قبل أن تقولوا : آمـين !‎

mainThumb

08-02-2014 01:39 PM

تساؤلات وتأويلات الناس عن سبب أنحباس الخير وتأخر الغيث وانقطاع المطر قد زادت في هذه الأيام ، ويعلم الجميع بأن فصل الشتاء لهذا العام قد جلب البرد والريح والصقيع والقليل  من الثاج والمطر !

          ونظرة سريعة لواقعنا السيء الذي نحن فيه ستجيب على كل هذه التساؤلات عن أسباب انحباس المطر ؛ فلو سألنا أغلب مزارعينا اليوم : هل تتصدقون وتزكون كما أمركم الله ؟ أم أن شغلكم الشاغل هو : توجيه الصناديق وخلط المحاصيل وغش وخداع الناس ، وإن جدث وسألكم المحتاجين قدمتم لهم الخبيث والأسوأ !!!


             ولو سئلنا أغلب تجارنا اليوم : هل سهلتم على الناس ويسرتم على الناس واقتنعتم بالقليل وسامحتم وتسامحتم ؟ أم أن شغلكم الشاغل هو : الايقاع بالزبائن بإطلاق الايمان الكاذبة والغش والخداع والاستغلال والاحتكار !!!


          ولو سألنا كثييرا” من موظفينا اليوم : هل أخلصتم في عملكم وصدقتم مع ربكم وساوىتم في المعاملة بين جميع الناس  ؟  أم تهربتم وخادعتم ونافقتم وتحايلتم ومررتم كما بحلو لكم وزورتم وارتشيتم !!!


            ولو سألنا أغلب مسئولينا اليوم : هل أديتم الأمانة وأخلصتم النية وتوخيتم الحق ؟ أم ساقتكم الأهواء وتقاعصتم عن الواجب وتكبربتم على العامة وخنتم الأمانة  !!!


               لا شك بأن الخير باق„ في أمتنا العربية والاسلامية ، ولكن الخيرين اليوم قلة ، والشرفاء اليوم قلة ، والصادقين اليوم قلة ...


 عم الفساد وساد الظلم وانتشر القتل والجريمة وانعدمت الغيرة وشاعت الرذيلة وذهبت الرجولة وتحكمت في نفوس الناس المادة والأهواء والأنانية ! واصبحت عقيدة الكثيرين اليوم : أن أشبع ويجوع غيري ! أن أحيا ويموت غيري ! أن أصعد ويسقط غيري ! أن أثبت وينتهي غيري !


              ولا ضرر اليوم لو عبد الشيطان هناك في عمان ؛ فأنا هنا أصلي ! ولا ضرر لو أحرق مئات الآلآف من المسلمين في مينامار ؛ فأنا في العمرة ألبي ! ولا  ضرر لو ذبح العربي في مصر وفي اليمن وفي العراق وفي سوريا ولبنان ؛ فأنا هنا قائم وصائم لربي ! ولا ضرر لو مات العربي من الحصار والظلم والجوع والفقر والحرمان  ... فأنا هنا : قرير العين ، متخم البطن ، صافي الذهن آمن ...

           قبل أن ترفعوا أكفكم الى السماء : هذبوا النفوس والعنوا المنكر وحاربوا الفساد والفاسدين ; وقبل أن تطلبوا الغيث من ربكم ؛  أغيثوا اخوانكم المحاصرين والمنكوبين والمشردين ولا تستغلوا الهاربين والهاربات واللاجئين واللاجئات من اخوانكم ، وقبل أن تسألوا الله الخيرات  : تذكروا المحرومين والجائعين وانصروا المظلومين وأغيثوا المشردين ...  ثم أطلبوا من ربكم كل شيء وارفعوا أيديكم وقولوا  : آمـــــين ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد