شيء عن المسؤولية

mainThumb

06-05-2012 10:01 PM

الأصل في أي شخص يتولى مسؤولية منصب أن يكون محور اهتمامه  تطوير ذلك المنصب بما يرجع بالنفع على الجمهور الذي يتوقع منه أن يرد الحمل وان يعدل الاعوج... وليس عيباً أن يتراجع أحدهم عما اجتهد فيه وتبين عدم نجاعته ومن ثم إعادة دراسته والوصول إلى مقترحات لتحسين مخرجاته إنما العيب أن يكابر أحدهم على الخطأ ويستمر في ما يراه صحيحاً رغم تحذير الناس وصرخاتهم التي لا يعيرها اهتماماً.
 
 لماذا يعج وطننا بمسؤولين  يتولون مناصب ليست في مجال تخصصهم ولا يعرفون عنها شيئا والنتيجة  في أغلب الأحيان - غير مرضية إلا في بعض الحالات النادرة التي تعتمد على «كاريزما» ذلك الشخص وقدرات خاصة وهبها له المولى عز وجل؟.. ولأننا في عالم تحكمه العاطفة والأهواء الشخصية والواسطات نعاني من وجود أُناس على سُدَّة بعض المصالح المهمة التي تُعنى بشؤون العامة تجدها ترزح تحت نير التخلف الإداري والتخبط العشوائي في القرارات الصادرة التي ترى النور اليوم وتتوارى بعد أسابيع قليلة وتلغى بأخرى أشد وطأة في نتائجها من الأولى لتنعكس تأخرا وفسادا.... 
 
لماذا يتشدق المسؤولون بعبارات من الحجم الثقيل حينما يتحدثون لوسائل الإعلام ويرجعون إلى قرارات ما أنزل الله بها من سلطان «ليُرقعوا» فشلهم في حتى توصيل المعلومة الصحيحة بطريقة سهلة حتى يعرفها الناس وهذا يوحي بعدم فهمهم أنفسهم لما يقولونه ومرجع هذا ببساطة أن أغلبهم ليس لهم دور في ظهور هذه القرارات والقوانين للعلن إلا حينما تكون في الشكل النهائي وجاهزة للتوقيع عليها... وعندما تظهر للعلن يكتوي بنارها نحن عامة الشعب المتعب ... أما أولئك فهم لا يتأثرون بحكم حصانة المنصب الذي يتولون وبالتالي فلا يهمهم ما يحصل فقط.. يريدون أن يكونوا في الصورة ويظهروا حجم إنجازاتهم الوهمية التي لا تساوي ثمن الورق التي كتبت عليه.
 
ثم لماذا يُعَمّرون في مناصبهم عقوداً طويلة ويتخبطون خبط عشواء يُمنة ويُسرة حتى يقع الفأس في الرأس ويكتشف أمرهم لكن بعد خراب مالطا ويذهبون غير مأسوف عليهم... نحن في زمن لم تعد الكفاءة والإنتاجية معياراً لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب بل ظهرت عوامل أخرى لا علاقة لها بهذا المنحى مما جعلنا نصل إلى هذا الحال المتردي... لذلك سنظل نعاني فترات طويلة قد تصل الى أجيال لتنصلح أحوالنا ويأخذ كل مستحق ما يستحقه دون مواربة أو مداراة أو تفضيل شخصي مزاجي لصاحب القرارالأوحد
 
كم جميل  أن يعتذر شخص في هذا الزمان  عن قبول منصب كبير لا يجد نفسه مؤهلا لتسيير دفة أعماله من باب رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه... ..صدقوني انها قمة الشجاعة والوفاء لوطن أتعبه من لا يعلمون قدر المسؤولية ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد