الديمقراطيات المزيفة

mainThumb

01-05-2014 01:20 PM

في ظل الديمقراطيات الحقيقية قدم كثير من الرؤساء ومن رؤساء الوزارات إستقالاتهم لوجود تقصير„ أو إهمال„ ألحق الأذى بالمواطنين وعطل مصالحهم ...

                وعلى سبيل المثال : قبل عدة أيام إستقال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لشعوره بالمسئوليته الأخلاقية والادبية عن موت أكثر من خمسين طالبا” كوريا” بعد غرق العبارة التي كانت تقلهم ، والأمثلة على استقالات الرؤساء والوزراء ورؤساء الوزارات في الديمقراطيات الحقيقية هي كثيرة ولا مجال لذكرها ...

               ولكن وبنظرة سريعة„ لواقعنا العربي نجد الأمر مختلف تماما” ، فالمسئول العربي يتشبث بكرسيه حتى الممات ، ومنذ اليوم الأول لتوليه المنصب يركز المسئول العربي جهوده لإقناع الشعب بهذه الأشياء : أن الايمان لن يكتمل حتى يوقنوا بأنه الهدية الربانية والآية الإلهية والقدر السماوي المحتوم ، وبأن الأمن والإستقرار والمستقبل والإستمرار مرتبط„ بوجوده ومرهون„ بإستمراره !

                  بعد الانقلاب العسكري الدموي على ارادة المصريين ، وبعد حرق المعتصمين وقتل آلآف المتظاهرين وبعد الإعتقال التعسفي لجميع المعارضين  ، يحاول الانقلابيون في هذه الأيام تمرير إنقلابهم الدموي من خلال مسرحيات انتخابية هزلية لخداع الشعوب وللتحايل عليهم ، وهي المسرحيات المحسومة سلفا” لصالح زعيم الانقلابين المتعطش للسلطة بأي ثمن !

                 قبل الثورات العربية كانت الانتخابات الرئاسية العربية تجري على شكل استفتاءآت محسومة لصالح بقاء الرئيس الفلاني على رأس السلطة في بلده ، ولكن اللعبة الإنتخابية قد تبدلت في هذه الأيام ، ودخل المشهد الانتخابي بعض  المتبرعين ( المرشحين ) ليكتمل المشهد الديمقراطي المزعوم ولتتم الأدوار المرسومة ؛ وفي الحقيقة فإن بقاء الرئيس الجزائري العاجز والمريض على رأس الحكم في ولاية رئاسية رابعة ، قد شجع الكثيرين في عالمنا العربي إلى عدم الإكتراث لمطالب الشعوب بالقبول بمبدأ تداول السلطات ، كما شجع البعض الآخر على عدم الإلتفات للمطالب المحقة للثورات العربية المطالبة بالحرية وبالديمقراطية الحقيقية ،

             واليوم نرى الحكام العرب وهم يتحولون بسرعة„ من لعبة الاستفتاءآت المحسومة إلى لعبة الانتخابات المرسومة ، وهي اللعبة التي يشارك فيها بعض الممثلين والمطبلين والمغمورين ، ولكن البطل دوما” واحد ووحيد ويصفق له الجميع قبل الانتخابات وبعدها !

             لن تنجح ديمقراطياتنا العربية بشكلها الهزلي الحالي ، وسوف تقود الأمة تهبط بالدول العربية إلى مزيد„ من التخلف والإنحطاط والفساد ، وستكون  النتيجة الحتمية هي : هدر للمال وإضاعة للجهد والوقت ، والبقاء ضمن الدول المهيأة بقوة„ للفتن وللنعرات وللثورات والتشرذم  ، وبالنتيجة فلن تقدم هذه الديمقراطيات الشكلية والهزلية شيئا” يذكر للشعوب العربية على طريق تخقيق الحرية والمساواة والحياة الأفضل ، وستبقى الديمقراطيات الشكلية والزائفة مجرد لعبة„ ومسرحية„ للالتفاف على المطالب المحقة للشعوب العربية ، ووسيلة” لتبرير البقاء الدائم على رأس السلطات لأطول فترة ممكنة  .

                بعد السطو المسلح على البيوت ، وبعد تحطيم الأبواب وبعد خلع الأقفال ، وبعد النهب والسلب للموجودات ، يقدمون على تركيب الأبواب على مزاجهم ، ويبدلون الأقفال لتناسبهم ، ويخرطون المفاتيح على مقاسهم ؛ ويظهرون أمام الجميع وكأن شيئا” لم يكن ؟! هذه لعبة قد انكشفت ولن تنطلي على الجميع ، وقد ينخدع فيها بعض الناس لبعض الوقت ، ولكنها لن تستطيع أن تخدع كل الناس لكل الوقت .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد