حيرتني هذه الأمة
منذ نصف عام تقريبا وأمي المريضة ـ عافاها وعافاكم الله ـ تتنقل بين المستشفيات وبين البيت .... ولكن ؛ ورغم حزني الشديد على مصابي بأمي المريضة ؛ فلا زالت فاجعتي بأمتي هي الأشد والأقوى !!! لا زالت فاجعتي بأمتي هي الأشد والأقوى !!!!
في أكثر من مرة دخلت أمي المريصة لغرفة الإنعاش في مستشفى الرمثا الحكومي ؛ ورقد على الأسرة المجاورة شباب سوريون في مقتبل أعمارهم ؛ كان أغلبهم في حالة موت سريري بعد تعرضهم لإصابات مباشرة من رصاص قناصة ، وبعد تعرضهم لشظايا متطايرة من قنابل أو صواريخ أو براميل متفجرة .
وفي القسم المخصص لعلاج الأخوة السوريين شاهدت شبابا وصبية وأطفالا فقدوا كل أطرافهم !!! كانت المشاهدات الفضيعة كفيلة بأن تنسيني كل أحزاني وكل مصابي بأمي الراقدة في غرفة الإنعاش !!!
مكانة الأم عظيمة في الحياة وهذا لا شك فيه ، ووصايا رب العالمين بالوالدين كثيرة جدا ، ووصايا نبينا الكريم بالاباء وبالأمهات تكررت في أكثر من مرة ، ومنها وصيته الشهيرة عليه الصلاة والسلام : ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) ...
قبل ثمان سنوات تعجبت أنا من نفسي ... وتعجب كل من حولي وهم يشاهدون دموعي الغزيرة وهي تنهال على فراق والدي ( رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ) ؛ ولكنني اليوم تائها في مشاعري ومترددا في أحزاني ببن أمي وأمتي ...فدموعي اليوم حائرة بين أمي وأمتي !!!
بالأمس القريب نقلت أمي ـ عافاها وعافاكم الله ـ لغرفة الإنعاش بعد أن توقف قلبها عن النبض لفترة من الوقت ؛ ورغم فداحة هذا المصاب الجلل ؛ فلا زالت مشاعري وإلى الآن تائهة ببن أمي وأمتي ؛ ولا زالت دموعي والى الآن حائرة بين أمي وأمتي ...
ولا أبالغ إن قلت لكم : إن فاجعتي بأمتي اليوم هي أكبر من مصابي الأليم بأمي المريضة ...
آآآخ على أمتي يوم تركت قتال جيوش اليهود المدججين بالسلاح لقطاع صغير إسمه : غزة !!!! آآآخ على أمتي وهي تترك قتال جحافل الفرس المدججة بالسلاح لمدينة صغيرة أسمها : تكريت !!!! آآآه ثم آآآه على هذه الأمة وهي تفرط بكل أمجاد وإنتصارات الأباء والأجداد !!! لقد حيرتني هذه الأمة وأحزنتني هذه الأمة أكثر من حزني الشديد على أمي المريضة !!! هوان ما بعده هوان وذل ما بعده ذل ... أمة مزقتها الفرقة وتقاذفها الشرق والغرب ؛ وفيها الفقير المعدم وفيها الثري المنعم ؛ وفيها الجائع البائس وفيها المصابين بالتخمة ؛ لقد حيرتني هذه الأمة !!!
أمة تقتل بعضها في كل لحظة وتحرق بعضها في كل لحظة وتغرق في بحار من الدماء العربية البريئة ومنذ سنين : لقد حيرتني هذه الآمة ...
أمي اليوم راقدة في غرفة الإنعاش ، ولكن أمتي اليوم تغدو عدم ! وتكالبت عليها كل الأمم !!! وتذبح بأيدي العرب وبأيدي العجم !!! آآآه لقد حيرتني هذه الأمة .....
إن دموعي اليوم حائرة بين أمي وأمتي ، ومشاعري اليوم تائهة ببن أمي وأمتي ... إنها مرحلة سوداوية وقاتمة ؛ فدمعة واحدة على أمي التي تصارع المرض وتصارع الموت قد تكفيني ؛ ولكن شلالات من الدموع على أمتي المبتلاة لا تكفيني ... لقد حيرتني هذه الأمة !!
التوسع الاستيطاني بالضفة يبلغ أعلى مستوى له منذ سنوات
هل ستؤثر الإصابة على صفقة الأهلي مع النعيمات
رغم وساطة ترامب .. تواصل القصف بين تايلند وكمبوديا
تخوف رسمي من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
ويتكوف سيتوجه إلى برلين للقاء زيلنسكي وزعماء أوروبيين
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
أمطار الخير تعود إلى المملكة بهذا الموعد
واشنطن تستضيف مؤتمراً بالدوحة لبحث تشكيل قوة لغزة
فوز الفيصلي على الوحدات في دوري الرديف
الإمارات تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة للاقتصاد الأردني
الدفاع المدني يحذر من مخاطر النوم والمدافئ مشتعلة
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


