عودة الصعاليك
مساء الخميس الماضي قمت بزيارة للحاج أبو نادر، وهو رجل تجاوز العقد السادس من عمره واليوم يسكن وحيدا” عقب وفاة زوجته ثم هجرة أبناءه له خلال سعيهم لطلب الرزق والبحث عن الحياة الكريمة والسعيدة .
طرقت باب أبو نادر فرد بلهفة وصوت قوي : الباب مفتوح يا رجل ، ادخل يا أبو زيد ، ادخل ، وبعد أن دخلت بيته هم بالوقوف فرفضت ذلك ثم أسرعت للسلام عليه ، في هذه اللحظة كان الحاج أبو نادر مسترخيا” حول مدفاته ( الفوجيكا ) ، وكان منهمكا” في متابعة المسلسلات البدوية على إحدى القنوات الفضائية المخصصة لهذا النوع من المسلسلات ، وبعد عبارات الترحيب المتواصلة وعقب تجهيزه لكوبين من الشاي الساخن ؛ بدأ في رواية قصصه المثيرة وتقدبم تجاربه الطويلة وسرد كل حكاياته ومشاهداته .
خلال انصاتي له واستماعي لرواياته ولقصصه استشعرت حاجة أبو نادر الماسة لطرد الصمت والسكون الذين أطبقا على حياته ، كما استشعرت حاجته القوية لكسر الروتين والملل بعد أن خيما على بيته لزمن طويل ، وبعد ساعتين من استماعي لما يقول استذنته بالمغادرة ، ولكنه رفض طلبي بشدة ، ثم رجاني البقاء لساعة أخرى ، في تلك اللحظة نظرت اليه فرأيت الدموع وهي تنهمر من عينيه ! حاولت استقصاء سبب هذه الدموع فقال لي : لقد تذكرت السنوات المشرقة من عمري ومن حياتي ، ثم تذكر اللحظات السعيدة يوم كانت الأسرة وزوجتي وأبنائي من حولي ، ثم قال ; وأنا اليوم وحيدا” وليس من أنيس بعد الله سوى أصوات الرعد والرياح والمطر المنهمر ...
وفي محاولة لقلب موجة الحزن ؛ قلت له : يبدو بأنك مغرم بمتابعة المسلسلات البدوية في هذه الأيام ! فما سر هذا التعلق بهذه المسلسلات يا ترى ؟ فقال لي : نعم كلامك صحيح ؛ لقد تابعت الأخبار العربية ولسنوات ولعقود طويلة ، حتى أصبت باليأس وشعرت بالاحباط الشديد من حال هذه الأمة والتي تسير وتمضي بسرعة الصوت من السيء إلى الأسوأ ! لذا فقد قررت ومنذ سنتين الاكتفاء بمشاهدة القنوات البدوية فقط ! ولكنني استئذنته لتبديل المحطة لكي نشاهد آخر أخبار الطقس في المنطقة ، ولنتعرف على تأثيرات العاصفة ( اليكسا ) على الاردن وعلى دول الشرق الأوسط .
في نشرة الأخبار شاهدنا الأحوال الجوية العنيفة وتساقط الثلوج بكثافة ، ثم شاهدنا النساء والشيوخ والأطفال السوريين وهم يستغيثون في بيوتهم المهدمة وفي خيمات لجوءهم المنتشرة تحت ضغط الثلوج والمطر والبرد الشديد ، وعندها ردد أبو نادر بكل ألم وحرقة ولأكثر من مرة : لا حول ولا قوة الا بالله ... وبعد هذا الخبر الحزين عن الأخوة السوريين والمهجرين من أوطانهم ، ورد في النشرة خبر آخر ويظهر مداهمة مياه الامطار والسيول الجارفة لأحياء غزة الفقيرة والمكتظة والمحاصرة من قبل الأعداء والخونة والعملاء ، وعندها انتفض أبو نادر من فراشه ثم صرخ وبغضب شدبد : لا جلوس حول المدافئ بعد اليوم ! ثم حمل مدفأته وقذف بها إلى خارج المنزل ، وبعد ذلك صرخ وبأعلى صوته : أبو نادر حول المدفأة وأطفال العرب يرتجفون ! أبو نادر جالس في بيته والفقراء يحاصرون ويغرقون ويموتون ! لا عشت إن جلستي حول مدفأتي وفقراء أمتي تداهمهم السيول ومياه الامطار والثلوج ويصرخون ويستغيثون وليس من مجيب ...
ثم قام إلى بارودته الانجليزية ثم أخرجها من مخبئها السري ، وعندما سألته عما ينوي فعله ؛ أجاب : منذ هذه اللحظة أنا الصعلوك المتمرد على واقع العرب المخزي والأليم والحزين ! أنا اليوم الصعلوك العربي الذي سيسطو على مليارات العرب المجمدة والمكنوزة ، أنا الصعلوك العربي الذي سيسطو على أرصدة العرب المتروسة في بنوك الشرق والغرب بلا جدوى ، سأسحب هذه المليارات العربية من تلك النفوس الصدئة والشحيحة، لأساعد المهجرين ولأطعم الأطفال والفقراء ولأتكفل الأرامل والأيتام والمحتاجبن من أبناء هذه الأمة الحزينة والبائسة ، ثم خرج مسرعا” من بيته وهو يصرخ : أيها الأغنياء ؛ أنا قادم اليكم ! أيها الأثرياء والبخلاء ؛ انتهى اليوم عهدكم فلقد جاءكم الصعاليك ليؤدبوكم ، لقد جاءكم أحفاد أبن الورد وابن الريب والسليك والشنفرى !!!
ثم هرولت خلفه محاولة اقناعه بالعودة إلى بيته ولكنه رفض بشدة ثم قال : أنا اليوم صعلوك من صعاليك العرب الأحرار وسانطلق لجلب الأموال للفقراء ولاسترجاع الحقوق المهضومة للبوساء وللمسحوقين من أمتي ، فأن أحببت أن ترافقني فاتبعني وإلا فارجع إلى حيث بيتك ودفئك وفراشك ...
أحسست بالندم الكبير عندما طلبت مه بتبديل قنواته من البدوية إلى الاخبارية ، وعندما وصلت إلى الببت قمت على الفور بتشفير جميع القنوات الاخباربة وأبقيت على القنوات البدوية فقط !!! فقد ثبت بأن القنوات الاخبارية قد تؤسس لعودة ظاهرة الصعاليك والثوار والمتمردين من هذه الأمة المنكوبة والمنهوبة ، وشبابنا العربي اليوم هم أمام ثلاث خيارات وهي : مشاهدة القنوات الاخبارية والتي ستخرج منهم ثوارا” ومتمردين وصعاليك ، والقنوات الخلاعية التي ستخرج منهم منحرفين ومائعين ومخانيث ، والقنوات البدوية والتاريخية والايمانية والتي ستعيدهم الى الزمان المشرق والمضيء للآباء والاجداد ، حيث هي العادات الراسخة والتقاليد المغروسة والماضي العريق ...
سطو على متحف اللوفر وسرقة مجوهرات من مجموعة نابليون
وفد أممي رفيع يزور الأردن لتعزيز التعاون التنموي
نمو تسهيلات الأفراد بالربع الثاني 2025 وعمّان تتصدر القيمة
الحوثيون يحتجزون 20 موظفاً في الأمم المتحدة
مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الغويري والخلايلة وأبو صعيليك
فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية الاثنين
شهداء وجرحى بينهم أطفال بقصف على الزوايدة وخان يونس
افتتاح دورة الاستراتيجية والقيادة العليا في كلية الدفاع الوطني
خسارة منتخب الشابات للكرة الطائرة أمام هونغ كونغ آسيويًا
كلية الدفاع تنظم برنامج الحوار الاستراتيجي لمحاضري مادة العلوم العسكرية
الأوقاف: 20 دقيقة مدة الانتظار بين أذان الفجر وإقامة الصلاة
الصراع السيبراني بين تل أبيب وطهران
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية