الاردن’ بلدٌ يغلّفه’ الكثير من الأمراض والثقافات المتوارثة في أنهم موالون لقائدهم ، وبذاك الوقت مجتمع فسيفسائي بتقاليده الخاطئة في تعبيرهم عن الموالاة وكيف تمارس أمام الثقافات العربية الأخرى - حتى أن نتنياهو العدو يقول أن الملك عبدالله هو نهاية ملوك مؤسسة الحكم في الاردن ؛ لكن الشعب الاردني يحبه وتلك هي الحلقة التي لم يفسرها الكثير’ من المحلّلين وباختصار كان نتنياهو يقصد بجملته الحب للملك وبقاءه لا الكره واستبعاده كما يتوقع المستمع الساذج.
وفي هذا السياق المنقطع النظير يستوجب علينا ما عنونته للمقال من اسم ! ، وضمن سياق الثورات العربية الراهنة ، والتي لا تدل على تقسيم المنطقة كما يحلل المرضى النفسيون من القادم ، ومن ممارساتهم الفوضوية ببث لغة السخرية من الاردنيين وباقي الشعوب التي تتوق للتحرر من عصابات الزندقة ، وعلى شعب وأمّة وجغرافيا متنوعة.
كل التنوع العربي الذي قام بالثورات كان يأخذ جزء كبير من حقوقه الطبيعية ، ولكنهم كانوا بمعزل عن حرية الاعتقاد وحرية التفكير والتعبير ، فمن الطبيعي ألا تكون كل المتطلبات ’ملباة في ظل غياب الشرعية للنظام الحاكم الذي يهش ؟! على البلاد بكل مكونها ، وفي ظل فقدان وسيطرة القانون على الجميع دون استثناء ، فلا بدَّ من مراجعة شاملة لمستوى الثقافة ونوعها التي تعيش’ بداخل كل مواطن عربي بشكل عام والاردني بخاصة في أن من الضرورة بمكان رؤية من هو شرعي بثورته أمام ما حصل عليه من حقوق ، ومن هو طارىء على الثورة ضمن سياق المسرح العربي وعمالة دول الخليج في افتعال الازمات لتلبية المشروع الأمريكي في رسم خارطة جديدة للشرق أوسطي من جديد وبأدوات خليجية وهذا ما نشاهده على الأرض السورية في تقسيم كل الوطن من أجل تفكيك القوى العربية التي تشكّل خطراً على الكيان المحتل ، بيدَ أن المحميات التي تحافظ على هذا الكيان ، هي بمعزل تام عن أدوات الثورة وحيثياتها وهذا ما يتجلى في صورة الوطن الاردن ودول الخليج العربي في أنها الوحيدة والمتفرّدة في تهميش الانسان وإيقاع عقوبة القهر والجوع والاستغباء وكل أنواع العهر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، وقمعه بكل الوسائل المعروفة والمخلوقة لاحقاً من قبل العاملين بمؤسسة السياسة ومستجدات الساحة للتعامل مع كل طارىء ضمن السياق الذي يدور بفلكه العالم ولغة المصالح .
قد أبتعد كثيراً كما يتوقعه القارىء السطحي لما كتبته في السابق عن مسرح السياسة في الاردن وشرعية الثورة ، لكنه في الحقيقة هو كل المسرح وكل ما نشاهد في الاردن هو قتل لكل انسان في هذا الوطن ، وللقضاء على منظومته الفكرية والبشرية في أنه البعيد عن ثورات المنطقة لأنه إنسان من خارج فلك البشر ، ومن المبعدين عن ممارسات الآدميين في العيش بكرامة وحرية ضمن سيادة القانون على الجميع دون استثناء ،! وهذا لا يمكن أن يحصل في ظل ما يمرر على المواطن الاردني من أكاذيب في رفع الاسعار وقوانين مفتعلة من مارقين حديثي الولادة وهذا ما يتشكّل في المسؤول ، وإفقار كل المواطنين ، ومقارنة الوضع بالدول المجاورة ، ولنا في الاردن تجارب كثيرة في أنه البلد الوحيد في المنطقة والشرعي بقيام الثورة بسبب حجم الفساد المتسارع أيدولوجياً والذي يمارس على مواطنه ومستقبله ؟
وفي نهاية المقال ، وضمن هذه الفسيفساء المتشكّلة منذ زمن لهذا المكون الاردني نطالب الملك شخصياً ورئيس الحكومة وكل مؤسستهم المعنية بالاصلاح المأمول في ديدنهم الحالي ، بزيادة اسعار الكهرباء لاكثر من الطبيعي ، وزيادة اسعار المشتقات النفطية والغاز الطبيعي والذي يأتينا بدون مقابل بأمر من أمريكا ، وهي الوحيدة المخولّة بشأن هذا القرار من أيام الانباط والفراعنة وكل حضارات المنطقة ؟؟؟!!! برسم سياسة العصا والجزرة وبقاء الانظمة الفاسدة في سيادة الظلم والاستهتار بهذا المواطن للإبقاء على السيطرة البشرية والاقتصادية والثقافية والعرقية والإثنية ما أمكن لتفكيك كل القوى الصاعدة
وسنكون بكامل الولاء للأيام القادمة إن نفّذ المسؤول ما طلبته في السابق ، لأن الشعب الاردني هو جمل المحامل وهو الموالي على الدوام ، وإذا رأيتم من الضرورة في فرض ضرائب على الهواء والبرد والحياة ، فلا يأخذكم التباطؤ في عمل اللازم ؟! فالولاء يجب أن يكون فقط للملك ومؤسسته لا للوطن والشعب ولسيادة القانون حتى نبقى بمعزل عن الثورات الغبية في المنطقة والتي لا تحمل أي جوهر كان ......