الفلوجة .. قاهرة الغزاة والمحتلين
بعد سيطرة الغزاة الأمريكان على العراق ودخولهم لعاصمة الخلافة الإسلامية ؛ ولقلعة الصمود العربية ولرمز الحضارة الإنسانية والحرية ؛ بغداد ؛ وبعد أن أعلانهم إنتهاء الحرب بالإنتصار على شرفاء العراق وعلى جيش قادسية والعراق ؛ تفاجأ المجرمون الغزاة من مقاومة سنية عنيفة لم يتوقعوها حتى في أحلامهم ؛ مقاومة عراقية من المثلث السني أذهلت المحتلين وأرعبتهم وقالت لهم : نحن شرفاء العراق ؛ ونحن رجال العراق ؛ ونحن رجال صدام ... وليس بعد ...
وواجه المحتلون الأمريكان في المثلث السني العربي ؛ والذي يمتد بين تكريت وبغداد والرمادي ؛ مقاومة لم يعهدوها في كل حروبهم التي خاضوها ؛ وتعرصوا لعمليات نوعية لم يتوقعوها في حياتهم أبدا” ؛ لا سيما من شعب إعتقدوا بأنهم أنهكوه وجوعوه وحاصروه لثلاث عشرة سنة متواصلة كانت كافية لإستسلامه وبسرعة ...
ولكن ذلك لم يحدث وانهارت معنويات الجنود الأمريكان بسبب المواجهات اليومية التي واجهوها من المقاومة العراقية السنية ؛ وفقد الجندي الأمريكي تركيزه ومعنوياته ؛ وفقد كل إرادة لديه لللقتال وللمواجهة والثبات والصمود ؛ مما دفع بعض الجنود الأمريكان لقذف أنفسهم في نهر الفرات فرارا” من ميته حتمية بشعة على أيدي رجال السنة العرب الأشداء ؛ وظهرت في ذلك الوقت مافيات متخصصة بتهريب الجنود الأمريكان الفارين من الموت عبر الحدود التركية ...
مثلت مدينة الفلوجة العراقية الحاضنة الرئيسية للمقاومة العراقية وللمحاهدين في العراق ، وقتل أهل الفلوجة المئات والآلآف من جنود الأمريكان ومن عملائهم وتعالهم باستخدام التفحيرات اليومية للأرتال الأمريكية المنتشرة على المفارز والطرقات العراقية ؛ وأطلقت المقاومة العراقية على مدينة الفلوجة القابا” عديدة” ومنها : مدينة المساجد والمآذن ؛ ومدينة المقاومة العراقية ؛ وغزة العراق ـ نسبة لقطاع غزة الفلسطيني المقاوم للمحتل اليهودي في فلسطين ـ ...
أدرك الأمريكان وأذنابهم وعملاؤهم ؛ بأن الهدوء المنشود في العراق الإمريكي الجديد لن يتحقق دون تركيع أهل الفلوجة ودون كسر شوكة وإرادة المقاومة فيها ؛ ولو إضطروا لمسحها من الوجود باستخدام كل أنواع أسلحة متطورة ومدمرة ومحرمة ...
قامت القوات الأمريكية وبدعم من مرتزقتها في شركة بلاك ووتر الأمريكية ، بهجومها الأول على مدينة الفلوجة في شهر نيسان من عام 2004 م ؛ ولكن الأمريكان أجبروا بعدها على التراجع والإنكفاء إلى قواعدهم في بغداد ؛ بعد أن واجهوا مقاومة شرسة وبطولات اسطورية من المقاومة العراقية التي كبدتهم آلآلآف من القتلى والجرحى ...
وبعد هذه الخسارة والهزيمة المدوية ؛ تجهز الأمريكان ومعهم البريطانيون والمرتزقة من بلاك ووتر وبعض العراقيبن المأجورين لهجومهم الثاني على مدينة الفلوجة ؛ وقام الأمريكان بمحاصرة المدينة وبقطع كل الإمدادات الغذائية والإساسية عنها ، وقاموا بداراسة لمكامن القوة والضعف عند المقاومة في الفلوجة ، وفي شهر 12 من عام 2004 م قام الأمريكان بهجومهم الثاني الأشد إجرانا وفتكا” على مدينة الفلوجة العراقية ؛ وتلخصت أهدافهم في هذا الهجوم بمحاولة : استرجاع الهيبة والمعنويات المنهارة والمفقوة بعد هزيمتهم الأولى ، وبمحاولة المحتل كسر شوكة المقاومة العراقية ؛ ولو إضطروا لمحو مدينة الفلوجة من الوجود ؛ وإستخدموا خلال هذا الهجوم كل أنواع الأسلحة الفتاكة والعنقودية والفسفورية والمحرمة ؛ ولجأوا للإبادة الجماعية بإستخدام القتابل الكيماوية ، وشاركت قاذفات B52 في القاء القنابل التدميرية الضخمة والتي تزن اطنانا” على تلك المدينة العربية الصغيرة المجاهدة ؛ وبعد شهر ونصف من المعارك المتواصلة تمكن الأمريكان من دخول المدينة المحترقة والمليئة بالجثث المتفحمة ؛ وأعلنوا انتصارهم على المقاومبن العراقين ؛ ومشت دباباتهم وعرباتهم على جثث الشهداء المتفحمة وعلى الأشلاء المتناثرة في الطرقات ...
ورغم كل ما قاسته هذه المدينة العربية المجاهدة والصامدة ؛ فهي لم ولن تركع للطغاة أبدا” ؛ وظلت شوكة في عيون الأمريكان وعملاءهم وتابعيهم ؛ وبقيت الفلوجة شوكة دامية في خاصرة وعيون المحتلين وأذنابهم الى اليوم ...
ولم تزل الفلوجة مثالا” حبا” في الصمود والثبات والرجولة والشجاعة والمقاومة ؛ وبقيت رمزا” في الثبات ونحقيق الإنتصارات على المحتلين والغزاة ؛ وظلت مصدر إلهام„ للثائرين في وجه الجبابرة والفراعنة والطغاة عبر بلادنا العربية ؛ وموجها” لكل الباحثين عن العزة والشموخ والحرية ...
وليتذكر الخانعين والجبناء من هذه الأمة وفي كل هذا العالم ؛ بأن مدينة عربية سنية وصغيرة قارعت برجالها المؤمنين والأشداء أكبر جيوش الأرض فتكا” وتسليحا” وجبروتا” وظلما” في هذا العالم ، وبأن هذه المدينة الصغيرة مرغت أنوف الأمريكان وكل عملاءهم بالتراب أكثر من مرة ؛ حتى مهزمين من عراق المثنى وصلاح الدين وعراق الرشيد والمعتصم والأمين والمأمون .... فمني ومن كل أحرار هذه الأمة العربية لمدينة العزة والمقاومة والجهاد والإنتصارات الف الف تحية ؛ ولجميع المقاومين العراقيين وللمقاومين في كل بلادنا العربية الإجلال والتقدير والإكبار ....
هل سيتم تعديل مواصفات اللوحات الخاصة للمركبات .. توضيح
الملك يؤكد لستوره ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار بغزة
احتجاجات ضخمة في مدن أميركية تندد بترامب
ديوان المحاسبة ينظم برنامجاً تدريبياً
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
الديوان الملكي: الملك بصحة جيدة ويحتاج إلى قسط من الراحة
عمل الأعيان تناقش تدابير السلامة المهنية في مواقع العمل
الاحتلال سيوقف إمداد غزة بالمساعدات حتى إشعار آخر
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات
مجلس الوزراء يقر تعديل نظام بدل خدمات المرور
ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 68,159 شهيداً
رئيس هيئة الأركان يستقبل وفداً إماراتياً
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية