وطن الشمس

mainThumb

25-11-2012 09:37 PM

يا شمس الصبح .... راية الحزن ترفرف على صدرورنا فأطلي واحملي معك التباشير والنور والدفء...‏

 

في لحظات الغياب هذه  اختنقنا  بالكلمات وارتبكنا كاطفال  يرتعشون خائفين من القمر ، احترت ماذا أقول.. أحس أنني لست رقيباً على كلماتي،وأنها تتفلت مني ومن سكوني ... وأظن  فجر وجهك قاموس من  الكلمات، .... ليت حنانك يزهر اشجار زيتون ليعيدني الى حضنك بريء الجراح ....‏
 
ياحبيبة...، يا ضحى.... يا لحظة انبلاج الفجر.. أين انت...؟‏
 
أنا كشيخ متسكع في بلاده ارهقه العقوق وكسر الزمن مجاذيفه و شاعت في حياته فوضى الزمان كله، وتمر من أمامه الذكريات وألاطياف لتشعره بغصات ، وليس بيتي سوى خيمتي أفردها في الروابي، والسهول، وعلى أطراف الأنهر، ووراء المدى....لأحلق بعيدا علني أجد مساحة من أمل ...‏
 
أنا الغريب الغائب التائه، فارداً أجنحتي على الثلج والحجارة، متدثراً معطفي السميك، حاجاً إلى البحر والنجوم وغيوم السماء الممطرة...علني أجدك‏
 
 في غيابك صارت  الأحداث  تنسفح أمامنا غير آبهين لها، لا القادم صار يهم  ولا المستقبل يشعرنا بالقلق ، ما من شيء له قيمة، فصرنا امام رياح المخططات والمؤامرات  ريشة بيضاء تغزو رؤوس الجبال ورمال الصحراء تماما كالمنبوذين من شيوخ القبائل لاحول لهم ولاقوة ...‏
 
هلا  أطل وجهك أيتها الشمس في بلاد الصقيع.... وهلا  أذبت الجليد عن رموش  رموش العينين المتعبتين ، هلا أتيت ...‏
 
ليس لنا  سلاح سوى الكلمات.. ولم نعد نحفل الا بقدسيتك وطهرك...‏
 
يا بلادي...‏
 
ها أنا أجلس إلى جوار الامل  فوق الجرح الذي ينزف، ساكناً فوق الماضي والحاضر....محدقا في القادم ، حائراً، موجعاً، مهاناً من المؤامرات التي تحاك و تضرب في الغيب غدراً وفرقة  وأنا منحنٍ هكذا انزف منتظرا الأسطورة القادمة من بعيد، فبين اليأس في البلاد والامل بها  جئت بلسماً للجراح ووردة عوض البندقية.. فأحسست أن آلاف الصفحات البيضاء تنتظر كلماتي إليك، تنتظرني أسعى إليك كلمة بعد كلمة وسطراً بعد سطر...‏
 
يا طموحي المفقود المنشود .. هل لي على زندك الجريحة غفوة ولو للحظات؟.‏
 
نبت من سنابل قمحك  وعلى سطوح البيوت العتيقة حدقت في افلاكك ، أكلت شوارع القرية  من قدمي ولا حجر إلا ويعرف خطواتي وما من شجرة الا وسلمت عليها ... مرت بي مئات الوجوه وما هزني وجه كما هزني وجهك وما أسرتني عينان كما أسرتني عيناك .....‏
 
 لثمت من أزهارك رحيق دفئك الذي جمده جليد الاحداث ...... فرحت فرح الطفل تداعبه أنامل أمه.. أعدت الروح إلى نفس شاخت .... ولولا تلك اللمسات لشققني شوك هذه السنين العجاف  وكسرتني العاصفة.........  من عينيك فقط رأيت الشمس تشرق من جديد وعلى وعودك أعود...... كما لو أن الله خلقني وعدا من وعودك  وبسمة برغم كل الجراح ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد