الإخوان المسلمون ورفض ممارساتهم ؟!

mainThumb

16-11-2012 04:04 PM

 الأخوّة بين الدول العربية فقدت روابطها ، وذلك من خلال تبعية الانظمة الهشّة لمعسكر الرأسمال الصهيوامريكي ، وبذلك تتحقق رؤى الاخوان المسلمين في السيطرة على حكم المنطقة مدفوعة بقواها الممتدة في مصر وسوريا بغض النظر عن سيل الدماء ، وافتعال بعض الازمات في داخل الاردن بتجييش فتنة بين الاردنيين وبعض الأشقاء الخليجيين ضاغطين بذلك على مؤسسة الحكم من أجل مكاسب واهمها ، مشاركة الملك في حكم الاردن ، وهذا ما نرفضه بالشكل القاطع مكوّناً وطنيّاً، لأن من جلس مع الاعداء لمفاوضتهم على المرحلة القادمة ؛ لا يستحق أن يكون وليّاً على مصالح الاردنيين وكيانهم .

حين يبقى الخيار أمام الاردنيين إما الرضى بحكم الملك ، أو الإخوان المسلمين ، فالشعب بالتأكيد يختار ملكه بالرغم من وجود فساد متراكم لسنوات مضت ، لكن الوطن أسمى من الكل ، وأن مؤسسة الإخوان القائمة على المكاسب السياسية والاقتصادية تنحى بالمجتمع الاردني المتماسك باتجاه المجهول ، وأن على الملك التنبّه لذلك من خلال معالجة القضايا الملحّة ، وأساسها ما يختص بالشأن الاقتصادي ، وتحسين أحوال المواطن المعيشية وخدماته ، وعدم الكذب من قبل الحكومات المتراكمة بملف النفط ، وأن أسعاره إن كنّا نشتريه فهو أرخص بكثير مما وصل إليه السعر الحالي في الاردن ، ونعرف جيداً انه مجّاني ، وعوائده تذهب للبؤر الفاسدة في مؤسسة الأمر بالمنكر ؟! ، وعدم التدخّل بالشأن السوري بالرغم من بعض الضغوط الدولية في فرض الملف الاقتصادي الصعب على كاهل المواطنين ، ولدى الملك الكثير من الحلول ومنها التعامل مع الفاسدين بحنكة والدك الحسين الراحل ، الذي كان يصفّيهم دون عودة لاستشارة أحد متى ما كان عنده الوطن والشعب هما اساس البقاء في مظلة الحكم ، وعدم العبث بمصلحة الوطن ومؤسسة الحكم ، مبعداً عن ذلك تدخل النساء ومن المقرّبين أيضاً من نخب النفعيين .
 
ومن قاصري الفكر والنظر قد نتهم بأننا على اشكال متعددة من النهج والمواقف السياسية ، لكننا في الحقيقة إصلاحيون بعيدون عن الفوضى ، وما يهمنا هو أمن وسلامة المواطن والوطن ، بعيداً عن أي شكل من أشكال العنف والمرفوض من عواقب الامور ، فلا نريد الاردن إلا ساحة أمان وأنموذج من دولة المؤسسات والقوانين بعيداً عن التدخلات الخارجيّة والداخلية النفعية والتي تنعطف باتجاه ما لا يحمد عقباه ، ولا نريد من الخصم السياسي وهم الاخوان المسلمون مواجهة الخطأ بالأخطر منه ، لان المجتمع متعدد التوجهات والأفكار قد يضفي على الواقع نوعاً من استغلال بعض ممارسات الحكومة غير العقلانية بالأنعطاف نحو زج الكثيرين ممن لا يعرفون عاقبة الأمور وما ستؤول إليه بعض الممارسات من سيل للدماء بين الأبرياء من شعبنا وأفراد من جيشنا المنافح عن ثرى الأردن ومكونه.
نحن نعرف أن النهج السياسي كان مجهضاً من أي عملية من عمليات الإصلاح والبناء ، والسبب بذلك أن البطانة الفاسدة ومؤسسة الفساد النيوليبرالية الضاغطة باتجاه بقائهم على سلّم القرار ، كان لها كل الادوار من أجل إتمام نظرية المؤامرة على النظام الحاكم ، لكنهم لم يعرفوا بعد أن النسيج الأردني لا يقبل سوى بالتغيير في بنى الاصلاح فقط ، وأنه لا بد من محاكمة نخب الفساد وعصابة النهب والسلب التي أفقرت المواطن وسرقت ممتلكاته على مدى سنين طويله ولا يزالوا بدائرة اللصوصية .
 
إذا دعا الإخوان المسلمون للعصيان المدني ، فنحن نرفض دعوتهم ونستمر في البقاء بدائرة الوطن والاستقرار ؛ لأن الحراك الشعبي انظلق بكل محركاته من أجل الإصلاح وبقاء الوطن آمناً من أي تبعات ربما تأخذنا لحالة من تصفيات مؤطرة خارج بنى أفكارنا التي ترفض نهج الفوضى بكل أشكاله ، وأن على النظام السياسي المضي جديّاً بمحاكمة الفاسدين ممن حوله ، ونرفضهم رفضاً قاطعاً في معادلة البقاء على كرسي المسؤولية ، ومصادرة ممتلكاتهم وتوزيعها على الشعب ، ومعالجة مديونية الدولة ، فالوطن هو للشعب بكل ممتلكاته ، وشلّة الفساد ليسوا من هذا الوطن ولا نعترف بشرعيتهم وقد كتبت أسمائهم على لوائح الفاسدين والمطاردين.
 
نرفض ممارسات الإخوان المسلمين في إشعال نار الفتنة ، ونرفض نهجهم السياسي القائم على المكتسبات فقط ، بعيداً عن رسالة الاسلام السمحة ، وأن أي مواطن ينعطف معهم للنار ؛ سيكون الشعب جميعاً لهم بالمرصاد والمحاسبة ، والوقوف إلى جانب أجهزتنا الأمنية من أجل بقاء الوطن وأهله بكل أمان واستقرار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد