وعي المواطن ؛ محنة’ ثقافة مزورة !

mainThumb

27-01-2013 11:26 AM

 إرادة شعب ، وإرادة آخر مستبد لا تلتقي - فالواقع الأردني الذي نعيشه يتمحور بين ثلاثة أطراف :الطرف الأول - وهو ما يسمّى بمجموعة من الدراويش - وهم لا يعرفون شيئاً من المحيط السياسي الذي يمارس عليهم بكل تشعّباته وشاركوا في الانتخابات بلاء فهم ، وبلا وعي - والطرف الثاني - هي ولاءات العشيرة العمياء والتعصّب لقرار الشيخ ، ومرد القبيلة للمصالح المتوارثة عبر نظام سياسي منذ زمن أفقر المكون ، ومارس عليه ثقافة الولاء مقابل حفنة من الدنانير ، ووعود لم تتعدَّ " البسمة بوجه عبدك التابع صدقة؟! والثالث هو محور طبقة الرأسمال الفاسدة وهي جزء من النظام السياسي الضاغط داخل مجمل القوى الفاعلة للعملية السياسية على مستوى مساحات الوطن الهالك - تلك هي أطراف دارت بمساحاتها وبناها الحقيقية على ما جرى لمسرح الانتخابات الفعلي ، وفي ظل هذه المرحلة الحرجة من توجهات مرحلة ؛ فأي ثقافة يتمتع بها هذا المواطن الذي يؤخذ على عاتقه بنى وانتاج نبقى نلتف حولها في ظل دائرة لصوص ، وأي اعتراف بمعادلة أطراف يسارية شاركوا في انتخابات في ظل محاور رئيسة موجودة على الساحة الأردنية منذ زمن التشكّل ، ولما يسمّى بأشباه دول بقالب دولة ؟ .

 
نعي جيداً حجم المشكلة القادمة ، وأيضاً كان من الأولى على الرفاق اليساريين أن يتنبهوا للأطراف الثلاثة السابقة الذكر ؛ أن ليس لهم منها نصيب فالدرويش لا يعي السياسة - فهو يدور بحلقة فارغة ومفرغة بالنسبة له من كل فضاء والموالي للعشيرة لا يمكن أن يفكّر بغير ولاءه الأعمى لعشيرته ، وصاحب المال ليس من فلكنا أبداً ، وقد بقي الحراك الشعبي أمام اليسار فالحقيقي لم يشارك في الانتخابات ، وغير الحقيقي بدأ يأخذ أوامره بالتحرك بعكس ما يريده اليسار ونؤمن بكل مطالبهم ؛لأننا منهم ولهم ، والأخوان المسلمون قاطعوا الانتخابات ---؟؟؟؟ فعلى أي رهان يتمحور اليسار ؟!.
 
مورس على المجتمع ثقافة عجيبة ، نعرفها ونستوعبها جيداً ولا يعرف مداها كل الاطراف الثلاث وهي ! -- إذا ما حدثت فوضى غير مستساغة على بنى هذا المكون العشائري في ولاءهم لسيّدهم صاحب الإرادة الأوحد ؛ فاجعلوا الانتخابات هي الحل ؛ فسرعان ما يتجمّعوا حول ثقافتهم المزورة ، والتي تعايشوا معها منذ أسلافهم ؛ فمتى مارستم بعقد اجتماعي إعلامي مدروس قبل وبعد الانتخاب بفهم جيّد -- استطعتم دبَّ الفرقة بينهم بكل شيء ، ولتسارعوا بعنف حول فسادهم المسبق مع عهر السياسة التي بني وتربّى عليها - تلك هي ثقافة من لا يعرف كيف ، ومن أين تؤكل الكتف ؟!.
 
الانتخابات لم تكن شرعيّة ، وقد حاورنا لماذا وقلنا لأكثر من مرّة أنها تضفي على مؤسسة الفساد الشرعية في البقاء ، واعتراف ضمني ببقاء الطارىء على كرسي المسؤولية ، فبعد وقت قليل ، وفي إطار ما جرى من فوضى احتجاج أيضاً هي مدروسة من ذي قبل ، ومقصودة على خلفية النتائج ؛ سيكون هناك قانون طوارىء شرعي - قد سوّق بمسرحية منظورة المدى للتعامل مع الحراك الشعبي ، ومطالب الناس الملحّة ، وسيعود الشارع الأردني لحكم فساد من نوع آخر ، أقبح من السابق ، مؤداه البيع السريع للوطن ، ولهوية المواطنة العربية بثقافة أقبح مما تناولته في بداية المقال ، ولجعل التفكك الديمغرافي على أساس فئوي جهوي اقليمي يؤمّن للنظام السياسي غطاءً شرعيّاً للجلوس على خلاف لم ينته بعد .... وللحديث بقية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد