(المعتدي) إن لم تمنعه عصبته عُدَ مدفوعا

mainThumb

12-09-2012 04:17 PM

في المسمى الديني والمدني والعشائري  هناك ما يسمى  ( العصبة  ) أو (العاقلة) وهي  قرابة وجماعة الرجل لأبيه, من الأقربين الذين يغرمون كما يغنمون وهم على الأقرب  يسمون (عصبة الدم ) الذين لم يخرجوا من الجد الخامس . وهي مأخوذة من عصب القوم بالرجل إذا اجتمعوا حوله وأحاطوا به من اجل الحماية والدفاع عنه. ويقال للجماعة الأقوياء: عُصْبَةٌ، قال تعالى: ﴿قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَة إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ﴾ (سورة يوسف، الآية: 14) والعصبة  أو العاقلة هم المفروض أن يعصبوا ابنهم ويعقلوه من الوقوع بالإثم والعدوان والتجاوز على الآخرين أو حقوقهم أو ممتلكاتهم ,لأنهم كما ذكرت مغرمون كما أنهم غانمون إذا ملك أو غنم, وهم مسؤولون عن نتائج أعمال وسلوكيات أبنائهم , ان خيرا فخير وان شرا فشر.
 
واعتادت الحكومة المحلية الممثلة بالمحافظ في كل البلدان العربية أن   تجمع عصبة المعتدي  و المعتدى  عليه  للتداول وحل المشكلات, وإذا تمنعت عصبة الرجل عن ذلك تم التحفظ عليهم بالحجز والسجن لمنع إراقة  الدم  وبالذات في الأيام الثلاثة الأولى  من الحادثة. العصبتين  لأنهم المفروض عرفا ودينا عاقلة الرجل وعصبته وعليه,  هم من يٌسأل عما احدث أو أجرم ابنهم, ويغرمون وحسب الجرم الذي قد يصل لإجلائهم عن مساكنهم صونا للأنفس وحقنا للدماء وكفا للشر . وهم الذين يغنمون لمغنم ابنهم ان علا شأنه وكثر ماله ومجده وهم وارثوه وكافلو أبناءه وراعو أسرته.
 
وعليه فان المقدمة التي سقتها يعرفها معظم أبناء وبنات الأردن وليست جديدة ولا طارئة وإنما اذكر بها من غفل أو نسي أو تناسى. 
 
لأننا في الأردن جميعا أبناء عشائر وقبائل ونحترم بعضنا ولا يبغي بعضنا على بعض ولا نتفاضل إلا بالتقوى والتسامح والكرم. وجميعنا تنتظمنا معايير وتقاليد وعادات محترمة وفاضلة ومقدسة, لان معضمها مستمد من القران والسنة والإسلام الحنيف:, قال الله تعالى:)( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ( 13 )الحجرات) .
 
فلا يجوز ان تغفل عشيرة عن ابنها وهي تسمعه وتراه في الليل والنهار يجول ويصول ويهدد ويتوعد للنيل من فلان أو الاعتداء على أموال فلان كائن من كان ثم  تصم وتضع أصابعها في أذانها, وتعمي عيونها عن الحدث ومسبباته, وتترك الحبل على الغارب لأبنائها, يصولون ويجولون ويرتعون في حمى الآخرين, وعندما يتحرك الناس الآمنين في بيوتهم  المعتدى عليهم للدفاع عن أنفسهم  و لطرد المعتدين , تثور ثائرتهم  وتفور حميتهم للاقتصاص من المدافعين عن أنفسهم وحماهم  وأعراضهم المنتهكة وشخصياتهم المغتالة  والمجرحة  ومواقفهم المسفهة , مهما كان تاريخهم وسلوكهم .
 
فمنذ متى نحتكم للهوى والرأي الشخصي ومتى كان الواحد منا هو المدعي والقاضي والسجان والسياف,  ولدينا محاكم وقوانين ودستور وأنظمة نحترمها ونحتكم لها .
 
ومن كان لا يحترم القوانين والأنظمة ولا يحتكم لها فليحتكم لعادات ومعايير الدين والعشيرة المحترمة والتي هي أيضا لا تجيز الاعتداء على الآخرين, حيث تنتهي حريتك وحدودك عندما تبدأ حرية وحدود الآخرين.
 
وإلا كان تصرفا ارعنا وأهوجا وانفلاتا من القوانين والأنظمة والعادات والأخلاق المحترمة, التي لا تسمح به أي عشيرة أو عائلة محترمة.
 
 وان ذلك السلوك الأهوج  تلام عليه  عائلته وعشيرة وعصبته وعاقلته التي هي أولى ان تصده وتمنعه, وإلا-  عٌد مدفوعا من عشيرته لا سمح الله – أما  ان تنتصر عشيرة لابنها على سلوكه المشين والمنحرف والظالم,  أو تنتخي له ظالما ومظلوما وتشد على يده بعد تجاوزه  وانحرافه على الآخرين ,  فهي عصبية وتعظما وعنجهية ممقوتة,  فلا يجوز ولا يتفق مع العرف والدين والمنطق وهي عزة بالأثم والعدوان نستهجنها ونستنكرها  من بعض العشائر الأردنية .
 
 ونتساءل أليس في كل عشيرة رجل حكيم؟؟؟ فيدلهم ويذكرهم بالعرف والعادات الأردنية وعلى العاقل ان  يتشاور مع عشيرته ويشيرون عليه بالخير وإلا فلا انتصار لظالم ,وان عوقب ورٌد على أدباره من قبل المعتدى عليهم  فلا جناح عليهم.
 
 وليس عارا ولا انتقاصا من مكانة أي عشيرة أو عائلة أردنية ان ترتدع عن غيها ولا تنساق وراء جهالة أبنائها, وترعوي وتعود لرشدها وحكمتها بفضل عقالها وشيوخها وذوي الحكمة والدين, من أبنائها الأفاضل.  قال الله تعالى: ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) }سوره آل عمران آية 104).
 
فنحن في الأردن جميعا عشيرة واحدة ويجمعنا تاريخ واحد وهم واحد وجرح واحد ومتطلع واحد,  ولم نزل نحترم بعضنا ونصفح عن أخطاء بعض وكلنا سواء فلا نزاود على بعض ولا تتفاضل عشيرة على أخرى ولا جهة على جهة  ولا منطقة على منطقة .
 
( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (11 ) الحجرات).
 
فلا تدعوا الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق تحكمنا, بل الحكمة والموعظة والحسنى ,ونحن في امن وتوائم وانسجام نحسد عليه في الأردن , وكثير من الجهات أصحاب المصالح والأجندات وأعداء البلد والأمة يهمهم الفرقة والتفريق بين أبناء الأردن الواحد,أفلا تتقون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد