أيام زمان وزلم زمان ..
القصص التي تتحدث عن صفات وحياة ومغامرات الأجداد والجدات كثيرة جدا” ، وسيندهش الإنسان : ( لبساطتهم ، وطيبتهم ، وصبرهم ، ولشجاعتهم ، ووفاءهم ؛ ولقوتهم البدنية الهائلة في بعض الأحيان ... ) ؛ ولكنها الحقيقة التي عاشوها ؛ عندما كانوا الأقرب للسجية وللفطرة .
وأنا متأكد بأن الجيل الحالي من شبابنا ؛ لن يستوعب مثل هذه القصص الغريبة عليه وعلى حياته ؛ بعد أن تنكر لعاداته وابتعد عن الفطرة ، وبعد أن درج أكثر الشباب على رغد ونعومة العيش وعلى الكسل والإتكالية ، وبعد أن لبس أكثر الشباب السلسال وسحلوا البنطال ...
وفي حديثي عن حياة (أيام زمان وزلم زمان ) ، سأبدأ بهذه القصة والتي رواها بعض لي بعض الرجال الأوائل من بلدة الشجرة ؛ وبعضهم الرواة لا زال إلى اليوم على قيد الحياة ـ أمد الله في عمرهم ورحم الله من توفى منهم ـ ؛ وهي قصة عند جندي عربي خدم في صفوف الجيش العثماني في أواخر الخلافة العثمانية ؛ وكان يأكل خروفا” صغيرا” بأكمله على وجبة الغداء ! وعندما سمع عنه أحد القادة الألمان ، قرر زيارة وحدته العسكرية ليراه بأم عينيه ... وبعد مشاهدته له وهو يأكل الخروف لوحده ! ذهل القائد العسكري الالماني منه وقال : هذا جيد ؛ هذا جيد ؛ لكن إنسانا” يأكل كل هذه الكميات من الطعام ؛ فما هي طاقاته ؟ وماذا عساه أن يفعل ؟ فقام هذا الجندي العربي لجسرين من سكة حديد ورفعهما فوق كتفيه ! وعندها قال القائد الألماني : هذا الجندي خارق ولا عجب إن أكل خروفا” بأكمله ... !
قصة أخرى رواها جدي والد أمي إلى أبي ـ رحمهم الله جميعا” ـ وقال : ذهبت الى فلسطين برفقة أحد أقاربي وهو الحاج علي المبارك ـ رحمه الله ـ والمعروف بقوته البدنية الهائلة وبقدرته الكبيرة على اكل كميات كبيرة من الطعام ولا سيما الحلوى التي كان يحبها ... وتابع جدي قائلا” : سرنا على الأقدام ومعنا جدي صغير عسانا أن نبيعه ونشري بثمنه بعض الحاجيات من فلسطين ، وعندما وصلنا إلى مدينة طبريا القريبة ، وجدنا بائعا” متجولا” للحلويات وأمامه سدرين ( للهريسة ) وهي : نوع من الحلويات البيتية والمعروفة في بلاد الشام ؛ فقال جدي لبائع الحلوى : هل تراهن بأن هذا الرجل يستطيع أن يأكل سدري الهريسة لوحده ؛ فقال بائع الحلوى : هذا مستحيل ؛ ولا أصدق ذلك؟ فقال له جدي : إن فشل هذا الرجل بأكل سدري الهريسة ، فإن هذا الجدي الصغير هو لك : حلالا” زلالا” ... فوافق بائع الحلوى على هذا الرهان والذي جرى أمام شهادة الشهود ، وبدأ قريب جدي بأكل الحلوى فأكمل سدر الهريسة الأول ؛ وإنتقل لأكل سدر ( الهريسة ) الثاني ؛ وعندها شعر تاجر الحلوى بأنه على وشك خسارة الرهان وخسارة كل شيء ! فحمل ما تبقي في سدر ( الهريسة ) الثاني وولى هاربا ” عن المكان ...
والقصص المروية عن القوة البدنية ( لزلم أيام زمان ) وعن قدرتهم الكبيرة على إلتهام كميات كبيرة من الطعام هي كثيرة جدا” ؛ ولكنها قدررات لم تجلب لهم الأمراض ولم تسبب لهم التخمة والسمنة ؛ لإن طاقاتهم لم تكنز في الأرداف والبطون ، ولكنها صرفت لخدمة الناس والمجتمعات ... وعلى سبيل المثال ؛ ففد ذكر أبي ـ رحمه الله ـ : أنه وخلال عملهم في تشيد خان يخصص لمبيت الحلال ولتربية الأبقار ... ؛ فقد عجز مع إخوته عن رفع حجر„ بازلتي„ أسود طوله متر واحد ليضعوه فوق البوابة الرئسية للخان ( عرقة ) ولاتمام البناء عليه بعد ذلك ؛ وعندها تدخل جدي لعلاج الموقف ؛ وحمل الحجر البازلتي الأسود على كتفه وصعد على درجات السلم والتي كانت تهتز من تحت قدميه بقوة ! والخان لا زال موجود والحجر الأسود في مكانه ... ويبلغ وزنه مائة كيلو غرام أو إكثر !
والقصص المروية في هذا الجانب كثيرة جدا” ولكنني سأنتقل الآن للحديث عن طيبة وبساطة وصدق ( زلم زمان ) ، فقد روى كثيرون من سكان بلدتي الشجرة قصة محمد العودة الله ـ رحمه الله ـ وهو رجل معروف بتقواه وبكرمه وطيبته ، ووصل الأمر بهذا الرجل الطيب ـ أنه كان إذا سمع نباح الكلاب في الليل ، قام وأيقض زوجته من نومها لكي تجهز الخبز للكلاب الجائعة ... فإذا جهزت زوجته الخبز أطعم هذه الكلاب بيديه وهو يقول : مخلوقات لله في ضيافتنا ، مخلوقات لله جائعة ولنا الأجر بإطعامها ... فكانت الكلاب كلما جاعت قدمت اليه ... ونفس هذا الرجل ـ رحمه الله ـ كان ينثر السكر على الأرض ليلتهمه النمل الصغير أو ( الذر ) .
والقصصن المروية عن تقوى وورع ( زلم زمان ) وعن حبهم المتواصل للعمل ولخدمة الشجر والحجر والبشر ، طمعا” بالأجر والثواب من الله كثيرة أيضا” ... ومنها تلك الهبة أو العونة والتي لازمت الناس كلما احتاج أحدهم للمساعدة في إنجاز وإتمام عمله ؛ عملا” بقوله صلى الله عليه وسلم : يد الله مع الجماعة ... ومن القصص التي تدلل على طيبتهم وتقواهم وتفانيهم في عمل الخير ؛ قيامهم بتمهيد وتسهيل الطرق الوعرة في المنحدرات وفي الأودية لتسهيل مرور الناس ؛ وبعض الأجداد كان يحفر في الصخور القريبة من المنحدرات والطرق الملتوية ( الجرون ) ... وهي حفر صغيرة في الصخر بهدف تجميع مياه الأمطار لكي تشرب منها الدواب والطيور ...
وعند الكلام عن طيبة وبساطة وتقوى ( زلم ونساء أيام زمان ) ؛ فلا يمكنتا نسيان جارتنا أم زياد ـ رحمها الله ـ وهي الجارة الأمية التي شاهدت في ساحة بيتها القديم قطعة من الخبز علقت بها الأوساخ ، فبكت بشدة على ما حل بهذه النعمة الإلهية وخافت من حلول سخط الله ؛ فتناولت الخبزة ومسحت ما علبها من أوساخ ثم أكلتها ؛ واثناء النوم جاءها ملكا” من ملائكة الله فأخبرها برضا الله عليها ثم حفظها كتاب الله ؛ فحفظته مع العلم بأنها أمية ؛ وقصتها معروفة لأهل الشجرة جميعا” ـ وقد توفاها الله تعالى قبل عدة سنوات ونسأل الله لنا ولها الرحمة ... .
ولا زلت أتذكر طلاب المدارس الأوائل من لواء الرمثا ومن المدارس الأردنية المختلفة ، وهم يتسابقون بالمئات لزراعة الأشجار الحرجية في الجبال وفي الغابات وفي الساحات العامة وعلى جوانب الطرق الممتدة بين القرى والبلدات المختلفة ، تماشيا” مع الهدف الذي وضعه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، في الوصول لأردن أخضر عام الفين ... ولا زلت أتذكر كيف أنشئنا ملعبا وساحة إصطفاف واسعة ومستوية إمام مدرستنا الجبلية الوعرة في قرية الرميمين ؛ وهي الواقعة في محافظة البلقاء ؛ واتذكر يوم كنا نعمل في كل حصص الأنشطة وفي حصص الإشغالات لتحطيم الصخور القريبة والبعيدة بواسطة الفؤوس والمهدات ، وبعد ذلك نقوم بحمل هذه الصخور ورصفها أمام الغرف الصفية لتجهيز الملعب والساحة المطلوبة ، وفعلا” ففد حققنا الهدف بعد عامين من العمل المجهد والشاق والدؤوب ؛ وهذا كله جرى بمساعدة واشراف معلمين جادين فاعلين رحم الله ميتهم وأطال الله بعمر حيهم وجزاهم الله الخير عن كل ما قدموه ؛ لقد كانت أياما” جميلة وحلوة ؛ وإكتمل فيها العطاء المتواصل وتجلى فيها الإنتماء الصادق والبعيد عن التنظير والكلام المنمق الكاذب والخادع ؛ كانت أياما" جميلة” يوم صفت النفوس ، وصدقت القلوب ؛ ونشد الجميع الخير للغير ؛ فأنزل الله علينا سكينته ورحمته ، وغمرنا الله ببركات„ دائمة„ في الرزق والمال والولد والأعمار ... فيا حبذا الحياة الأولى الخيرة ويا حبذا النفوس الطاهرة النيرة .
النشامى في المجموعة العاشرة بجانب الارجنتين
قلق أردني وإقليمي من تصريحات إسرائيلية بشأن رفح
أمانة عمّان تعلن الطوارئ القصوى بسبب الحالة الجوية
بوتين: اقامة دولة فلسطينية أساس قانوني لأي تسوية عادلة
البرلمان الألماني يقر إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل
القاضي يشارك في إضاءة شجرة عيد الميلاد في الكرك
معان: العمل التطوعي خدمة للوطن وتعزيز للتلاحم المجتمعي
الزراعة: لا حالات غش في مهرجان الزيتون الوطني
ترامب يتسلم أول نسخة من جائزة فيفا للسلام
الأمم المتحدة تعتمد 5 قرارات لصالح فلسطين
الداوود يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للتايكواندو
ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2,8% في أيلول
الملك: فخورون بتواجد اسم الأردن في قرعة كأس العالم
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
وزارة الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
الحكومة تعتمد نظاما جديدا للمحكمة الدستورية 2025
مجلس الوزراء يوافق على تعديل رسوم هيئة الأوراق المالية 2025
ماهي شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة Cocoon
الحكومة تقر نظام وحدة حماية البيانات الشخصية لعام 2025
لأول مرة منذ 14 عاما .. "آيفون 17" يعيد آبل إلى الصدارة العالمية
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
مدرسة الروابي للبنات هل خدش الحياء أم لمس الجرح
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية
فنان مصري ينفجر غضباً ويهدد بالاعتزال

