ما بعد مسرح الانتخابات ؟!

mainThumb

24-01-2013 12:00 AM

عندما يغتال الممثلون شخص المواطن بكذبة قاتلة كالذي جرى على مسرح الانتخابات النيابية ، وجرّه لممارسة الانتخاب ، وعندما يهدأ الشارع الأردني بعد رفع الأسعار التي ترتبت على النيل من معيشته وحزمة أمان ليست بالسهلة جراء قرار جائر لا يوجد به أدنى مصداقية لا من قريب ولا من بعيد ؛ وقد ارتهن موضوع الرفع بانهيار الدينار وكأن الدينار له قيمة على الواقع المعيشي للمواطن ، ومسرح من الفوضى من قبل العصابات على واقع المواطن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ساهمت إلى حد كبير في اغتيال صوته للمشاركة بمسرح جريمة ليس له من الشرعية إلا الزور والبهتان ؟
أشكر الإعلام الذي يوجه الأنظار على مشاركة مسؤول في العملية الانتخابية وكأنه القدوة العظمى للمواطن المقاطع -- إعلام نحسد عليه بكل مكونه الجهوي الفئوي --وكأنه لقرى محددة في الوطن ، لم يستطيعوا بعد إعادة إنتاج سلوك وعلم لم يألفوه بالرغم من عصر التغيير والرقي لكل بنى الانسان وثقافة الحوار النقي .
 
ليس موضوعنا لا الاعلام ولا الصحافة الورقية ؛ لأنها بلا مصداقية وشرعية والكل يعرف أن الاردن بلا إعلام نزيه حر يكتب الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الممارس من قبل اللصوص على شعب بأكمله ، فلكل واحد منهم طموح وحالة مرضية فنتازية ليصبح وزيراً ، وكأن الوزارة في هذا البلد ووزيرها يتحصنون بقيمة --فلا قيمة بعد اليوم لكل فئات اللصوصية ؛ لأن عامل النظافة انقى من كل الوجه المزيفة التي ألحقت هذا البلد لكل فساد ممكن وغير ممكن ، وعلى كل الصعد --فالاردن بلد بلا قانون .
 
الاصلاح ليس موجود ، لا قبل الانتخابات ولا بعدها --فالأردن هو حارة كل مين أيده اله ، فبعد الانتخابات يزداد الفقر ، وتوزع الحقائب الوزارية ومجلس الأعيان على الراسبين بالامتحان العام للمصداقية والشفافية في اختيار النائب المؤدلج على تبرئة الفاسد وطي ملفات الفساد ، والمصادقة بالشرعية على قوانين من الخارج بحاجة لشرعية من مجلس مزور قبل أن يأتي ، وإعادة كما قلنا سابقاً - إنتاج دولة بقالب فساد آخر يقوم على بيع ما تبقى من وطن وقيم وإنسان ، وتوزيع صفقات تجارة النفط وبيع المؤسسات بين الفاسدين ، ونعود لزمن القهر والجوع والمساعدات بقالب الصومال تحديداً ؛ لأن الحقيقة التي نريدها هي التغيير بكل الوجوه التي مارست فساد القانون والمال والوطن وتدمير كل بنى الوطن الديمغرافية على أساس العبد والسيد وليس لك من الوطن سوى عامل بمظلة إقطاع رجعي قذر نتن ،وليس انتخابات كما يدّعي الفساد ، فالمشاركة في الانتخابات هي اعتراف ممنهج بمؤسسة القرار على أساس دورة أخرى من الفساد بكل أشكاله وأساسها شراء الانسان بلقمة عيش عفنة تحت مظلة الذل والخنوع .
نوصي الفساد بمن لم يحالفه الحظ في البرلمان كغيره من السابقين بحقيبة وزارية ، أو عين في مجلس فلان أو علان ؛ لأن الكثير من الاشخاص موعودون بحقائبَ وزاريةً وفي مجلس الاعيان إن لم يحالفهم الحظ المتفق عليه بين أسيادهم وعبوديتهم الملتفين حولها منذ زمن كأقرانهم .
الوطن منتج على حال ليس من السهل تغييره ، فلذلك نقول لأصحاب القرار الذين يمتهنون هذا الفن دمتم ودام الأردن شامخاً بجهودكم البناءة لرفعة الوطن واستقراره ، ولمزيد من رفع الاسعار وشراء الولاءات والذمم ما استطعتم فالمواطن الاردني على قدم وساق في أي مشاركة تريدونها - تزوير ، إعتراف ، نهب ، سلب ، وإذا شئتم يبيعون الغالي والنفيس من أجل سيادتكم على هذا الوطن .
 
يكفي الوطن مزيداً من الترف السياسي الكاذب ، والممارس على المواطن كل حين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد