ستكرر الهدنات وستطول المفاوضات

mainThumb

11-08-2014 10:10 PM

 بعد عقدين متواصلين من المفاوضات المارثونية الشاقة والطويلة ين الفلسطينين واليهود ، لا زالت القدس محتلة ، ولا زالت المقدسات  بأيدي البهود ، ولا زالت الأرض الفلسطينية تتعرض فيىكل يوم„ للقضم والمصادرة والإستيطان والتهويد .


          عبر التاريخ لم تقدم المفاوضات والإستجداءآت شيئا” من الحقوق المغتصبة ؛ بل كانت فرصة المحتل والغاصب لكسب الوقت ولثبيت وترسيخ إحتلاله ووجوده وواقعه ؛ وشكلت المفاوضات طريقة ناجعة للإيقاع بالضخية المسكينة وإستدراجها لمزيد„ من السلخ والذبح والتقطيع .


            وعلى سبيل المثال : قبل معاهدة أوسلو ؛ كانت الضفة الغربية قطعة واحدة وخاصعة لقرار الأمم المتحدة : 242 ، وبعد توقيع  أوسلوا بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ؛ قطعت الضفة الغربية إلى كنتونات صغيرة متناثرة ويخضع 18% منها لإدارة السلطة الفلسطينية ، بينما يخضع 21% منها الى الإدارة المشركة بين السلطة الفلسطينية وببن الإحتلال اليهودي ، هذا هو كل ما حققته المفاوضات الجارية بين الفلسطينين وبين اليهود خلال أكثر من عقدين متواصلين من الزمان !


            وبعد أن فشل العدوان الإسرائيلي على غزة في تحقيق أي من أهدافه المنشودة ، يحاول اليهود والغرب وبعض العرب المتصهينين إستدراج المقاومة الفلسطينية إلى متاهات من خرائط الطريق  وإلى مفاوضات عبثية„ لا تنتهي ، الرجولة والإستكانة نقيضان والعروبة والخنوع ضدان والإسلام والإستسلام لم ولن يلتقيان ؛ هذا هو إبمان الرجال الرجال والأبطال الأبطال من أمتنا العربية في كل زمان : ( وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) ؛ ( وللحرية الحمراء باب بكل يد„ مضرجة يدق ) :
( وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) .


            عند النظر إلى واقع المفاوضات الحالية الجارية في القاهرة للفلسطبنين والخانقة للغزيبن والمتربصة بكل أحرار وشرفاء الأمة ، سنجزم بأن هذه المفاوضات العبثية لن تقدم للأخوة الفلسطينين أكثر من فتح المعبر الحدوي المصري المغلق بأوامر إسرائيلية ، بعد الإتفاق على غرس حفنة من العملاء على مداخله ومخارجه ؛ وخلال هذه المفاوضات ، سيقول المفاوضون الفلسطينيون : نريد مطارا” دوليا” ؛ وسيسألهم  الإسرائيلون : ما شكل هذا المطار ؟ وكم سيكون طوله وعرضه وإرتفاعه ؟ ! إلى أن يسألوهم أخيرا” : ما هو لون الطائرات المستخدمة في هذا المطار ؟ وكم هي قوة محركاتها ؟ وكم راكبا” تتسع ؟ وما هي جنسية الطيارين ؟ وما هي جنسية المضيفين ؟ وكم هي أعمار الركاب ؟ وما هو منشأ الطائرات ؟ وما هي ماركة العجلات ؟  ... إلخ
 وسيقول المفاوضون الفلسطينيون : نريد ميناء” بحريا” لغزة ؛ وسيسألهم اليهود : ما هو شكل هذا الميناء الذي تريدون ؟ وما هو طوله وما عرضه ؟ وما لون السفن والقوارب المستخدمه فيه ؟ وما هي سعة محركات هذه السفن ؟ وكم هي حمولتها ؟ وما هي جنسية ربانها ؟ وما هي نوعية البضاعة التي ستدخل وستخرج من هذا الميتاء ؟ وما هي الطيور التي ستحوم فوق هذا الميناء ؟ وكم هي أعمار الركاب الذين سيدخلون وسيخرجون عبر هذا الميناء !!! ....  وهذا يعني بأن هذه المفاوضات التي تجري بين الفلسطينين والسفاحبن وبرعاية من المتأمرين لن تحقق شيئا”  ، وستدوم لعقود طويلة ؛ وسيماطل اليهود في كل صغيرة وكبيرة ؛ حتى يتمكنوا من جلب المفاوض الواقعي اللين والسهل والذي يقبل بأي أي شيء ويوقع على كل كل شيء !!!


            إن المكر والخداع والخبث والمراوغة والمماطلة والتسويف والبخل وإكل حقوق الآخرين والحرص على الحياة ؛  هي صفات راسخة ومتأصلة في طباع ونفوس اليهود ؛ وقد ذكرها القرآن الكريم في كثير من الآيات كما في قوله تعالى :
 وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد