سوريا ليست عباءة الانتهازيين !

mainThumb

22-02-2013 03:58 PM

 ما بين العقل التاريخي تفكك ومستقبل يحاكي العمى ، وعلى أساس ذلك لم يعد بمقدور المواطن أن يستوعب أن الجغرافيا والتاريخ هي بعد وجود انسان وانجاز ، فإذا أدار التاريخ ظهره لفئة من البشرية ونسيها ؛ فلا يعني بمكان أن تدير هذه الفئة ظهرها لانجاز الفعل التاريخي ...

 
كان بودي قبل أن يتدخل العدو بادواته الصحراوية المنبت في عمق الوطن سوريا ، أن يسارع النظام السوري بفهم المعادلة سريعاً من خلال ترك الشعب ليعبّر عن رأيه بحرية من خلال رفض الممارسات الفوضوية لفلول النظام للإستهتار بكيان المواطن السوري وضرب انسانيته بعرض الحائط ، وما تعرّض له المواطن السوري من ظلم وقتل وسجن قبل أن يدخل الوطن في ثورة عارمة ليس سببها شعب يتوق للحرية فحسب ؛ بل عصابة حكمت منذ زمن باعتراف مذهب وليس شعب ، واعتراف مرحلة من عدو صهيوني وقع معه بالسّر اتفاقية سلام ومصلحة وبيع شعب وجولان ( كما قيل سابقاً ، فإن كل شبر منها يساوي منجماً من الذهب ) ووحدة لم تكن في يوم من الأيام في عقلية حزب انتهازي مفكك مع أطرافه المجاورة ، وانتهازي زرع له فلول في كل مناظق الوطن العربي - وقد روى الكثير ومنهم صنع الله ابراهيم في روايته بيروت ، فإن كل الانظمة العربية تنزف عهراً لإشعال الفتنة في لبنان ، وقد كانت تنحصر’ في أربعة أنظمة عربية دون ذكرها ، وقد تحدّث على رمضان في كتابه الصراع على السلطة في سوريا وقد بدأها بتفكييك المجتمع إلى طوائف وعشائر واقليمية قد ساهمت بحذر شديد في رسم تاريخ سوريا السياسي والاجتماعي ، وبين السطور عمل على تصفية بعض القيادات الدرزية المنفصلة وتفكييك الدولة من حالة الجمع إلى حال التقسيم البشري الإداري ، وأجهز على الاخوان المسلمين حين حاولوا الانقلاب على نظامه المتقوقع حول مصالحه، والاشقاء الفلسطينيين وقد عزلهم عن كل مناحي الحياة التي تتصف بالتجانس العربي القومي - وككل فإن الانظمة العربية رسمت لطريقها في أن السيطرة على الحكم لها شتى أنواع السياسات ، من أجل السيطرة على عرش النخاسة ، وقهر الشعوب - ونحن نعرف أن التنظيم البعثي ومنذ عام 1963 وهو يتّصف بكامل السرية ، علماً بأن من مبادئه المكتوبة مجتمع عربي موحّد مثالي بنظام اشتراكي ، وهذا لم يكن من حيّز التطبيق في شيء ........
 
لا اتصور بأن أي نظام عربي يسعى لرسم طريق موحّدة لإعادة إنتاج دولة من جديد تقوم على الوحدة والقوميّة الواحدة المتجانسة بين كل فئات المجتمع ، هو يسعى بنفس الوقت لتجذير عوامل الطائفية والعشائرية والاقليمية وهي من رواسب المجتمع التقليدي وهو ما يعيق يقظة الشعوب بالشعور القومي الاجتماعي والاقتصادي وتلك هي الوثائق السرية للحزب غير المعلنة رسمياً !!!
 
عند كل الانظمة العربية وثائق متعارف عليها على غرار ما ذكر سابقاً - فالمعلن هو وجه مضيْ لكل أنظمة الحكم في السياسة فقط وليس التطبيق ، والمخفي هي وثائق سريّة يجب أن يعرفها من يقوم بتطبيقها على أساس تضليل المجتمع - فديماغوجيا السياسات تعتمد على هذا الاسلوب في رسم الضبابية على وجوه كل الشعوب ... 
 
في السابق كنت مع عدم التدخل في الشأن السوري على أمل أن يكون صاحب السلطة بمستوى الفهم في التعامل مع أزمته ، ولكن ومع طرح كل الاحتمالات القادمة ووصول النظام لطريق ’سدّت مع الدماء فقط ، فأنا أعتذر ممن يتعامل ولحتّى هذا الوقت مع النظام على أنه الصواب مما حدث وهو لا يجانب أيّ حد من ذلك ، فأتوقع أن فلول البعث ليست سوى انتهازيّة فقط _ قد تورّمت جيوبها من المال سايقاً ، وقد ردّت القبيح بالقبيح من خلال عباءة لا تمثل سوى جيوب للنفعية العربية - فقد دفع ثمنهم سابقاً من المال فقط كعبيد مرحلة وموتهم سيكون بلا مرحلة بالتأكيد ، فلا يمثل ذلك شعب صامد نبيل كالشعب الاردني والذي لم يقف يوماً موقف خيانة ضدَّ واحد من الاشقاء العرب لا في فلسطينَ ولا العراق ولا سوريا ولا مصر ولا زالت السيوف منسلّة عليه ..... 
لا يوجد مثقف عربي ، بل يوجد انسان عربي متصالح مع نفسه وربه ، ويكفي ترفاً من بعض المفرغين من المطبلين باسم الوطن وحب الانسان ، وبالأخص بعد وصول النظام السوري لمرحلة متقدّمة من الاجراميّة للوقوف معه وأساليبه القمعيّة غير المسؤولة بحق شعب وأطفال وشيوخ ووطن بغض النظر عن الاندفاع باتجاه الادوات المالية في قطر ودول الخليج وتلبيسها ثمن ما يجري - فالعاقل من لا يسمح لأحد التدخّل بشأنه طالما يحتكم للعقل ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد