البطانة المزورة وبعض فئات المجتمع

mainThumb

11-08-2012 04:00 PM

 هل نتصور للحظة ضمن هذا المكون المجتمعي العجيب بكل تخيلاته وتفككاته، أن الثورة ستعود علينا ببديل أفضل، وقبل ذلك لماذا لا نطرح على أنفسنا ذات السؤال عند الدعاء للحاكم --اللهم يسّر له بطانة صالحة، إن نسي ذكّرته، وإن ذكر أعانته’، ولقد أحمل على عاتقي ما يجري في سوريا الشقيقة ذات العمق في التاريخ والمكون المجتمعي مجلسها القطري المتزمت في قراراته غير المسؤولة وليس للرئيس بشّار الأسد كشخص وكذلك بقية الدول متى كانت البطانة صالحة يصلح ولي الأمر.

 
ضمن المسار الذي يؤمَّن عليه أصحاب الولاية والشورى في الأردن الغالي من مؤسسات دينية متسلّقة عبر الفساد، ومؤسسات ذات صلة مباشرة بهم وهم النخبة الفاسدة ممن هم حول الملك داخل القصر وخارج القصر لكنهم على اتصال دائم بما يستهوون من مصالح على حساب الوطن والشعب بأكمله، ولا يسعنا في هذا السياق الحر إلا أن نخاطبهم بحكم العقل والأدب، هل أنتم راضون عمّا يجري على صعيد الإصلاحات في الأردن، وهل أنتم على قدر من المسؤولية في فهم أن هناك مواطن على امتداد هذا البلد يعاني من الظلم والقهر والجوع، وهل تنعمون بحياتكم في ظل رجل يبحث’ عن بدله للعيد يكسو بها جسم ولده ويبحث’ عن طعام بأقل جودة مما تتسممون أنتم ؟! هل الملك يعي ذلك الحال منكم ، أم أنكم تعطوه الحقيقة كذباً والكذب حقيقة كما أنتم تمارسون ضمن مسار نرجسيتكم المقيته والتي مصيرها النار والنخاسة والمرض؟!
 
البطانة والعائلة - تمارس كل أشكال العهر من أجل إسقاط الملك شخصياً بسحر أو بدون سحر، وبعمالة خارجية يسارية؟!! وهذا هو ما متعارف عليه بين فئات الشعب بأكمله، والشعب الأردني بكل أطيافه بعكس هذا السلوك ممثلاً بنسيجه المجتمعي ومؤسساته الأمنية الشريفة ومن هم بداخلها، وأن البطانة الساقطة حول الملك هي من أوصلت الأردن لمرحلة من العجز العام في كل شيء - مال وأرض ومقدرات وفي هذا الحال وجب على الجميع من المجتمع والمؤسسات الأمنية تسليم البطانة الساقطة ممن هم حول الملك للقضاء وقد كتبت بعض أسمائهم على لوائح المطاردة بتهم الفساد والبيع والعهر.
 
أمّا المؤسسة الدينية والإخوان المسلمين في الأردن ومؤسسة الإفتاء والقضاء بكل أشكاله فهم  أساس الفساد، ويعرف كل مواطن أنهم أصحاب مصالح ومراكز لا يحبون لا الوطن ولا الإنسان ولا من يحكم البلاد، وهم على مسلسل تآمري ضد هذا النسيج العام في الأردن، وأن جلّ مطالبهم إسقاط النظام في الأردن وبيع الوطن وهويته، والإجهاز على ما تبقّى من فلسطين أرض الأنبياء والوفاء، هذا إذا أردنا الوقوف على منعطفات حقيقية نسعى جاهدين من خلالها حماية الوطن من العابثين ، وقد عرفنا من هم للأسف؟
 
بالرغم من أن الأردن يستحق الثورة البيضاء إن توفرت مع فهم الإنسان لذلك، فأنا أيضاً على تنافر شديد مع هذه الثورة؛ لأن الوطن والإنسان أثمن من الفاسدين سالفين الذكر ، وأن بإمكاننا لاحقاً مع كل القوى الوطنية التقدّم نحو إصلاح البلد بلا دماء وبلا عبث أياً كان شكله؛ لان سيل الدماء من فعل الأشقاء هو أسوأ من الثورة بحد ذاتها، وأننا على يقين أن التغيير سيأخذ مساراً آخر في السنوات القادمة للأحسن متى وصلنا في داخلنا للوعي العام وأن الوطن يبنى بسواعد أبناءه من كل الأطراف المختلفة فكراً وسلوكاً لينعطفوا بعد ذلك باتجاه نقطة واحدة فقط وهي أن الأردن يجب أن يصبح دولة مؤسسات وقوانين، ونحن على قدر عال من المسؤولية في ذلك متى أدركنا حجم الخراب كيف يكون عندما تكون الثورة بطريقة غير حضارية نستنزف منها طاقاتنا وإنساننا ومقدراته، ونجعل للعابثين في الداخل والخارج اليد بقوة لمزيد من الفوضى والخراب، وأن على قوى اليسار الممتدة في الأردن وهم الشرعيون الوحيدون بمطالبهم مدَّ يد العون مع الأجهزة الأمنية من أجل استقرار الأردن وحفظ كيانه العام على كل الصعد، قد لا يعجب الكثير هذا الكلام ، ولكنني بكامل الوعي حين أجد مواطناً غير واع لحجم الكثير من السلوكات وبغير ثورة كانت، وأنتم تشاهدون عبث الإنسان في قتل وضرب أخيه الإنسان في الأردن وهذا بدون ثورة ؟! فكيف إن كانت الثورة بغير هذا الوعي؟
 
وفي السياق ذاته، لماذا يخرج الكثير في استقبال مسؤول أو أمير أو أميرة حين يمارسون أعمالهم النرجسية لتفقد المحافظات وكأن السلام عليهم يورث الجنة والمال والعكس هو الصحيح، ويضحكني كثيراً المواطن الذي لا يوجد في بيته شيئاً من الطعام ويخرج ليصفق لفلان، والمحافظ مشغول مع البلدية من أجل الطرق ونظافتها وترتيب الفاتورة من مكان ما على حساب المال العام السائب، وتنفق الأموال من أجل ذلك، من أحل هذا النظام؟! --أتصور هي البرتوكولات يمكن؟! وليس شخص الملك، فالفساد في المواطن أيضاً وليس في المسؤول القادم بسيارة فارهة وحرس منظّم ليضحك عليكم بشيء من الهبات والصدقات على حساب جيوبكم ومقدراتكم المنهوبة عنوة عنكم، فليعرف المواطن وليعي أيضاً أن استقبال المسؤول حرام وسفاهة،  ويدل على أن هناك مواطناً غير واع وغير مسؤول عن تصرفه، وأن المواطن بهذا التصرّف يدل على حجم الجهالة التي يتمتع بها دون وعي، ومتى وصلنا لمرحلة من عدم استفحال مثل هذا الأمر في بلدنا، حتى لو كان رأس الهرم، ستكون نقطة بداية لوطن ينعم بوعي متكامل، ومراقبة حثيثة لكل تصرفات المسؤولين وسيكون المواطنون جميعاً في قالب المسؤولية لإسقاط أي شخص مسؤول إذا ما مارس الفساد يوماً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد