تحجرت العقول فقتلت بتول

mainThumb

04-05-2014 02:12 PM

 جاءت شريعتنا الاسلامية لتكمل الأديادن السماوية التي سبقت قدوم الاسلام ، ولتكمل البناء الذي شيده الأنبياء تباعا” ، ولتضيف للرسالات السابقة إضافات أهلت الاسلام ليكون خاتمة” الأديان السماوية والذي يخاطب العالم أجمع  .


 فإلى دعاة الحوار والتقريب بين الأديان نقول لهم : الأجدى بالذي إبتعد عن المتوالية الربانية بأن يقترب ، والأحرى بالذي تقوقع في مكانه بأن يتململ ويلحق بالركب الإيماني وبالنور الرباني  ، والأولى بالذي تراجع وأنكفئ بأن يتابع المسير ، ولا يمكن للمسلم أن يرتد ويعود الى الورراء في خبر السماء ، فنحن على الخبر السماوي الأخير ماضون وسائرون ، وليعلم الجميع بأن إيمان الإنسان المسلم لن يصح ولن يكتمل حتى يؤمن بكل الرسالات والكتب السماوية التي سبقت الاسلام ، وأن إيمان المسلم لن يثبت أو يستقر حتى يؤمن بكل الرسل والأنبياء السابقين لرسالة الإسلام ودون تفرقة بينهم بالابمان .


 قال تعالى في سورة البقرة :  قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون .


وقال تعالى في آية أخرى من سورة البقرة : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه .


وقال تعالى في سورة آل عمران  : قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون  ( صدق الله العظيم ) .


أيها الأخوة لقد انتشرت ومنذ سنوات طويلة„ ظاهرة خطيرة وهي : تهديد وتعذيب وقتل المعتتقين الجدد للإسلام لكي يتراجعوا إلى الخلف ؛ والظاهرة الأقوى اامنتشرة كانت الاسترجال والإستقواء على المسلمات الجدد لضعفهن وقلة حيلتهن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،  وقد تفشت هذه الظاهرة عند ذوي العقول المتحجرة والمتقوقعة والنفوس المتعالية والمتعجرفة والقلوب الخالية من الإنسانية والإيمان والتي لا زالت تفكر بعقلية القطيع .


وقد نسي كل هؤلاء أو تناسوا بأننا نعيش اليوم في زمن الانترنت والفضائيات والإنفتاح الهائل وفي عصر العولمة وسرعة الوصول إلى المعلومة أينما كانت ،  ولا مجال لحجب الحقائق عن الآخرين ، وغاب عن المتحجرة عقولهم وقلوبهم بأن القلوب هي بين يدي بارئها ويقلبها كيفما شاء ، ونسي هؤلاء بأن الحق واحد وساطع وأبلج ، فإن غاب هذا الحق عن البعض فلن يغيب عن الجميع .


ودور الانسان العاقل بأن يرمي بمعلومته وأن يقدم برهانه وحجته ، فإن أنكر الشخص المقابل كلامه إنسحب بأدب وقال : لكم دينكم ولي دين.


ولا أدري كيف يلجأ الإنسان لقتل أخيه الإنسان ليعدل فكره وليبدل دينه ؛ هي منتهى الوحشية والإجرام  والجهل والطيش والبطش  ... وكلنا يعلم بأن الإنسان البالغ والعاقل والراشد سيقف وحيدا بين يدي ربه ليحاسب عن نفسه وعن كل ما قدمه في دنياه وأخره ، ولن يحاسب عنه والديه ولا أخوته ولا أقاربه ولا عشيرته ، فلا أدري لماذا الإقدام على تعذيبه وقتلة !!! إنها الوحشية والجاهلية والتقوقع والإنطواء والتحجر ، والجميع يعرف قصة نبينا نوح عليه السلام عندما خاطب ابنه البالغ والعاقل والراشد بقوله : يا بني اركب معنا ، ولكن الإبن رفض نصيحة والده في الصعود الى السفينة ، وعندها لم بهدده نبينا عليه السلام ولم يحاول إبذآءه وقتله ؛ ولم يدعو عليه بالهلاك ، ولكنه سأل الله له الهداية ووكل أمره لخالقه ولربه .


لقد كثرت في السنوات الأخيرة قصص فضيعة لتعذيب وتهدبد وقتل المعتنقين الجدد للاسلام في بلدنا ، لذلك أقترح على المسلمين الغيارى على دبنهم والمدافعين عن عقيدتهم والمناصرين لأخوتهم في العقيدة العمل على تأسيس جمعية دينية بإسم : ( جمعية المؤلفة قلوبهم ) وتتلخص مهامها بتوفير الحماية والرعاية والدعم والمساندة والأمن والأمان للمسلمين الجدد ، بالاصافة لتثبيتهم  على دينهم ولتعليمهم أصول دينهم وعقيدتهم ، ثم التكفل بحاجاتهم وبما يلزمهم حتى تستقر أمورهم الدينية والمعيشية والحياتية ، والتمويل لهذه الجمعية من أهل الخير ومن المتبرعين والمتصدقين ومن زكاة المسلمين ،  وكلنا يعلم بأن أحد الأبواب الشرعية لمصاريف الزكاة هي : الإنفاق على المؤلفة قلوبهم وهم : المعتنقون الجدد لدين الله .


وندعو الله بأن يثبتنا على الإيمان ، وأن يميتنا على الإسلام ، وأن يجعلنا من أهل الخير ومن الدالين عليه ، وأن يعيننا  على عبادته وعلى نصرة عباده وأولياءه ، وندعو الله بأن يتقبل شهيدة الاسلام : بتول حداد في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد