دائماً هي الساحات العربيّة تكتض بزخم المتناقضات حول فهم المحدَّد في التعامل مع الأزمات الواقعة بين تفاصيل الوطن العربي ، وفي الانصياع لفتاوي الرأسماليين ! أصحاب العمامة البيضاء - ممن يعتلون منبر الرسول الكريم محمد (ص) بعد ان تقفل أمامهم جميع الأبواب في التعامل مع قضاياهم المصيرية ، وليرافقهم بذلك العجز الفكري والسياسي الملقى على كاهلهم رغبة في اعتلاء صهوة الحكم ، وركوب موجة الحضور المعيب للتموضع بداخل المؤامرة على مساحات الوطن السوري ، ولم يعرفوا قبلاً أن معسكر الاستعمار النفعي الذي لا يؤمن بالأيدولوجيا ، ويضعهم بين صراع الثبات الدائم على وفي عرش السلطة - مقابل أن تصفّى كل الدماء العربيّة ؛ لإكمال مشروع الهيمنة السياسية والاقتصادية للمعسكر الامبريالي الأمريكي الصهيوني الروسي بوسائل وأساليب أقرب ما تكون من الاعتراف بشرعية الدين بحق الوصاية لأحادية القوى على العالم بعيداً عن كل التوقعات والاحتمالات والحقائق ..
لم يعد المواطن العربي يطلق العنان أمام عقله لحرية التفكير في فهم ما يجري على الساحة العربية والعالمية - فإذا ما قيّد الإنسان العربي فكره في السماع لرجال العمامة البيضاء في مصر كالعريفي والقرضاوي في الخليج ؛ ليمارسوا شرعنة الجهاد على أرض سوريا التاريخ ، والتي لم تكن يوماً بالرغم من وجود شبهات مكتوبة ، ومواقف سياسية حول نظامها الحاكم - إلا أنها كانت تؤمن بأن هناك عدو محتل قائم موجود ، بحاجة للتعامل معه وفق معطيات المرحلة على أساس حوار ، ولحين ترجمة وعي عربي جماعي غير متنافر في فهم هذا الواقع ، وليصبح بعد ذلك مهمة الشروع بإيجاد وحدة عربية جامعة تعي حجم المؤامرة ، وأبعادها المختلفة .
الاستعمار بدأ ويبدأ في بسط مشروعه الامبريالي من خلال تعميق فهم قاعدة تنحصر في إطار الوعي العربي المحدود في أن الدين ( المعتقد ) هو يجري مجرى الخلاف بين الأمم الضعيفة كالعرب مثلاً ، ولا خلاف غيره ، ولسان حال العدو مسهباً للذين لم يدركوا بعد حرمة الدماء والمؤامرة على سوريا ، وتفكك الشعوب ، وإضعاف كيان وقواعد الوطن ( العرب والمسلمين)- أن بينكم اصوليين ، وحركات دينيّة مذهبية تأخذ مسارها على أساس العداء للجيوسياسية القائمة فيكم كشعوب مختلفة ؟!!! وكأن العرب هدفهم الأوحد هو احتلال مساحة الآخر - السني والشيعي والدرزي والسلفي والمسيحي المتشدد ( الكاثوليكي ) والمسيحي المعتدل والقبطي والاسلامي المعتدل والاسلامي الاقليمي النفعي الذي يؤمن بالمحاصصة وثبات المعتقد في المكتسب والكردي المعولم والكردي المؤمن بحقه وووو الخ ؟! كم من الجنسيات تحتوي الولايات المتحدة الامريكية ؟ وتوصف بوطن الجميع - هل قامت بهذا الشكل على اساس المعتقد ؟ أم على اساس احترام الرأي والراي الآخر ، وبسط القانون ، وحرمة الاقتراب من القتل !!! علماً بانها تمارس القتل في كل مساحات الأرض ؟! لكن السؤال المطروح .... ! أين تمارس الولايات المتحدة القتل والتفكك ؟! بالتأكيد أن الجواب هو عنوان المقال وهو أن اشكالية العقل العربي السياسي تتموضع في حب السيطرة والحكم ، وممارسة الخلاف والاختلاف ولكن من خلال البعد الديني والطائفي والمذهبي والإثني - وكان باستطاعة المكون العربي أن يعيَ ان مفهوم الدين لا يقوم على المحاصصة ، ولا الافتاء بالقتل والجهاد على أرض عربية اسلامية كسوريا أو غيرها - الجهاد فقط هو مع عدو الله - فالارض يورثها الله لمن يشاء ، ويرثها لاحقاً وينسفها نسفاً ، فلم تكن معادلة وجود الانسان على الارض إلا من أجل ما شرعت به عدالة السماء بحقن الدماء ، وإعلاء كلمة الله فقط - وليس افتاء سافر كالذي مارسه العريفي والقرضاوي المتنفعين العابرين للقارات من اجل مصالحهم على حساب دماء العرب والمسلمين ...
القصور في تفاصيل العقل العربي يتموضع بفهم عقيم محدود الفكرة في ان النظام السوري هو القاتل والظالم والقاهر - وقد نسي العربي وتحديداً المتعلم والذي يتصف بحالة من الميكانيكا فقط ، والذي نالت منه إشكالية التعليم في الوطن العربي للعمل بمبدا الانفصاميّة في أن اقصى درجاته وطموحه يتقلّب بين تحصيل العلامات تحديدأ فوضعته بخانة المواجهة مع المجتمع والهدف ؟؟؟!!! سوريا لم تكن فيها الثورة سليمة، ولم تحمل حتى المسمّى ذاته ، فهي عبارة عن فوضى السكارى ) ، ولم تقم على أسس وفهم واعي للقادم - فنقاشي هو للمثقف العربي الروحاني وليس للمتعلم الميكانيكي ...
اقول ( إذا أردت ان ’تقصي أمّة وجغرافيا وتكاملية وانهيار بحجم المشاهد في سوريا ؟! - اجعل الدين مثار خلافهم ) وهذا مما وصلت إليه للحالة العربية وإشكالية العقل العربي بالعموم .... وانا لم أخاطب بهذا المقال المتعلم العربي - بل أخاطب المثقف العربي الروحاني ، والذي ’تلقى عليه مسؤولية تفكك الميكانيكا التي تعصف بحاملي الشهادات المحدودة الحرفية - فالطبيب المتعلم هو كالحرفي الماهر ، والمهندس المتعلم هو كالمزارع المبدع ؟؟!! والفهم من جانب المثقف هو الأجمل وبداخله الحل .... فالمبرر للمتعلم المهندس والطبيب والمعلّم والفني والتقني بالمشاركة ببدعة ما سماه ( مجلس افتاء العمامة البيضاء ، والمتسلقين منبراً هو أطهر من لحاهم بالتأكيد )؟! كالذين ذكرتهم سابقاً ومثلهم في كل دول العالم ؛ فهو ممارسة حقيقية ( ومؤامرة ) لتغييب العقل العربي عن فهم واقعه وتحولاته ، وبالتأكيد هو اسقاط غير منظور لنظام محمد مرسي في مصر ، وذلك بالتمحور تحت فتوى العار بسيل الدماء في وطننا سوريا ؟! فهل لمؤسسة محمد مرسي أن تراجع تصرفاتها المعلنة ، والتي تسقطها منطقاً سياسياً ووعياً ثقافياً تحت غطاء الدين يوماً بعد يوم ؟! والحديث يتبع