الغرب والعرب وإيران .. ‎

mainThumb

07-11-2014 02:23 PM

قيادات الشيعة في ايران صرحت وفي أكثر من مرة : لولا المساعدة الايرانية لما تمكنت اميركيا من احتلال أفغانستان بالسهولة التي شاهدها العالم ، وقالوا أيضا" : لولا  مليشيات بدر ومليشيات الصدر الشيعية ولولا .... ولولا تحييد الدولة الايرانية لشيعة العراق عن مقاومة الأميركان بالفتاوى الصادرة من مرجعيات الشيعة لما سقطت بغداد بأيدي الامريكان بتلك السهولة التي شاهدها العالم .

 والحقيقة التي نشاهدها اليوم تقول : لولا المال والسلاح الايراني ، ولولا الميليشيات الشيعية التي تقاتل الثوار في سوريا ؛ لأنتهى النظام السوري منذ مدة طويلة ، ولحصل الشعب السوري على الحرية المأمولة والعدالة والديمقراطية والأمن والأمان منذ سنوات ، ولتجنب المزيد من الويلات والمجازر والقتل والتهجير والدمار ، ولولا التدخل الايراني في اليمن لثبتت لما نمت الطائفية في اليمن ولنجحت العدالة والديمقراطية في اليمن .

            لقد ادرك اليهود والأمريكان وكل المستعمرين بأن الشيعة وبعقيدتهم البعيدة عن الحاضر وبنظرتهم المتوقعة  والمسلطة على الفتن وعلى المآسي والتي حولت حياتهم اليومية لمسلسل دائم من التباكي واللعن واللطم والحقد وانتظار الثأر من أبناء قتلة الحسين ومن أبناء سالبي الخلافة من علي رضي الله عنه حسب ادعاءتهم وتخيلاتهم  .... هم الافضل لتنفيذ المخططات الصهيونية ولتمرير الاهداف الاستعمارية في المنطقة العربية وفي العالم أجمع ، كما وجدوا بأنهم الافضل لزعزعة رسوخ العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس المسلمين  ، وبأنهم الأفضل لتشويهها في عيون العالم أجمع ...

         فلولا عقيدة الإمام المعصوم والذي يأمر فيطاع لما حيد الشيعة الأفغان وشيعة العراق عن قتال الأمريكان المحتلين الغازين والمحتلين لبلادهم  ، ولولا عقيدة اللعن والشتم الدائم لامهات المسلمين وللصحابة الكرام الأبرار ، ولولا التشكيك الشيعي الدائم في صدقية السيرة النبوية وفي تاريخ الإسلام وكمال القرآن ؛ لما تجرأ  الغربيبن ولا الشرقين ولا الاقباط المصريبن على الاساءة لرسولنا الكريم ولصحابته الكرام ولامهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين .

         المشكلة عند بعض المثقفين المحسوبين على أهل السنة تتمثل في وقوعهم في فخ المقارنات المغلوطة والمضللة ، وهي المقارنات التي ستفضي لنتائج مغلوطة وخادعة ومضللة  ، وعلى  سبيل المثال : كثير من الناس العاديبن ومن بعض الكتاب المبتدئين ؛ يذكرون دائما” دولة إيران الشيعية ويعددون منجزاتها على أساس أنها منجزات للمذهب الشيعي نفسه والذي تتبناه هذه الدولة الشيعية ، ثم يقارنون هذه المنجزات بما قدمه ويقدمه نظام عربي إو اسلامي معين وعلى أساس أن هذا النظام هو  الممثل للمذهب السني ، وسرعان ما يخرجون بالتصفيق الحار للشيعة ولدولة إيران ، ثم يقومون بكيل التهم المتعددة للمذهب السني ولأتباعه وينعتونهم بالتخلف وبالتبعية وما شابه ذلك ، وهذه المقارنات الخاطئة والمغلوطة قادت الى هذه النتيجة هي الإستنتاجات الخاطئة والمضللة والبعيدة عن الواقع .

         فإيران اليوم والتي تتبنى المذهب الشيعي الجعفري وتبشر به وتدافع عن أتباعه  ، هي دولة لها أهدافها البعيدة والتي تسعى من خلالها لاعادة الحضارة الفارسية القديمة والى التوسع والتمدد في المنطقة عن طريق تشيع الناس لضمان تقديمهم الولاء المطلق والطاعة العمياء للمرجع الإيراني الجالس في قم ؛ هذه هي أهدافهم والتي يجتهدون ليلا ونهارا لتحقيقها ، ولكن وفي مقابل هذا الفكر الإيراني ، فلا يوجد أي نظام عربي أو إسلامي يطبق المذهب السني ويتكفل برعايته ونشره وتوفير الحماية لأتباعه كما فعلت وتفعل إيران مع أتباع المذهب الشيعي ، وكذلك فلا يوجد نظام عربي أو إسلامي له أهداف مرسومة لبناء القوة والاستقلال الحقيقي أو التوسع لاعادة المجد العربي والحضارة العربية البائدة بالاعتماد على المذهب السني وعلى تسنين الناس كما فعلت ايران ، فأنظمة العرب اليوم وكما يعرف الجميع فإنها أنظمة مشلولة وعاجزة ومسلوبة الإرادة ، ولا يعنيها في يوم„ من الأيام ارجاع الحضارة العربية والمجد العربي ، ولا يعنيها نشر المذهب السني ، ولا يعنيها نصرة المذهب السني ولا توفير الحماية لأتباعه ؛ وقد شاهدنا لا مبالاة هذه الأنظمة العربية والاسلامية  وهي ترى المجازر التي تعرض لها أهل السنة في فلسطين وبورما وأفريقيا الوسطى وفي كثير من دول العالم العربي والإسلامي  ...

         ولكن ايران الدولة كانت جادة  لبلوغ أهدافها وكانت متكفلة وراعية للمذهب الشيعي وحامية لاتباعه في هذا العالم .  أما الذي نراه من المساعدات الايرانية لبعض من الحركات الجهادية السنية في فلسطين فما هو الا محاولات إيرانية لتلميع الصورة الإيرانية في نظر المسلمين السنة ، سعيا” منها لتسويق التشيع وتمهيدا” منها لإعادة النفوذ الفارسي في المنطقة وفي العالم .

 إيران اليوم تمددت في العراق وسوريا واليمن ، وستتمدد في البحرين وقد تتمدد في السعودية إذا تهيأت الظروف لها ، ويساعدها لتحقيق ذلك غباء وضعف الأنظمة العربية وتبعبتها المطلقة للغرب  ، ويساعدها المجتمع الدولي بعد أن تم الإتفاق على تقاسم الثروات ومناظق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بين الغرب الاستعماري وايران واسرائيل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد