وهم الانتصارات العربية

mainThumb

11-10-2013 02:59 PM

أتعجب من هذه الاحتفالات التي تقيمها دول الطوق العربي بتحقيقها للإنتصارات المذهلة على دولة الاحتلال الاسرائيلي !!!

     وانني دوما” أتسائل : كيف للعرب الاحتفال بتحقيق هذه الانتصارات بينما الاحتلال اليهودي لم يزل قائما” جاثما” ورابضا” على كامل الأرض الفلسطينية من النهر الى البحر ؟!  وكيف للعرب الاحتفال بهذه الانتصارات بينما الاحتلال الاسرائيلي يقوم ببناء المستوطنات وبقتل الأبرياء واعتقال النساء وممارسة كل أنواع الاجرام على أرض فلسطين !!!

       وكيف للعرب الاحتفال بتحقيق هذه الانتصارات المزعومة والاحتلال الاسرائيلي يمتلك من الأسلحة الحديثة والفتاكة والتدميرية ما يعطيه الامكانية والقدرة لغزو العرب وابادتهم ومحوهم عن الوجود خلال ساعات قليلة ، وربما في دقائق معدودة !!!

          العقل والمنطق يقولان : بأن من يحتفل بتحقيق النصر والنجاح فهو يمتلك القدرة لتكراره مرات عديدة كلما طلب منه ذلك ، فهل لدى أي„ من العرب المحتفلين بتحقيق هذه الانتصارات وحتى من غير المحتفلين القدرة على تكرار هذه الانتصارات المزعومة ، ولو لمرة واحدة فقط ؟

       عجبا” للجيش المصري وهو يحتفل هذه الأيام بتحقيق نصر اكتوبر المزعوم على جيش الاحتلال الاسرائيلي ، بينما يقوم بقتل الشعب المصري وبسلبه حريته وارادته ، تنفيذا للمخططات الاسرائيلية والأوامر الامريكية  !!!

    عن أي نصر يتحدث هؤلاء المحلقون في الوهم والخيال ؟ وفي الحقيقة فإنني لا أدري ما الذي جعل اليهود يغضون الطرف عن احتفالاتهم ، وكيف سمحوا لهم بالاحتفال بدحرهم وسحقهم وبتمريغ وجوههم بالتراب ، وهم الذين ملكوا القوة والمال والسلاح الفتاك والقوة الضاربة والمبادرة لشن الحروب ولسحق الجيوش العربية مجتمعة ؟

     فلماذا يسكت اليهود عن هذه الاحتفالات العربية بتلقينهم الدروس ودحرهم ؟ لم أجد الجواب الشافي على هذا السؤال ، ولكن الواقع العربي كان دوما يقول : بأن العرب يتوقون لتحقيق الانتصارات !!! ولم يحتفل العرب بهذه الانتصارات الوهمية مع شعوبهم لأضطروا  للبحث عن الانتصارات التي قد تكون حقيقية على الأرض ...  ما أجمل هذا الواقع العربي للمحتلين اليهود!  وكأني بلسان حال اليهود اليوم يقول : دعهم يسبحون في الأوهام ويحلقون في الخيال البعيد ... هم يحتفلون بانتصاراتهم علينا ، ونحن نقتل ونحتل ونعتقل ونفعل كا ما نريد  ...      إذن فلا ضرر من إحتفالات أصدقائنا العرب  ـ دعهم  بحتفلون كما يروق لهم  ـ ولولا الخشية من التسبب في إحراجهم أمام شعوبهم المسكينة ، لأحتفلنا وأنشدنا وغنينا معهم !
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد