مصر والاستحقاق للأمة العربية ..

mainThumb

25-06-2012 02:30 PM

 لو لم يكن فشل الأنظمة العربية هو العامل الرئيس لوجود أزمات الشعوب بشكل كبير ، لما كان الإنعطاف طبيعياً في هذه المرحلة تحديداً ، فكما أحياناً نعطي الآخرين فرصة لرسم ما يحصل حاليّاً بمسمى مؤامرة إمبريالية شرسة ، فلنا الحق في القول  أيضاً  بأن فشل الأنظمة اللصوصية الإمبريالية العربية في المنطقة هو العامل الرئيس ، وأيضاً هناك رؤيا حقيقية في أن ما يحصل من مفارقات وإرهاصات بمجملها تقود لحالة من العنف والفقر في مفاصل نسيجنا الإجتماعي الأممي ، لم يكن العامل الحقيقي هو الإسلام ولا الإخوان المسلمين ، بل كان العامل الرئيس هو رؤية المعسكر الإمبريالي في مزيد من ممارسة وافتعال الحروب الأهلية ، والنهب ، والسرقة  وفي كل أنحاء العالم ، وإلصاقه بالإسلام والإخوان المسلمون ، واستنساخ وخلق ما يسمّى بالأصولية والإرهاب ؟! وفي هذه المنظقة تحديداً والمليئة بالصراعات الدائمة ، ولمبرر في وجود سفارة احتلال  ومحتل لمصلحة  قوّة أحادية الجانب في استقطاب كل الأنظمة العربية الداعمة لمسلسل العمالة ولمزيد من إيجار يدفع مسبقاً لتصفية الشارع العربي من قواه ومفكريه ونسيجه المفكك مسبقاً مع سبق الإصرار والترصّد 

 
في مصر نبارك التحوّل الحقيقي لمسار السلطة السيادية والسياسيّة على أرض الكنانة ، ونعتزّ’ باختيار المواطن المصري لقراره واستحقاقه ، والذي بات من الضرورة الحفاظ على هذا المكتسب ، وما من شأنه وضع النقاط الحقيقية على مسلسل الخيانة ،
 
والذي كان للنظام السابق الإمبريالي الفاسد ومن في فلكه ، كل اليد في رسمه وذلك من خلال ضرب كل المكون المصري بعضه ببعض-مسلم - مسيحي قبطي  ، سلفي بأكثرية  ، وإيجاد نوع من الرؤيا العربية المفتعلة ، أن ما يحصل في مصر سببه الاخوان المسلمون ، وهو غير صحيح ؛ لأن الإخوان في مصر أكبر من أن يقتلوأ أحداً ، أو يسرقوا ممتلكات دولة ، أو يتآمروا على مكون من مكون المجتمع المصري والعربي ، أو تفجير كنيسة لأحد ، فعندما حصل التحالف الإمبريالي ضد العراق ، لم يكن للإخوان المسلمين أي رأي في ذلك سوى الرفض للإنضمام لقوى الرجعية في المنطقة  ، فقد سارت المؤامرة على العراق والشعب العراقي من قبل القوى الإمبريالية الرجعية والنظام العميل في مصر والذي كان من مكونه الرئيس..! شفيق وأمثاله --فلا تتسرعوا في تزوير الحقيقة ، وامتهان العمالة ؟! ، والتي ترسي دائماً قواعدها في أي بلد من العالم لمزيد من التفكك الإثني والطائفي والمذهبي -ما أفقد المجتمع العربي والعراق تحديداً كل قواه الفكرية والعسكرية والمجتمع ككل .
 
لندع الفرصة سانحة أمام الاستحقاق المصري القادم ، فقد يتشكّل من خلاله رؤى حقيقية لمسار الأنظمة السارية المفعول في الأردن وسوريا ودول الأكفان المتحركة والراعية لمسلسل التفكك العربي ومنذ ’ بوادر وأفول العملية  اللصوصية في المنطقة العربية ، وأن على قوى المعارضة في الأردن الالتفاف حول مصالح المنطقة العربية وشعوبها الرافضة لكل أشكال التفكك السياسي ، والتبعية المصيرية على كافة الصعد
 
إن التحوّل الديمقراطي الحقيقي على الساحة المصرية أخذ طابع التكاتف المجتمعي المسؤول أمام مشاهدات نرجسية قديمة للنظام المخلوع بحكم الفساد والتقادم ، وقد حصل الرئيس المنتخب أحمد مرسي على النسبة العالية من الأصوات ، بيد أن الناظر بمسلسل العملية الانتخابيّة فقد مارست الولايات المتحدة وكل قوى المصالح في المنطقة كل أشكال التزوير ، لكنها في النهاية إرادة الله في نصر الإنسان الذي ينصره .وإرادة الشعب متى يريد
 
أنا أعتبر هذا التحوّل الحقيقي في مصر هو عبارة عن مخاض وليس ثورة كما يدّعي البعض ، وإن كانت ثورة فالإخوان المسلمون هم من حَمى الثورة ، وساهم في عملية التغيير ، وأن المنتخب أحمد مرسي من الشخصيات المحترمة صاحبة التقدير  في حزب الإخوان المسلمين الحاكم في مصر الآن ، كما هو على سبيل المثال في حزب الإخوان المسلمين في الأردن -عبد اللطيف عربيات - فهو من الأشخاص المعتدلين وهو محل احترام الجميع ، ومن أصحاب الرؤيا المعتدلة في ماهية المرحلة وصدق النوايا إن كانت على درجة عالية من السلوك الديني والإجتماعي وليس على أساس نفعي مسيس لمصالح قوى قد تكون بمفهوم البندقية للإيجار ؟! 
 
-المنعطف القادم سيدعم من جميع الأطراف العربية لرسم المعادلات السياسية القادمة في المنطقة ، ولمشاهدة مواطن يشعر بأحقيتّه في العيش ، وفي الحقوق المشروعة  ، وأنه ابن الدولة ، ولا يمارس عليه مفهوم المرتزقة في دول الخليج وهو يمتلك النفط وبكل أشكاله ، وجبال من الذهب  ، والماء ، والعلم ، والكثير من الروافد التي سرقت من الشعب --فكيف  يجوع الإنسان  في وطن غني بكل ما ذكرته سابقاً --في مصر والأردن وسوريا والسودان وكل المناطق المنكوبة بأنظمتها السارقة للممتلكات ، والعمالة وبيع أصول الدولة ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد