هذه هي القصة .. يا عرب

mainThumb

02-06-2015 11:21 AM

   المتتبع للشأن السوري والعراقي يلاحظ تغيرا” نسبيا” في الموقف الأمريكي والغربي إتحاه كل ما يجري في هاتين الدولتين العربيتين ، وسيستنتج بأن قرارا”  امريكيا” وغربيا” تم اتخاذه ويقضي برفع„ الحصانة جزئيا” عن النظامين العراقي والسوري في هذه المرحلة .

 
         في العقلية الغربية والمفهوم الغربي ؛ لا بد لنهايات الأحداث العربي بأن تستقر لمصلحة القوى الإستعمارية الغربية والأمريكية في بلادنا العربية  ؛ ومن المهم لمآلات الأمور أن تلبي الشروط الإسرائيلية وأن تحقق الأمن لليهود ...
        والذي يدعم مثل هذه التحليلات هو ذلك السيناريو الذي يجري اليوم على الأرض العراقية والسورية ؛ فالدول العربية المؤثرة في تلك الأحداث أشغلت ومنذ مدة بالشأن اليمني والليبي  ؛ ونلاخظ بأن طائرات التحالف الغربي قللت من طلعاتها وابطأت من وتيرة قصفها للإهداف في المناطق السنية الملتهبة في سوريا والعراق   ، مما سهل تمدد تنظيم داعش وزحفه الى مناطق الانبار العراقية وإلى تدمر وأطراف حمص السورية ، كما سهل من زحف قوى المعارضة السورية الأخرى في محافظات مثل ادلب وحلب ...
          
 
ولكن التحالف الدولي يكثف من قصفه فوق المناطق الحاوية للكرد  في سوريا والعراق ؛ وشاهدنا من قبل طيران التحالف الغربي وفي أكثر من مرة ؛ وهو يقصف وبقوة وعنف من أجل حماية المناطق ذات الغالبية الكردية من زحف وتمدد داعش ، ورأيناه وهو يحرق الأخضر واليابس حول مدينة كركوك وفي ريف الحسكة وخلال دفاعه عن سقوط مدينة عين العرب في أيدي داعش  ؛ وكثيرا” ما قصف هذا التحالف الدولي وبقوة خلال تهيئته للتمدد وللتوسع الكردي فوق أراض„ عربية جديدة في شمال العراق وسوريا  .
 
        إذا صدقت التوقعات فإن القرار الأمريكي والغربي تم اتخاذه بتوسعة وبتثبيت الكيان الكردي المرتقب في شمال العراق وسوريا  ؛ ومن أجل هذه الغاية فقد تم الإستعانة بالخبرات القتالية الطويلة لحزب العمال الكردستاني التركي ، في مشروع تثبيت كيان كردي في الشمال السوري  ؛ وفي الجانب العراقي تم تقديم كل أشكال الدعم من قبل الغرب لقوات البشمركة الكردية خلال سيطرتهم على محافظة كركوك وأثناء توسعهم في شمال العراق  ...
 
         فالهدف الإستعماري بدأت ملامحه جلية لكل متابع جيد للأحداث الجارية ؛ والتي تقوم على تهيئة الطريق لنشوء كيان كردي عميل في شمال سوريا وشمال العراق ؛ وبموازاة هذا الكيان الكردي   ؛ يعمل الغرب على فسح الطريق لتوسع الكيان اليهودي في الأرض العربية الممتدة بين النيل والفرات  ... وشرق هذا الكيان اليهودي سينشئ الغرب كيان شيعي صفوي يلطم ويشتم العرب السنة ويلعن ويشتم الصحابة الأخيار ليل نهار ؛ كيان صفوي حاقد ويهدد بالثأر والانتقام لدم الحسين من كل العرب السنة  ...
 
          ولتحقيق هذا الهدف الاستعماري واليهودي قاموا بتغذية أشكال مختلفة من النعرات والصراعات في بلادنا العربية مثل الصراعات : المذهبية والطائفية والعرقية والفكرية والإقليمية  ... إلخ ؛  فالذي يهمهم فقط ؛ الوصول لأهدافهم اللعينة في إضعاف وإنهاك كل الأطراف العربية المتصارعة  ؛ فإن حدث وتقدم طرف عن الحد المسموح والمرسوم ؛ بادروا لقصفه بالطائرات ودعموا خصومه بأسلحة متطورة وجديدة ؛ وقد يقومون بتهيئة طرف جديد لمواجهة الطرف الغالب في الوقت المناسب ؛ وإن غرد أحد حلفاءهم خارج المعطيات المرسومة  أشغلوه بمشاكل مفتعلة وكثيرة  ...
 
         وفي النهاية ستصبح الطريق سالكة وممهدة لتحقيق الحلم اليهودي القديم والجديد في إقامة وطنهم القومي والممتد بين الفرات والنيل .
 
         وفي ظل هذا الوضع السيئ للأمة ؛  فسيبقى العرب في مكانهم المتأرجح بين الظلمة الشديدة والعتمة ؛ وقد يتوه العرب في اتون المجهول ولا يستطيعون الإياب والعودة  .
 
         فإن لم تصحو  هذه الأمة العربية المغلوبة على أمرها من رقودها الطويل  ، وإن لم تفيق ؛ وقبل فوات الأوان ؛ من سباتها ، فكما كان الجسد العربي وقودا” لمعاركهم ولمخططات اللعينة في المنطقة ، فقد يصبح الإنسان العربي عبدا” وخادما” لليهود وللغرب وللكرد وللفرس ولكل الأمم الحاقدة ؛ والتي  تتربص الشرور والويل بشعوب هذه الأمة من المحيط وحتى الخليج ...
 
       هذه بعض من المخططات التي يجري تنفيذها في العراق وبلاد الشام منذ سنوات طويلة ؛ أما المخططات المرسومة لمصر ولليبيا ولليمن ولبقية الدول العربية فبعضها تم تنفيذه كما في السودان وبعضها الأخر يجري تنفيذه اليوم كما هو الحال في ليبيا وبعضها الآخر في طور الإعداد والتنفيذ له ...
          
بعد نجاحهم بتجزأة السودان وبتقطيع أوصاله ، يكررون محاولاتهم لتجزأة اليمن ومصر وليبيا وأغلب الدول العربية المؤثرة في المنطقة ؛ لتكون هذه المنطقة العربية خالية من أي قوة مؤثرة ولديها القوة الكافية للوقوف أمام المشروع اليهودي في المنطقة  ...
 
         من امن الذئب على غنماته فهو  أبلى ؛ ومن رهن مستقبله وبقاءه وحياته في أيدي أعداءه فمصيره الزوال والأفول  ؛ فلا ديمومة للجبناء ولا إستمرارية للحمقى ...  وليكن في علم الجميع بأن الفرقة والتشرذم والتبعية هي المسبب الحقيقي لكل هذا الذل والصراع الجاري في وطننا العربي ، فالحل الوحيد لنخرج من كل هذا الهوان والضياع والتيه والجوع والخوف لن يكون إلا في الوحدة ... هذه هي القصة ...  يا عرب .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد