليف على مسامع الملايين متحدثة عن مزايا الرجل وخطورة المرحلة ومنذ أن بدأت أعي وطني  وأنا أشعر بخطورة المرحلة وأشعر بمغص عند ذكرها  ويدق قلبي خوفا  ....ينتشي سيد  الدوار الرابع الجديد  ويصبح بيته محجا للمهنئين وبالطبع المستوزرين الذين يصفقون له ويلعنون سلفه ويطيرون له باقة من الشتائم والانتقادات...وينشدون الرضا ويضعون تلفوناتهم في أحضانهم و يغفون وهم يحلمون باتصال من دولته.... وتصبح السيرة الذاتية للرجل ومناقبه حديث الصالونات السياسية وسهرات الدكاكين  ويبدأ الاعلام يتسابق بأخبار التشكيلة الوزارية ولقاءات الرئيس الجديد وبكولسات وأسماء متوقعة وقوائم مرجوة ووعود من الرئيس بأن التشكيلة ستلبي رغبات الكل وستعطي الفرصة لكافة المناطق وكأن الحقائب  كعكة يودون اقتسامها ...جلسات مع الاحزاب والمعارضة وهذا زعلان والآخر راضي ....ونترقب جميعا ونشغل أنفسنا أسبوعا بتكهنات وتوقعات.... ويأتي موعد القسم  ونتسمر جميعا أمام شاشات التلفزة لنصدم بواقع الحال بتلك التشكيلة الغريبة العجيبة التي جاءت ارضاء للتقسيمات الجغرافية وتنفيذا لمصالح قائمة او ستقوم وتهدئة لمعارض مشاكس أتعبهم بتصريحاته استمالة له واتقاء لشره.... ووزير أو أكثر يوضعون بهارات للطبخة لديهم سيرة ذاتية حافلة.... ووجوه تظل مألوفة .....

ويبدأ مشوار العمل وتمر الأيام وتطرح الحكومة مشاريعها على السلطة التشريعية وتحوز الثقة بأغلبية وتتناكح السلطات وتشتبك المصالح وتعقد الصفقات وتوزع التركات.... وتطنش الأصوات وتفرق كلمة الحق وتتهم بالعمالة وتعكير صفو الامن الوطني   وتبدأ رحلة امتصاص الغضب الشعبي  هذا ان وجد غضب أصلا وبالمناسبة نحن شعب هادىء  ....ثم ماذا تكون النتيجة ؟...تدهور مستمر في الوضع الاقتصادي ومزيد من العجز والديون والتضخم والغلاء والبطالة و مزيد من الفساد وهدر المال العام  واضاعة الوقت في محاكمات شكلية ... وللوطن رب يحميه   ....

عتمة  في التخطيط وضبابية في الرؤية المستقبلية بل انعدامها حتى ...وعمل كل ما من مصلحته أن يجعل الوطن مغنما وكسبا ....ليمسي الامر من سيء الى أسوأ والمواطن عليه أن يشد الحزام طبعا وألا يطالب بحق له اكراما لحكوماتنا وشعورا معها .....فما ذنب المواطن بكورارث خلفتها حكومات جاءت لتقضي وقتا وتحقق مصلحة دونما رؤية تملكها أو خطة مرسومة أو نهج تنتهجه ؟ فكل حكومة تلعن سلفها وتلقي مسؤولية الخراب عليها ويتطور المرض في عهد الجديدة ليصبح أشد فتكا وتتراكم أخماج عفونة الفساد و سوء الادارة والتخطيط أكثر وأكثر ويصبح شهاب الدين أضرب من أخيه...

 

بعد ذلك وحتى لا يمتحن الصبر أكثر تستقيل الحكومة بعد أن تكون قد أتخمت وخربت بلا رقيب ولا حسيب وتشكر على جهودها....ونشتغل من جديد بذم المغادر والتكهن بالقادم ونمضي ما تبقى من حياتنا هكذا ....
 
باختصار لايهم أن تتغير الوجوه أو نصفها بل المهم أن تكون هنالك سياسة عمل وخطط للدولة وتأتي كل حكومة لتكمل مسيرة سلفها نريد محاسبة ونتائج تنقذ ما تبقى مما يمكن انقاذه من وطن أرهق وأتعب.... ولا تلقى المسؤولية على أحد  بل وينظّر الفاسدون ويحاضرون في المسؤولية الوطنية أمام الحشود الكبيرة ........لن نتفاءل كثيرا فأننا سنرى الطراونة مغادرا الدوار الرابع  وسنرى غيره وغيره وغيره ...واستقبلوا وودعوا كما شئتم  ...أما انا فسألتفت الى وجه وطني لأشيحه عن هذه المشاهد وأستميحه عذرا وأمسح دموعه واحتضنه لنغفو سويا فلقد تعبنا منهم ....... ولنا رب يحمينا  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد