عندما يتحول المجرم إلى منقذ

mainThumb

25-06-2015 11:57 AM

سهل وسلس شهر رمضان الفضيل بصيامه وبقيامه في هذا العام ، ولا يعكر صفو صيامنا الا المعارك المستعرة والتي لا زالت تفتك بجسد هذه الأمة ومنذ ما يزيد على أربع سنوات متواصلة .


قد يستغرب البعض تركيزي في الكتابة على هذه المعارك الجارية والمذابح المستمرة والتي ترتكبها هذه الأمة بحق نفسها في كل يوم ؛ فعدا عن المشاهد اليومية للمجازر والمذابح والتي يراها الجميع على شاشات التلفاز وعلى الفضائيات  كل لحظة ، والتي جرت وتجري في دول عربية متعددة ، فنحن وبحكم موقع البلدة الملاصق للحدود السورية ، فإننا على موعد دائم„ مع أصوات البراميل المتفجرة ومع قصف الطائرات ، ناهيك عن أصوات صليات الرصاص وقصف المدافع المتبادلة بين الفصائل المتناحرة والمتصارعة ذات التوجهات والانتماءات المختلفة .... فمثلا” ؛ منذ مساء الأمس ونحن نسمع ولغاية اللحظة أصوات القصف العنيف والمكثف والمستمر على الجانب السوري ، ومع كل طلقة مدفع  ، ومع كل برميل يسقط او طلقة نار تطلق ، هناك أرواح عربية وبريئة ومسلمة سوف تزهق ، وهناك دماء عربية تسيل . والمصيبة بأن اسرائيل وامريكيا هما المستفيدتان الأساسيتان من كل ما جرى وما زال يجري على ارض هذه الأمة ؛ لذلك فهما يمدان ذاك الطرف بالسلاح ، وبمدان الطرف المقابل بالسلاح ، لينتهي الجميع وليباد الجميع  ، وليهلك هذا وذاك في نهاية المطاف ، ولكي يدخلا حلبة الصراع كمنقذين ومنجدين وسط ترحيب وتصفيق الجماهير وكل المتابعين وحتى المتصارعين أنفسهم  ! علما” بأنهم كانوا  السبب الأساسي والرئيسي لكل البلاوي التي جرت وما زالت تجري لأمتنا العربية والإسلامية  ...


ولكن في نهاية المطاف فإن أهداف اسرائيل المتمثلة في الهيمنة والتوسع والاستقواء على محيطها العربي المفتت والمشتت والمتهاوي والضعيف والخائر والمنهك سوف تتحقق .


حروب كلفت الكثير ودامت لاكثر من اربع سنوات متعاقبة ، حروب وكلفت مئات الالوف من الارواح العربية البريئة ، كما كلفت مئات المليارات من الدولارات والتي دفعت أثمان للعتاد والسلاح ! حروب تدميرية لو خاضتها أمريكيا واسرائيل بنفسيهما في المنطقة العربية لسقطتا كما سقط الاتحاد السوفيتي من قبلهما نتيجة حربه الطويلة في افغانستان ؛ ولكن ولكل أسف ؛ خاضتها بالنيابة عنهما مجموعات وفصائل وأنظمة واحزاب مختلفة من هذه الأمة ، ولأجل هذه الغاية بذلت الكثير من الدماء والوقت والاموال والجهد والدماء ،والذي أسعد وأثلج صدور أعداء هذه الأمة المتأهبين دائما” لدخول حلبات الصراع العربية لا كمحتلين وكمجرمين كما جرى من قبل ، ولكن  كمنقذين ومنجدين وسط التصفيق الحار والمتواصل من كل الاطراف المراقبة والمتصارعة  ... نرجو الله تعالى أن يحقن دماء أمتنا المظلومة والمنكوبة ، وأن يرد كيد اعداءنا الغدارين والمكارين  ، وأن يكفيها شرور المستعمرين الطامعين بخيراتنا وبثرواتنا ؛ وأن ينتقم لنا من كل المتلاعببن بدماء ومستقبل أبناءنا  ... آآآمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد