أزمات في المسؤول بحاجة للعلاج

mainThumb

23-06-2012 02:07 PM

 حكاية الوطن يرسمها من أحسَّ بالمسؤولية اتجاه نفسه ووطنه ، فلا من مفارقات ناضجة بين هذا المسؤول وذاك سوى فارق يحسّه المواطن الذي يعيش بطبيعة حقيقية ترسم على سلوكه وذاته ، هذا الوطن العربي وبكل تفاصيلة يعاني من أزمات ثيوقراطية تنعطف باتجاه المصالح ، واثنيات متعددة تتوجه نحو إيجاد حيّز لها في النظام السياسي اللصوصي حتى ولو مورس كل أنواع الفساد على المتبقي من مكوننا الساكن للأرض ، ومذهبي ينعطف باتجاه تصفية الحسابات على أساس خرافي كما في سوريا ومصر والعراق تحديداً ، أتصور أن حجم الأزمات التي تتركب وبشكل دائم على جباه المسحوقين في وطننا العربي والأردن خاصة هي بحجم الخلافات التي تمارس من قبل طبقة الرأسمال العالمية لإضعاف كل من يناكف الولايات المتحدة الأمريكية للعبة المصالح في الشرق الأوسط ، فتارة تقيم الحد على الصين وتارة على أوروبا ....الخ.

 
لا يوجد في العالم حجم أمراض نفسية انفصامية -بحجم الذي يحتويه المسؤول في الوطن العربي والخليج ومن يدور في فلكه خاصة ، والسبب أنهم قدموا إلى المنطقة بمبايعة الاستعمار على تقاسم الثروات ، وعلى تفكك الإنسان وبقاءه في دائرة المتسوّل ، وفي دائرة حب الفرج والبطن وهذا معروف بين بعض الدول العربية ممن يهوى ملذاته العفنة بعيداً عن الآدميّة ، وممن تستهويه العبودية ، والجوع والمرض كما في شريط بلاد الشام ، وبعض الدول الأخرى ، فما زال الإنسان في دورته التراكميّة وعبر سنين يستجدي الظالم المستبد؟!
 
في الأردن شعب إلى درجة ما مفكّك ومأزوم  ، حتى بات مع تخاصمه مع نفسه والآخر على حافة العدم والانحطاط ، ومسؤول نرجسي عبثي مريض حدَّ الجنون يمارس الكذب الإعلامي كل يوم والمواطن بلا دخل يساعده على الحياة ، وبلا رعاية صحيّة آمنة ، وبلا تعليم مقبول إلى حدّ ما، وبلا خدمات عامة --وكل يوم نسمع جعجعة الإصلاح على شاشات التلفزة _ وكأن حالهم يقول لكم سوف نمارس الكذب عليكم ما دمتم بلا كرامة وبلا موقف جاد تستطيعون من خلاله المحاسبة شعبيّاً وقضائيّاً أمام العالم أجمع؟!!
 
المؤامرة وتبعياتها  في عرف الأنظمة العربية ، كفرض الصلاة والصوم - واجب- وتاركها يكفّر حسب نهج الساسة (طبقة الكليبتوقراط) وهي ممارسة تدعونا للقيام بعمل جماعي جاد -الهدف منه تحرير الإنسان من تبعات التشرذم ومن ويلات القادم --نسينا للحظات من يقتل في غزّة وسوريا ومصر والعراق ومن يموت جوعاً في السودان وفي فلسطين وسوريا والأردن وكل بلادي العربية ، وبالمقابل أن الناظر لمشهد المال في الخليج وأين ينفق يصل إلى حالة موجودة في كل الديانات السماوية يجب أن يقام عليهم الحد والتعزير -لأنهم مفسدون في الأرض ، ولا ينتمون إلى جنس العروبة في شيء ، ولم يدمّر الأمة ونسيجها سوى الخليج وأنظمة المشايخ الفاسدة والمفسدة لكل منهج حياة كان؟!
 
في النهاية --الأردن على بحر من النفط والثروات ، وهو المغذّي الرئيس لنفط السعودية باتفاق رسمي لصوصي إسرائيلي ، والأردن ما يمارس بها أسوأ من كل العالم --يجوّع المواطن ويتصدّق عليه بفتات أمواله والباقي تمارس به كل الرذائل ، وما يعطى  منه  هو  الصدقات على المواطن الأردني كمِـنّة ، تمارس باتفاق صهيوأمريكي وأنظمة عربية عفنة ، فهل ما زال الأمر مستمراً أمام هذا الحراك الشعبي الضعيف في المجتمع الأردني دون فائدة؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد